بسم الله الرحمن الرحيم لكل أمة من الأمم تاريخ ترجع إليه وتعول عليه ينقله الخلف عن السلف ، وحاضر الدولة عن غابرها، تسجل به شوارد الأيام وتسطر به معالم الأعلام، ولولا ذلك لانقطعت سبل الوصل بين أفراد الدولة الواحدة.ولولا التاريخ لضاعت مساعي أهل السياسات الفاضلة ولقل الاعتبار بمسألة العواقب . هنالك فوائد كثيرة لمعرفة الماضي يتسفيد منها الحاكم في دنياه وأخراه .فأما الفائدة الدنيوية فهي الحاكم إنسان يأتي للسلطة من عامة الناس أو خاصتهم لذلك يحب البقاء في السلطة حتى الممات ، فياليته قرأ أخبار الماضي وحوادث زمانه ليعتبر ويتعظ ويفهم وذلك أفضل من أن يفهم كرهاً . فإذا درس الماضي يعيش أحداثه وكأنه عاش في تلك الفتره ،فالحكام ومن ولاهم من أصحاب الأمر والنهى يجب أن يقفوا على سير أهل الجور والظلم والعدوان فهي مدونة في الكتب تناقلها الناس وعرفوها ونظروا أفعال الحكام وما أعقبها من سوء الذكر لبعضهم وفساد الأحوال الذي يؤدى إلى خراب البلاد وهلاك العباد وذهاب الأموال وفساد الأحوال ، إذا تزود الحكام بهذه المعارف وعرفوا الأحوال والأحداث الماضية استقبحوا كلما يفعلونه في شعوبهم الآن . وبالمقابل إذا رأوا سيرة العادلين وما تبعهم من الذكر الجميل لعرفوا كيف عمرت بلادهم ودرت أموالهم استحنوا ذلك ورغبوا في فعله ورفعوا الضرر عن شعوبهم فالتجارب والمعارف تقود الحاكم إلى الفضل والأجود والأحسن ويمكنه أن يسير وسط شعبه دون حراسة ، وابسط من ذلك لتقريب الفهم هل سأل رئيس أي دولة لماذا الحراسة ؟؟؟ فالتجارب والمعرفة بحوادث الأمم السابقة ما صارت إليها عواقبها تزيد الحاكم تعقلاً أحسن القائل حيث قال : رأيت العقل عقلين فمطبوع ومسموع فلا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع كما لاتنفع الشمس وضوء العين ممنوع الشاعر يقصد بالمطبوع العقل الغريزى الذي خلقه الله والمسموع مايزداد به العقل الغريزى من التجربة وجعله الشاعر عقلاً ثانياً وتعظيماً له . يتجمل به صاحبه في المجالس والمحافل هذه صوره لمن يدوام على معرفة التجارب ويعرف كيفية الاستفاده منها . أما الفوائد الأخروية فإن الحاكم العاقل إذا فكر فيها ورأى تقلب الدنيا بأهلها وزوال حكامها وكيفية زوالهم وخضوعهم ومحاسبتهم وتتابع نكباتهم كيف استردت ذخائرهم وودايعهم فالدنيا والجبروت والطغيان والتسلط يجعل الحاكم حقير ذليل ، لذلك لا بد أن تعرف أخي الريس لا يسلم من نكد الدنيا غنى أو فقير ،قوى أو ضعيف .عليك التزود للآخره ولتتذكر الأحداث الجسام التي ألمت باللئام وأحالت عروشهم إلى سراب . فالطاغية لا يدوم طغيانه وسلطانه لان لكل اجل نهايه . وعليكم تدبر القرآن ومعرفة أحداثه ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لايسمعون ، ولتعلموا ليس كل سامع للقرآن بفاهم ومتدبر وليس كل قارئ بعاقل لذلك يقول المولى عز وجل شأنه ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون والمعروف أن الذين قالوا سمعنا اخذوا السمع بقانون الأحداث الجارية فسمعوا جميعاً ولم يلتفتوا إلى أسباب قيام الثورات التي اجتاحت معظم البلاد العربية مثلها ومثل النار في الهشيم .تنتقل من دولة إلى أخرى بأمر منه العلى القدير. وعليكم محاربة الفساد الذي استشرى في كل البلاد فالحاكم مسئول عنه وعليه أن يسعى لإصلاحه ولنتذكر أن النبي يقول " ويل للعرب من شر قد اقترب" فقيل له: "أنهلك وفينا الصالحون؟ قال:نعم إذا كثر الخبث " ولتعلموا أن الله أمركم بمحاربة الظلم بكل أشكاله وما جاء الإسلام إلا لإقامة العدل الذي هو اسم من أسماء الله في مجتمعات كان الظلم فيها قد بلغ مداه ولتعلموا أن الله طالبكم بمطاردة الظالم ومنعه من الظلم بل نبذه ليشعر الظالم بالتحقير والذل والمهانة . وانتم الأمناء على الأرض وعلى شعوبكم عليكم إقامة العدل واعلموا أن الإنسان يصنع شقاءه بنفسه ذلك لان الفساد الحادث الآن في بلادكم عانى منه الشعب عنتاً وضنكاً وعليكم محاربته وإزالته ولا تدعوا الشعوب تبحث عن أسباب الخلاص منه بطرق في نظركم غير مقبولة . واختم هذه الخاطره والتي فكرت فيها وأنا استمع لخطاب القائد الاممى القذافى فنتابنى خوف وحزن لذلك المصير المجهول الذي يتنظر الشعب الليبي ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا انك أنت العزيز الحكيم