بسم الله الرحمن الرحيم هذا بلاغ للناس ابوبكر يوسف إبراهيم إستهلالة : ليس من العادة تنميق ما أكتب ولست عالم لغويات ولكن حبانا الله ببعض شجاعة نقول بها كلمة الحق وننصح ونتناصح من أجل مصلحة الأمة ؛ فالمثل يقول " أن المساواة في الظلم تعتبر عدلاً ؛ ولكن أن يكون بيننا ( دراكيولات) من مصاصي دماء الغلابة فهذا ما يجعنا نجأر بالشكوى .. ونأمل أن يكون هناك من يسمع صرخة الجياع الغلابة فقد بلغت الروح الحلقوم. لقد بدا واضحاً وجلياً أن حالنا يتقهقر للوراء بخطوات ٍ متسارعة بعد أن ظننا أننا تقدمنا خطوات للأمام ؛ . إن الجسور والطرق عمل نهضوي جيد ولكنه لا يستقيم ولا يصبح أسبقية إن كانت البطون فارغة تعاني الجوع ، والمرضي لا يجدون الطبابة ؛ قبيل إعلان نتائج الاستفتاء بدأنا نتحدث عن تخفيض وضبط الانفاق وتشجيع الاستثمار وتخفيض رواتب ومخصصات الدستوريين وجهازالدولة التشريعي الذي سيغادره نواب الجنوب والجهاز التنفيذي المترهل وكثير من المحليات التي بدت كاقطاعيات لمن يديرها ؛ وها قد انفصل الجنوب وسيتوفر لخزانة الدولة تكاليف حوالي 28% من المناصب وتكلفتها وهي تمثل نصيبه في اقتسام السلطة إضافة إلى عدد مهول من المستشارين ومن المفوضيات وما زاد وغطى صندوق دعم الوحدة الذي كان إهداراً للمال العام بجدارة.. وهلمجرا.!! فمن يتابع حركة الأسعار في الأسواق بالتأكيد سيصاب بالصرع فيقع من طوله مغشياً عليه وهو لا يملك قيمة الطبابة وفي ذات الوقت تصبح المشكلة مركبة وبدلً من همٍ واحد أصحبح الهم همين !! .. ماهذا الذي يجري من فوضى أسعار لا ضابط ولا كابح لها ولا سقف منتظر تقف عنده ؛ إلا الطمع والجشع وغياب الرقيب . استحلت دائرة الجشعيين جيوب الغلابة إن كان لهم أصلاً جيوب ؛ وعندما أقول دائرة فهذا من باب التأدب فقط فالوصف الحقيقي أنهم " مافيا" تبدأ من المستورد أو المصنع مروراً بالموزع المحتكر ؛ ثمّ شبكة تجار الجملة في العاصمة والاقاليم ؛ وإنتهاءً بتاجر القطاعي الذي يستتر كل أعضاء المافيا الخفيين فيتركونه يواجه مصيره مع المستهلك الغلبان وبالمناسبة سيكون هو أول الضحايا إذا ما قررالرقيب أن ينشط بدلاً من حركة السكون والتفرج ؛ فبدلاً من أن يُمسك برأس المافيا يُمسك بذيلها الضعيف !! . أسعارأصبح ارتفاعها يقاس بوحدة سرعة الطيران الأسرع من الصوت " بالماخ " ألسنا في عصر السرعة؟! ؛ كل ذلك يحدث تحت سمع وبصرالدولة السنية والمسئولين فيها عن معيشة عباد الله الغلابة الغبش .. وكل هذا العبث والفوضى يحدث ( على عينك يا تاجر) بدون رقيب ولا حسيب يحرك ساكناً؟! كثير من الدول تنهج نهجاً غير الذي انتهجته دولتنا السنية حتى يصل الدعم إلى مستحقيه من الغلابة الغبش وحتى توقف حركة التخصم وتمنع استغلال التجار للغلابة فتعمد إلى تخفيض سعر الخدمات السيادية كالكهرباء والماء وتوفير الطبابة وتخفيض الرسوم عموماً وخاصةً رسوم المدارس والجامعات (ما ظهر منها وما بطن) لفئات الشعب التي يغلبها التعفف من مد اليد ، فتتحمل خزانة الدولة وتخفف العبء على الفئة المستحقة واقعياً أصبحت( 95% +) من جموع الشعب السوداني ، لأن هذه الاجراءآت كرست إزالة الطبقة الوسطى وغالبيتهم من موظفي الدولة والعمال والزراع؛ وها قد دخلت في شريحة الموعزين ؛ فزدنا نسبة الفقر وألغينا الطبقة الوسطى وزدنا عدد التماسيح والقطط السمان وعظمّنا نسبتهم فأصبحت ( 5% ) بعد كانت نسبتهم (05% ) ؛ وكثيرٌ من هؤلاء (كالمرقوت) لا يألو جهداً من مص دم الناس ولا يهمهم أن يعيشوا أو يموتوا ؛ لأن ليس هناك ضابط يقول لهم : أن توقفوا يرحمكم ويرحم الله الغلابة.!! ما معنى الوفرة بعد الندرة ؟ هل هي فرجة على البضائع لنستثير بها الغلابة المطحونون؟! هل هي شعار ترفعه الدولة لترفع الدولة عن نفسها العتب وقولها بأن كل شيء متوفر؟! ألم تسأل نفسها عن القوة الشرائية للغلبان وكم هو الراتب الذي تدفعه لهذا الأغبش؟! هل يعني أن بيع الدجاج مثلاً عبر منافذ حددتها الولايات هي وسيلة فاعلة لتخفيض تكلفة المعيشة وهي آلية تجبر التجار لتخفيض الاسعار؟! أم هي وسيلة تهديد للمستغلين ؛ أم ألية لدخول الدولة كمنافس؟! سيدنا عبدالله ابن عمر كان يقوم بدور المحتسب في الأسواق فهل في الدولة من قام بهذا الدور وهي تزعم أنها دولة رسالية وذات توجه حضاري؟! ليخرج علينا الآن مسئول ليشرح لنا بالأرقام ؛ نعم بالاقام ولا نريدهم يحدثوننا كلام انشائي لا تسنده ارقام حقيقية فقد سئمنا كل ما يقال للإستهلاك المحلي ولتخير الغلابة ؛ فمنذ قيام الانقاذ رفعت شعار ( نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ) ؛ نريد أن نعرف كم كانت نسبة المساحات المزروعة رياً ومطرياً في يونيو1989 وكم بلغت حتى 2001 يوم بدأ تصدير البترول؟! ؛ وهل كنا فعلاً نأكل مما نزرع أم نستورد حتى هذا التاريخ وبالارقام ؟! وكم نسبة ما نستورده؟! . نريد أن نعرف حجم الاستثمارات لتطوير الزراعة منذ عام 2001 حتى 2010؟! وما نسبة النمو في القطاع الزراعي الذي أقمنا له استراتيجية نهضة وكيف انعكس مردوده على المواطن ؟! هذه النهضة شهد القاصي والداني من المتخصصين أنها لم تحقق ما كان مرجواً منها ومازلنا نستورد أكثر من نصف طعامنا من الخارج ويمكننا الرجوع إلى تقارير الفا(FAO )!! الذي يدعونا لأن ندعو الله أن يثبت ( العقل والدين) هو هذا الاتفاع الجنوني الذي أصاب أسعار الزيوت التي تنتج من محاصيل زيتية نزرعها في تربة هذا الوطن ؛ فعندما أعلن وزير المالية الاجراءات المالية التقشفية والتسعيرية الجديدة والهبات للمعاشيين والطلبة كانت ( باغة الزيت من (22 -25جنيه) فليس لدينا أسعار محددة بل هي كالثيرمومتر التي يقاس به حرارة مصاب الملاريا تعلوولا تهبط إلا بالعلاج الناجع وهذا ما لم تفكر فيه السلطات المختصة في الدولة السنية .. اليوم بلغ سعرها ما بين ( 40- 45) جنية أي تضاعف بقدرة قادر ؛ فهل ضاعف وزير المالية المرتبات يا ترى ليواجه الفقير الغلبان هذا (الفحش) في الاسعار؟! ؛ وأين دور الدولة ورقابتها على ارزاق العباد؟! .. هل قررت الدولة أن تترك المواطن الغلبان نهباً للتماسيح والقطط السمان؟! . لماذا تتهرب الدولة من مواجهة مصاصي دماء الغلابة الذين يعيثون فساداً في الاسواق فيستحلون الجنيهات القليلة المعدودة فيجردون الغلابة منها ؛ حتى القليل الذي يستعففون به ويسترهم ويقيهم ذل السؤال ما سَلِمَ منهم ؟! هل سيُسر الجميع ؛ دولة وتجاراً عندما يرون المواطن الغلبان وقد دفعت به الدولة والتجار مضطراً للتسول؟! . قرأت يوماً مقالاً لكاتب عمودٍ راتب استفزني جداً محتواه ؛ إذ يهيب كاتبه بالدولة أن تحارب المتسولين أمام المساجد لأنها ظاهرة غير حضارية ؛ والله نحن بين نارين وهما " المظهر الحضاري" و " التوجه الحضاري " !! ومع ذلك فالكاتب الهمام لم يكلف نفسه عناء البحث عن الاسباب؟! لأننا نجيد النقد دون أن نقدم حلولاً .. سهل أيها الكتاب أن نهيب بالدولة أن تمنع التسول من أمام المساجد ؛لكن تعطف وقل لنا أيها الكاتب الهمام أي موقع استراتيجي آخر يمكن للفقير المعدم أن يمد يده فيه؟! لأن هناك بعض المنعمين معيشياً مثل بعض الكتاب – اللهم لا حسد – والذين اصبحوا كأم الخديوي التي قالت قولتها المستفزة الشهيرة حينما أبلغت بأن الشعب يتضور جوعاً فقالت: ( ليه جوعان .. هوه ما فيش بقلاوة؟)!! . كما أن هناك كتاب يعيشون على الكفاف والستر ؛ أيضاً آخرون يعانون ضنك العيش مثلهم عامة الغلابة الذين يعيشون كالأموات. أرجو من بعض الكتاب – وسيجزيهم الله عنا خيراً - إن " نقطونا بسكاتهم" إن لم تكن لديهم الشجاعة في قول كلمة الحق أو التشفع بالخير.!! اللهم أشقي من يشقينا إن تعمد ذلك .. اللهم فرج هم وغم وكرب الغلابة الغبش .. اللهم أكفهم ذل السؤال.. اللهم أختم بالصالحات أعمالنا وتوفنا مسليون لا نتاجر بدينك من أجل عرض زائل؛ اللهم سخر خزنة ديوان الزكاة ليوزع على الغلابة ما يكفيهم اراقة ماء وجوههم الذين أصبح " الدّانة " يطاردونهم في كل مكان حتى أماكن عملهم .. اللهم زد ديوان الزكاة تشريفاً وتعظيماً ليشيد مقراً أجمل مما يقيم فيه الآن .. فمن بساطته يدل على مواكبته حال المحرومين والفقراء وأبناء السبيل والغارمين.. وخاصة الاهتمام بالعاملين عليها!! وفي الختام أتمنى للغلابة عطلة نهاية اسبوع جميلة مثلما كان الحال أيام زمان حينما كانوا يستيقظون مبكراً ويذهبون لسوق الخضار ويأتون بالقفة محملة بالأحمر من اللحم والأخضر من الخضار استعداداً لفطار الجمعة وسماع الفن والاستمتاع بتقديم المرحوم المبارك ابراهيم لها ثم يذهبون لصلاة الجمعة.!! .. يا حليلة أيام .. ترى هل تعود أم سنتحول كلنا للوقوف أمام الجامع الكبير عقب كل صلاة لوفير قوت العيال؟!!