أتمنى أن أجد من يحل لوغريثمات بطولة أفريقيا للاعبين المحليين، فمع مطلع كل صباح نواجه بمصيبة جديدة تؤكد على فشلنا الذريع في تنظيم البطولة التي قاتلنا من أجل الفوز بها وعندما أقول أتمنى أن أجد من يحل لوغريثماتها لأن من دعم هذا الفشل كان الاتحاد الإفريقي (كاف) بقيادة رئيسه الكاميروني عيسى حياتو.. كتبت في هذه المساحة أكثر من مرة عن الفوضي والهرجلة التي صاحبت البطولة وعن الغياب الكامل للاتحاد العام الذي سلم كل شيء تقريبا للوزير والوزارة واكتفى بلعب دور المتفرج، لينال عن جدارة في تقديري جائزة ضيف شرف البطولة.. واحدة من الموضوعات التي ظللت أتناولها وجود مجموعة في إستاد مدني، رغم أن كل المؤشرات تؤكد للعين العادية وليست الفاحصة (لجان تفتيش الاتحاد الإفريقي للملاعب قبل انطلاق البطولة) أن مدينة مدني غير مؤهلة لاستضافة الدوري الممتاز دعك من ثاني بطولات القارة. وكتبت أكثر من مرة أن عيسى حياتو واتحاده جاملونا عندما أعطونا الضوء الأخضر للانطلاق، ليس في مدني فقط ولكن لكل البطولة. لكن مدني كانت محط الانظار لأن سوء أرضية الملعب والإضاءة لا تخطئهما عين من خلال التلفزة التي حولتنا إلى أضحوكة، سواء داخل الاستوديو التحليلي لقناة الجزيرة الرياضية أو آراء الصحفيين الأجانب المرافقين للمنتخبات المشاركة. وأول صحفي تحدث بصورة مباشرة عن رداءة إستاد مدني كان الصحفي الجزائري في المؤتمر الصحفي لرئيس الاتحاد الإفريقي قبل بداية البطولة، ولم تكن إجابة عيسى حياتو مقنعة بتأكيده على اللعب في المدينة وأنهم لن ينقلوا المجموعة منها ما لم تأتهم شكاوى من المنتخبات المشاركة، رغم أن الصورة المخجلة لم تكن تحتاج إلى شكاوى.. بل إن حياتو ومعتصم جعفر واصلا الدفاع عن إستاد مدني مع تصاعد الانتقادات، وأكدا بإجابات قاطعة استمرار البطولة به في كل المراحل المبرمجة بما فيها ربع النهائي.. ولكن هذا الدفاع غير المؤسس انهار فجأة أمس الأول عندما قررت اللجنة المنظمة لبطولة أفريقيا للاعبين المحليين نقل مباريات دور الثمانية كلها إلى الخرطوم دون تفسير للقرار عن أسباب ضرب البرمجة في مقتل، ودون مراعاة لدفاع حياتو المستميت. إلا أن الغريب في هذا القرار كان إبعاد مدينة بورتسودان رغم أنها لم تتعرض لانتقادات، وبدأ وكأن الاتحاد الإفريقي يعمل على وضع البيض كله في سلة واحدة حتى يغطي على رفض المنتخب الجزائري اللعب في مدني، وهو حسب تحليلي لهذا القرار السبب الرئيسي في نقل دور ربع النهائي، وإذا تأكد هذا التحليل فعلي (الكاف) السلام ولن أقول الاتحاد العام لأن سحب الثقة عنه عبر جمعية عمومية يجب أن يكون الهم القادم للأعضاء بعد أن وضح بكثير من الأدلة والبراهين وفي فترة قياسية أن الاتحاد الحالي أقل بكثير من قيادة كرة القدم في السودان.. على (الكاف) ولجنته المنظمة السلام لأنه عاقب بورتسودان بذنب مدني، وإن كان الذنب ذنب الاتحاد العام.