بيني وبين الليل تصطف الِسيّر تتقافز الذكرى تجوب القلب تمتهن السهر تسكب في ثنايا الروح أوجاع المطر فتسقط من فمي كلمات أُغنيتي التي في الليل باعت حلمها وتَنَكّبَتْ دربا" يقود إلى سراب يا ليتني كَذّبْتُ أُغنِيَتِي وصَدّقتُ المطر آواه يا فجر البشارة يا صدى ٍ الأوتار في وقت السحر كل القوافل أذعنت للريح لازمت السفر لكنني أدمنت وجهك يا بلادي في المطر عبثا" تنهدت الممرات التي قادت خطاي إلى فضاءك كي أفوت فتعثرت قدماي عند ضريحك الممتد من صمتي إلى صبرك فدفنت رأسي تحت منسأة التوهج كي أموت وتموت في حلمي خسارتك الفجيعة لكنني أدركت أنّك من دمي تمضي وأنّك في حنايا الذات مزروعة سكبت لونك في جبال النجم في نُصُبِ المزارات العظيمة حدثت عنك غياهب الليل البهيم وعارض المطر الصبي وكل تاريخ القصيدة إني سكنتك في تفاصيل المُحَاقْ ولوعة الذكرى ولون الأرض قافية تولول في دُجَاي غيما" يُغالِبه السِبَاق أغنية تحاصرها رياح النوء لحنا" في الخريف يدغدغ الأوتار برقا" يضيء مجاهل الليل الطويل مطرا" يداعب جرح أرضي وجها" عنيدا" يقهر الأيام في صبر جميل ورحلت فيك على هداي وتبللت عيناي من فرح الطفولة عند بابك وتهللت بشرا" أسارير الكهولة عند خدك وهتفت فيك!!!!!! لو عانق المطر الحراز واستباح الغيم أحزان الصحارى و السنين وتجاسر النايُّ على الزمن الجميل متمردا" شدوا" بأنغام الأصيل وتعلقت بالغيم أسراب الفراش صوب المجرات البعيدة تبحث عن بيوت الورد تفتضح العبير بحسها الموبوء لو أن نحلا" استعاض الزهر بالنيران في ليل القرى وتشَعْشَع الشَهْدُ الشِفَاء بِرِيْقِهِ ولو أن حَرّ الاِسْتِواءِ تَثَلّجَتْ وتناثرت غاباته بين الدروب لو أن غفرانا" عظيما" قد تنزل في الورى وعدا" يضئ الأمسيات فلن يستقيم الظل حين تعاقبت أعواده فَيْءُ الظلال بِأُخْرَيَات * موسى المكي الأمين المكي أم طلحة جنوب كردفان 20/8/2000 م 20/8/ 2000 م musa elmekki [[email protected]]