تأملت يوما" الغروب والشمس ذاهبة الي وكرها غير آبهة وقد انتثرت أشعتها الذهبية علي الكون ليتبعها الظلام الدامس في الليالي الخريفية الممطرة ، وتسبيح الرعد بحمد ربنا عز وجل. فهذا المشهد عبرة للمستهام وعبرة للرائي ، فكل شي له غروب ونهاية وعودة لمواصلة المسير حسب تقدير الخالق للكون ولكن غروب العمر ليس له عودة وما أصعب غروب العمر الذي يذهب بك الي برزخ ما بعد الفناء الحتمي وهو المصير الذي لا مفر منه أبدا" ولابد منه لانه نهاية كل مخلوق . من أنس وجن وحيوان ونبات الخ ........ وبه تنتهي المعركة مع الحياة في الأخذ والعطاء والتفاعل والأزمات والأيام العاطرات التي لاتخلد أبدا ، فسبحان الله نسعي لكي نحصل علي كل شئ وهذه هي النهاية ..... لاشي ، كم تنازعنا في الدنيا وأننا نعلم أن هذا مصيرنا وحذرنا الله منه :: ورغم ذلك نتجاهل وقول المولي عز وجل ( كل نفس ذائقة الموت) ( وإنك ميت وإنهم ميتون) وذكر الشاعر في قوله : كل ابن أنثي وان طالت سلامته فيوما" علي آله حدباء محمول ولكل شيئ اذا ما تم نقصان فلا ينعمن بلذيذ العيش انسان فتذكرت الحال بعد أن تغرب شمس العمر وقول الله تعالي ( ومن ورائهم برزخ الي يوم يبعثون) وبكيت ما شاء الله أن أبكي ، ورددت قول الحبيب المصطفي : ( عش ما شئت فانك ميت ، وأحبب ما شئت فانك مفارقه وأعمل ماشئت فانك مجزي عليه ) . أشحت بخاطري ناحية القبور وناديت بصوت خافت وكأني أخشي أن يرد علي أحد ،،، يا أهل القبور مالكم؟ أين أصواتكم؟ أين أبناؤكم عنكم اليوم ؟ أين أموالكم ؟ أين وأين ؟ كيف هو الحساب ؟أخبروني عن ضمة القبر؟ أخبروني عن منكر ونكير ::::: ؟ أخبروني عن حالكم مع الدود؟ تخيلت سكرات الموت وقول رسول الله عليه الصلاة والسلام ( إن للموت سكرات) تخيلت جسدي عند نزول الموت يرتجف وأنا لا حيلة لي وصراخ أهلي عاليا" من حولي : أين الطبيب؟ أين الطبيب؟ ( فلولا أن كنتم غير مدينين ترجعونها ان كنت صادقين ) ( فلولا اذ بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون ). وبعدها يضيع الأسم الذي ينادونني به ويسمونني الجنازة وأكبر همهم الأستعجال لمواراة الجثمان الثري لأنه من الأمور الواجب فيها الأستعجال ، ويدثرونني بالكفن الأبيض اللباس المرافق لي من حطام الدنيا وزخرفها . يصلون علي صلاة لا سجود لها آخر صلاة من الدنيا ودعواتهم لي سائلين الله أن يزد في حسناتي ويتجاوز عن سيئاتي ويجعل قبري روضة من رياض الجنة وان يحشرني في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين في جنه عرضها السموات والأرض. وبعدها يحملونني علي الأكتاف ويرددون الله أكبر ولا اله الإ الله ويمشون بي سريعا" نحو القبر وأقرب أهلي ينزل القبر ويضع يديه تحت رأسي ويطالبهم بالرفق بالجنازة حتي لا تقع وهو يصرخ فيهم جهزوا الطوب وبعد أن يحثوا علي التراب الكل يرش بالماء علي قبري ويقولا أدعوا لها فانها الآن تُسأل ، ورحلو عني وتركوني فرادا" وحيدا" قال الله تعالي ( ولقد جئتمونا فرادي كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ) لا مال ولا ابن ولا أخ كل شي تخلي عني. أسأل الله أن يحسن خاتمتي ويجعل طاعته ورضاه همي في هذه الفانية . fodul abjad [[email protected]]