جاء في الأخبار أن السيد الرئيس شرف الديار الكردفانية و بعدما قام بالعرضة و النقزي مما أدخل البهجة في قلوب الآلاف المؤلفة من جماهير الولاية التعساء العطاشى لجائزة رئيس المؤتمر الوطني و التي خاب أملها إذ خرجت من المولد بلا حمص أو حلاوة لكوم و كل ما وجدته وعود عرقوب. و للتعريف بالسيد عرقوب قالو أصله راجل مفتري و بخيل و يده ناشفه. فأراد يوما أن يمن على أخيه الفقير المقطع ويتفشخر عليهو فربت على كتفه و قال ليهو تعرف يا أبو الشباب : " إذا أطلعت هذه النخلة فلك طلعها " . فلما أطلعت أتاه أخوه ، فقال له عرقوب : " دعها حتى تصير بلحا " فلما أبلحت أتاه أخوه ، فقال له عرقوب "دعها حتى تصير زهوا " فلما زهت أتاه أخوه ، فقال له عرقوب " دعها حتى تصير رطبا " فلما أرطبت أتاه أخوه ، فقال له عرقوب " دعها حتى تصير تمرا " فلما أتمرت عمد إليها عرقوب ليلا فجذها، ولم يعط أخاه شيئا . فلما جاهو أخوه حسب الوعد قال ليهو:"أخخخخخخخ .... إنت ما بتجيش بدري ليه؟ كان تمسكل لي و لا ما عندك موبايل؟" و على ذمة الراوي قالوا–لأنه كان قد اشترى آيفون آخر موديل- أعطي أخوه موبايله الصيني القديم و مسح دميعاته بمنديل فاين معطر." طبعا الحكاية أديناها كوز و لولا ندرة الكيزان في الديار الكردفانية لجوغرناها جوغارا علها تحوق !!! قال الأشجعي: وعدت وكان الخلف منك سجية ..................مواعيد عرقوب أخاه بيثرب نعود لجماهير الولاية المخلصة الوفية و التي قوبلت بما لا تستحق.... إذ بذل لها السيد المشير الوعود والتي نسأل المولى عز و جل ألا تكون وعوداً عرقوبية عقربية عنقالية! فتمخضت الزيارة عن حصاد الهشيم و"هاك من دار عيال ابكير" :
أ. طريق بارا أم درمان - وعد ب. طريق النهود ود بندة - وعد ج.طريق أبو زبد الفولة - وعد د. طريق غبيش الضعين - وعد ه. إزالة مستشفى الأبيض التعليمي الحالي-الله و الرسول يالريس إلا دي- و إنشاء مستشفى تعليمي متخصص آخر بدلاً من المستشفى القديم. وعد و. استكمال بناء مستشفى النهود – وعد إيه الهنا ده كلو يا جماهير كردفان .... ده الريس بيدلعكو و يحبكو أوي!!! و حتى تتزن المعادلة خلينا نشوف الفضلة في قعر "الكوب": - افتتاح المرحلة الأولى من مشروع الكهرباء و التي شملت محليات أم روابة و الرهد و شيكان و بارا و أم صميمة و الخوي. - افتتح الرئيس منشآت أخرى تمثلت في محطة (إف إم) لتقوية الإرسال الإذاعي و مباني وزارة الاستثمار و مباني التمويل الأصغر. -و بس!!!!!!!! قالو العاقل إذا كان يطلبك ألف جنيه و سددت ليهو عشرة جنيهات يمسكها و يختها في جيبه و يقول ليك أنا طالبك 990 جنيه. دحين نحن ناس عاقلين و مؤدبين و الريس سدد لينا جنيه و قبلناه إلا لسع آالبشير ترا بندور منك 999 جنيه. حقاً إنه لعطاء بئيس و إنجاز بخيس مقارنة بزيارة الرئيس لنهر النيل أو الشمالية أو دار فور أو النيل الأزرق. و لعل عقدة التقصير و التهميش و الإهمال حدت بولاتنا الأشاوس إذا اشترى مغترب كرسي طبيب أسنان قديم من حراج الصواريخ في جدة و أهداه لشفخانة قرية ختفنو الصقور يهرعون مع أركان حكوماتهم للاحتفال بهذه المناسبة. و ما احتفالاتهم بأول ماكينة صراف آلي و أول إشارة مرور ضوئية و تعطيل دواوين الولاية لملاقاة فنان عائد بأمر بعيد عن الذاكرة. أعتقد أن هذا يمثل حضيض البؤس و العجز و قمة الاحساس بعدم القيمة لدى رؤسائهم و الشعور بالذنب تجاه مواطنيهم. ينطبق هذا على الوالي السابق فيصل ابن المؤتمر الوطني المدلل و والينا الحالي المغضوب عليه.(بلاش حكاية المغضوب عليه-يمكن يزعل و يقول إنتو قايلني يهودي؟- طيب يا سيدي نقول "غير المحبوب") فلو كان الحزب يضع قيمة للوالي لدعم موقفه بإنجاز تنموي ذو تأثير مباشر على حياة المواطن. أقله عدم إحراج الوالي بمطالبته بتسديد ديون الولاية للحكومة الاتحادية أمام جماهيره التي حشدها أو ليته وضع حجر الأساس لمستشفى حديث أو حدد كوتة لأبناء الولاية من الخريجين للعمل في المصانع التي تنشأ في الولايات المرفهة– صحيح هم سمحوا لأولادنا يشتغلو في عتالة أكياس الأسمنت و "جنقوجورا" في مزارع القمح لكن برضو طمعانين تدوهم فرصة في وظائف فنية و هندسية علشان نستفيد منهم كخبراء لما يمكن ربنا يرضى علينا و يكرمنا باكتشاف خامات صناعة الاسمنت في ديارنا!!!- أراد سعادة المشير أن يخفف دمه فقال جبنا الكهربا عشان الناس يردوا على معارضة الفيسبوك ...(خلاص يا ماري انطوانيت.. قالو جاها الطباخ بتاعها و قال ليها يا ستي ميري المظاهرات ماليه الشوارع بره إنتي لازم تشوفي للناس دي هل. همن ما لاقيه رغيف تاكل. قالت ليهو: أوه يا أوسمان إنت مش لازم يزئج أنا ...أنت ما تشوف أنا أأمل مكياج علشان هفلة بتاع مدام سمش. خلاس إنت قول للناس التأبانة دي ياني لازم تاكل كل يوم رغيف؟... أكل بسكويت مرة دي) .... فيسبوك آل.. نحن لا نقلل من شأن الكهرباء و أهميتها في التنمية و شتى ضروب الحياة لكن ماذا نفعل بها يا سعادة الوالي؟ هل أعددتم مشاريع زراعية تعتمد على الكهرباء؟ هل لديكم خطط لإقامة مزارع حديثة لتربية الماشية؟ هل جهزتم مزارع للدواجن ترفع عنا غلاء اللحوم الحمراء؟ ما هي خططكم لتطوير أدوات الحراثة لدى مزارعي الولاية أم ترون أن الحشاشة و الطورية هي الأدوات المثالية التي تصلح و تساعد على مضاعفة الإنتاجية كما فعلت مع إنسان الكهف من عصر أجدادنا القدماء؟ أين موقع المزارع الكردفاني من مشروع النفرة الخضراء؟ هل أمددتم الحرفيين بورش حديثة؟ هل فكرتم في تطوير الإسكافية في سوق الأبيض و ساعدتموهم على تطوير أنفسهم و الارتقاء بإنتاجهم؟ هل فكرتم في تحويل المدرسة الصناعية بالأبيض لمركز مهني (مثل المركز الذي افتتحه مؤخراً نائب الرئيس في الكدرو) ليساعد في إعداد عمال مهرة في كافة التخصصات؟ هل في ما وعد به الرئيس ما يخفف جحيم عطالة الخريجين؟ هل فيما قدم إصلاح للحالة الصحية المتردية التي يعانيها أهل كردفان؟ هل أعددتم العدة للرقي بالتعليم و إصلاحه؟ هل أعدت وزارة الشباب دراسات لإنشاء نوادي مشاهدة بضوابط تقدم ما يحمي أولادنا من خطر الفضائيات؟ هل لديها خطط لتعليم و تثقيف الشباب فنياً و مسرحياً و أدبياً أم ما زالت تمارس ذات الدور في تجنيد جحافل الشباب لكتائب الموت و قوافل الشهداء ؟ ماهي خططكم التي كان من المفترض تفعيلها تحت بند " إذا جاءت الكهرباء" ولا قاعدين ساكت في السهلة؟ "خربانة أم بناياً قش!" مرة ذكرت هذا المثل أمام جلسائي غير الكردفانيين و فوجئت بعدم معرفة الكثيرين منهم لمعناه و أكيد عرفتوهم من أي ناحية في أرض المليون إلا ربع... و بالمناسبة ماذا أعدت وزارة الشؤون الهندسية لتطوير ثقافة بناء البيت الكردفاني و إخراج المواطن من بيوت القش –كما تسكن الحيات و الأرانب و دجاج الخلا- عيب كبير أيها السادة الحكام أن يحدث هذا في القرن الحادي و العشرين!! أذكر أيام حرب إسرائيل الأخيرة على لبنان كثر في الأخبار الحديث عن القرى اللبنانية ... و ككردفاني قح قفزت إلى ذهني صورة القطية و الدردر و الكوزي و الدرنقل و التكل و الصريف و السدادة و الراكوبة.. و عندما رأيت "القرى" خاطبت نفسي بلسان خليجي مبين " و الله إنك سوداني غشيم!" نحن و طوال سني الإنقاذ نعيش أزمة حقيقية شملت كافة مناحي الحياة في الولاية و من يتابع الزيارات الرئاسية للسيد المشير لمختلف الولايات الأخرى يكتشف أن ما جاد به لأهل الغرة ما هو إلا فتات تأباه النفس الكريمة إذ لا شيء أمر من الشعور بالدونية و قلة القيمة. و نرفع عقيرتنا لننبه ولاة الأمر لسوء عاقبة هذا التجاهل و خطورته و الذي منشأه عدم إدراكهم للمآلات و النهايات الحتمية و سوء المنقلب. و مقولة أن السلاح لا يحل مشكلة ثبت بطلانها إذ لنا في الشرق أسوة. و لنا في دار فور أسوة. و لنا في النيل الأزرق أسوة. و لنا في الجنوب قدوة. فكل من حمل السلاح حظي بنصيب وافر من التنمية و المناصب و الثروة لا ينكر ذلك إلا مكابر. و نحن لا ندعو لتمرد و لكننا طلاب حق. أنصفونا حتى لا يتحول شبابنا العاطل و جماهيرنا المهمشة لوقود لتمرد جديد. فالولاية وضعها حساس إذ تنشط فيها حركات التمرد الدار فورية لأنها ترى فيها تربة خصبة لكل شئ. و الولاية تعتبر مشروع السودان الجديد للحركة الشعبية و هي الأخرى متواجدة بكثرة في تخوم الغرة و بواديها. و النار من مستصغر الشرر هذا و قد أعذر من أنذر و السلام.