قبل خمسة أيام كتبت للأخ العقيد معمر القذافي أذكر في الخطاب أن التعبير المدني بالمطالب السياسية حق شرعي وإنساني للشعوب لا يجوز التصدي له بسفك الدماء، وفي نفس اليوم خاطبت الأمين العام للجامعة العربية بضرورة التدخل. ولكن العقيد في خطابه يوم الثلاثاء الماضي اتهم معارضيه بالخيانة واستباح دماءهم. على طول علاقتنا بالعقيد، وهي علاقة ممتدة بالتعاون والتناصح، تواصل حوار بيننا يصرّ فيه على صورة للحكم تخون من يحمل رأيا آخر باعتباره تحزبا والتحزب مرفوض، كنا باستمرار نؤكد له أن تعدد الآراء نتيجة حتمية للحرية وأن البديل للحرية هو الاستبداد. لقد أتى على المنطقة العربية حين من الدهر هيمنت في أكثر بلدانها نظم تمارس حكم الفرد المطلق مهما اختلفت الشعارات المرفوعة. إن ثورة الشعوب العربية الحالية تطلع لحقوق إنسان وحريات مشروعة بالمقاييس الشرعية والإنسانية، ولا بد للحكام من الاستجابة لمطالب الشعوب المشروعة أو سوف تنتزعها الشعوب بنضالها. إن تخوين المطالبة بالحقوق السياسية والتصدي لأصحابها بالأسلحة النارية جريمة حرب لا تغفر. أناشد العقيد معمر القذافي وقف إطلاق النار فورا، والسعي للتوافق مع طلاب الحرية فالشعوب لم تعد تقبل الوصاية. خاطبت الأمين العام للجامعة العربية، وسوف أطالب الأممالمتحدة، والاتحاد الأفريقي، ومؤتمر الدول الإسلامية للتحرك السريع لوقف حمام الدم المشاهد في ليبيا اليوم، فحماية سلامة البشر حق فوق كل اعتبار. وينبغي التحقيق فيما يجري من أحداث لمساءلة الجناة وإنصاف الضحايا. ألا رحم لله شهداء أهلنا في ليبيا، وعجل للبلاد بالفرج، إن موقف المتفرج لما يجري في ليبيا اليوم لا يجوز وطنيا، ولا عربيا، ولا إسلاميا، ولا إنسانيا.
وبالله التوفيق
الصادق المهدي إمام الأنصار المنتخب ديسمبر 2002م رئيس وزراء السودان المنتخب أبريل 1986م رئيس حزب الأمة المنتخب فبراير 2009م رئيس المنتدى العالمي للوسطية عضو اللجنة التنفيذية لنادي مدريد عضو مجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية رئيس مجلس حكماء الحلف العربي لفض المنازعات