بسم الله الرحمن الرحيم الحكومات العربية هي حكومات العجب فهي دائماً تأتى بما لم تأتِ به الأوائل وصولها للسلطة غريب ،ديمقراطيتها غريبة وعجيبة ، مذلة الشعوب في أجندتها فرضٌ والمحسوبية والفساد واجبٌ وضرورة لكل منسوبيها ، يسيرها الغرب ويسخر منها ويقضى عليها إذا استفدت أغراضها . شعوبها ذليلة مهانة فقيره تعانى الأمرين الفقر والجوع ، لذلك شملت ثورة السخط كل البلاد العربية البداية تونس التي أحكمت قبضتها لرحيل حاكم أدهشه الشارع فلم يدرى ما يقول فكان مصيره الرحيل ،بمذلة ومهانة خرج من وطنه ولا يعلم إلى أين هو ذاهب والإخبار تتابع طائرته في الفضاء الرحب الحر الذي منع رحابته لشعبة فأصبح الفضاء له بلا طعم وبلا مذاق ،تشتت شمل أسرته التي نهبت ثروة البلاد وخاصة زوج نجلته نسرين شاكر المطيرى الذي امتلك كل الاقتصاد التونسي واحتكر التجارة فيها رحل هو بأمر من زين العابدين الذي فهم معاناة الشعب بعد ثلاثين عاماً من الحكم ،ومن حظ التو انسه لم يكن له وريث لان وراثة السلطة في العالم العربي أصبحت جزء مكمل للرياسة ، ثم تبعه طاغية الكنانة الذي هدد وتوعد وأخيرا رحل ذليل مصيره مجهول ترك خلفه تركة خربه . احتار المصريون فيها .مهد الطريق لوصول وريثه للسلطة جمال مبارك المصرفي جهزه مبارك وأصدر وأصلح كل القوانين التي تساعده للرياسة ولعلكم تذكرون المادة 77 من الدستور المصري وغيرها من المواد التي وافق عليها مجلس الشعب الوهمي الذي ظل يمثل رؤية الريس .دون النظر لمصلحة البلاد . جمال مبارك تعلم في الغرب شغل منصب الأمين العام للحزب الوطني الذي ترأسه والده تمهيداً للرياسه يختلف عن والده هو بدون خلفية عسكرية ولم يشغل منصب عام ويتشابه من والده في أنهما ليست لهما شعبيه . شكله مبارك وصنعه رئيساً . وعندما ضاقت به ارض مصر بسبب الثورة التي طالبت برحيله ،أصدر البيانات بأنه لن يترشح في المرحلة وأعلن أنه لم يرشح ابنه ولك هيهات إرادة الشعب كانت أقوى ولهيب الثورة قادم من المعدمين الذين ضاقت بهم الأرض فكان صوتهم عالياً داوياً يطلب الرحيل وضاعت أحلام التوريث .نفس هذا المشهد مثله الرئيس اليمنى الذي توعد وأعلن أنه لا يرغب في ترشيح نفسه ولا يرغب في ترشيح ابنه الذي تدرج في المناصب العسكرية تميداً للسلطة ويبدو أن منصبه مناسب للرياسه فكان سيادته رئيس الحرس الجمهوري . فضاعت آمال والده والشعب الآن يطلب رحيله وبالتأكيد سوف يرحل حينما يأتي أجله .وجاءت الثورة من مقر المجاهد عمر المختار ضد الطاغية المتسلط القذافى الذي أذل شعبه وأهانه وليته أكتفى بذلك بل أتبع كل أساليب القمع لآبادة شعب أعزل ووصل به الصلف أن يستخدم الطائرات في قصف المدن والقرى والذي يحدث في ليبيا ساعة كتابة هذه السطور غير معروف كل أجهزة الاتصال مقطوعة وما يجرى في طرابلس مذبحة وجريمة ، والمعلوم أن هذا الرئيس هو أقدم رئيس عربي في كل البلاد العربية .ورغم ذلك جهز وريثه ابنه سيف الإسلام الذي ظهر بالأمس في بيان للشعب الليبي ألهب الثورة وزادها حماساً خطابه كان بداية النهاية لحكم والده المتسلط وكذلك نهاية وريثه المتبلد الذي شغل الإخبار بأمور لا ترق لمستوى الرياسه ، القذافى الشخصية العجيبة صاحب الخيمة الذي يحمل رؤية شاذة غريبة .عانى الشعب الليبي من أهواله الكثير في بلد كان من المفترض أن يعيش مواطنها في رفاهية ، بترولها كثير خيرها وفير، ولكن رئيسها المستبد حطم آمال شعبها .وليعلم أن الثورة بعد الحدث مطلبها رحيلك يا ملك العرب وإفريقيا .والمتابع لتلك الإحداث يلاحظ إنهم جميعا متفقون على مبدأ التوريث وكأن هذه الدول حكراً لهم ، ولعلهم قلدوا من قبلهم الأسد صنع بشار الطيب ووصل به إلى الرياسه ،الملك الحسين في الأردن ورث ابنه ، هذه صوره لحكومات البلاد العربية والتي عمل حكامها وكأنهم خالدين يريدون أن يعيشوا في قصور الرياسه مدى الحياة ، وغرتهم الدنيا فنسوا شعوبهم فأنساهم الله أنفسهم .وأذلهم وأخرجهم من بلادهم صاغرين . هؤلاء بلغوا من الجبروت مبلغ وكأنهم لم يسمعوا ويتعظوا بما ورد من أخبار وقصص وحضارات سادت ثم بادت . ولم يكتب لها ولا إلى حكامها الخلود . وهنالك ظاهرة أخرى أغرب من ظاهرة التوريث وهى طول المدة للحاكم جميعهم يحكمون لفترات طويلة وجميعهم لا يريدون التغيير بل يخافونه ولا يطيقوا الحديث عنه . والماء إن لم يجر فسد والرمح إن لم يغادر القوس لم يصب كأنهم لم يعرفوا مثل ذلك .ولعل من أسباب تخلف البلاد العربية حكامها بسبب طوال المدة والتي يكرر فيها الحاكم نفسه فتأتى فترته الأولى متحدثاً عن الديمقراطية والحرية والإصلاحات ثم ينغمس في النعمة وتحفه حاشية كاذبة تنقل كلما في مصلحة الحاكم وتبعد عنه كلما يعطل مصالحها فتصبح هذه البطانة عينه الساهرة لحماية المصالح المشتركة دون النظر للشعب وإصلاحه ، وفى المرحلة الأخيرة من الحكم يكون الرئيس قد صنع جهازاً أمنياً متيناً يحرسه ويحرس بطانته ويمهد الطريق لورثة أحد أبناؤه للحكم . وتحضرني الذاكرة وأنا أطالع كتاباً لسيرة أحد زعماء القار الإفريقية قضى كل عمره في المنفى بجزيرة تيبل في جنوب إفريقيا ، ناضل وكافح وسجن وظل حبيساً في سجنه وحزبه يناضل ويقاوم حتى خرج عزيزاً مكرماً أبياً قضى على التفرقة العنصرية وأصبح رئيساً لجنوب إفريقيا لفترة واحدة فقط ، وعندما اكمل فترته أعد البرلمان جلسة ليمنحه حق الرياسة طيلة حياته ، قرأت خطابه للبرلمان الذي أعلن فيه أنه لا يريد الريا سه ذاكراً أنه يريد أن يرى التطبيق الديمقراطي قبل الممات حتى يطمئن لحرية شعبه وذهب إلى منزله دون رجعه للرياسة ، هذه صوره لحاكم أرغم شعبه باحترامه ، كذلك الرئيس الماليزي مهاتير محمد الرئيس الهندي ابو الكلام . أيها الحكام اطلعوا على سير العظماء الذين ظلوا محل احترام شعوبهم وتقديرهم . وخاتمة حديثي رفضت الشعوب العربية الآباء هل تقبل الأبناء ؟ [email protected] Elfatih eidris [[email protected]]