هذا هو المثل السوداني الذي يضرب حينما يحدث شيء يخاف من هوله الاخرون والقراف هو اناء خشبي كبير , وحينما يضرب على ظهره يصدر صوتا مزعجا مفرزعا يخيف حتى الجمال من قوة دويه والآن يضرب قراف الثورات العربية الذي زلزل كراسي عباد السلطة من دون الله قد افزع الجالسين على صدور شعوبهم الكاتمين لا نفاسهم وجعلهم يرتجفون وعيونهم جاحظة كانها ترى الموت , وهم ينظرون الى فرعون الذي طغى او كبيرهم الذي علمهم السحر وعلمهم كيف يجسمون على صدور شعوبهم وعلمهم فن تعذيب الشعوب واذلالها وقهرها وتقتيلها وصلبها من خلاف .. دوى القراف فلم يغادر منهم احد . وتطالعنا اخبار ارتجاف الكراسي , فيعلن احدهم زيادة المرتبات ورفع العلاوات , واخر يوظف كذا الف عاطل عن العمل , واخر يصرف معونات مالية للعاطلين عن العمل , ويخرج علينا احدعم وينفي ان يكون انه يعمل على توريث ابنه السلطة وقد كان يعمل لاجل ذلك سنينا عددا ,واحدهم يعلن بأنه لا ينوي ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة , والاخر يتودد للشباب ويعلن اجراء حوار بناء مع الشباب وانهم سيستمعون الى أرائهم وكانوا من قبل لا يستطيعون سمعا . اصبحوا يفهمون وكانوا من قبل لا يفهمون , واصبحوا يعون وكان من قبل وعيهم غائب , ولكن اليوم اصبح الشعب لا يقيم لهم وزنا , وكسر حاجز الخوف فلا عاصم اليوم من ارادة الشعوب ولا عاصم اليوم من امر الله . من كان يظن فرعون الذي طغى يمكن ان يتنحى , ومن كان يظن ان زين العابدين سيبصبح اسمه زين الهاربين , ومن كان يظن الزعيم الليبي يمكن ان يترجى شعبه ويتوسل للامهات ان يمنعوا ابنائهم من الخروج الى الشارع وكان من قبل يتعالى عليهم ويحتقرهم , ومن كان يظن ان احدهم يعلن دعمه للشباب من الجو قبل ان تحط طائرته ارض البلاد ومن كان يظن ان قانون الطواريء في الجزائر سيرفع وقد استمر تسعة عشر عاما .. ولكنها ارادة الشعوب التي لاتبقي ولا تزر وهي عنفوان الشباب الذي كسر حاجز الصمت والخوف فجعل الحاكم هشيما تذروه الرياح وانتصرت الثورات عنوة واقتدارا كلهم تململوا الآن وتحسسوا كراسيهم ليتأكدوا انهم لا يزالون يجلسون عليها , وكلهم يحاولون رشي شعوبهم والتودد اليها وكلهم يحاول ان يثبت انه من الشعب وكانوا من قبل فوق الشعوب وفوق كل البشر هذا الزلزال الذي ضرب ارض الظلم من المحيط وحتى الخليح ما كان لينجوا منه احدا من الظلمة الذين استعبدوا الاحرار واذلوا اعناق الرجال فاليوم كما تدين تدان , اليوم كل منهم يأخذ حجمه الطبيعى ويظهر على حقيقته بعد ان يخلع رداء الحكم وبعد ان يفيق من سكرة السلطة ويشعر بأنه مثل الاخرين لا يتميز عليهم بشي ان لم يكن اقلهم فهما وحكمة ودراية .. SAIF ALAGRAA اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم saif alagraa [[email protected]]