بسم الله الرحمن الرحيم [email protected] عرفت الدكتور كمال عبد القادر في بداية الألفية الثالثة عندما كان يعمل طبيباً استشارياً في إحدى مستشفيات المملكة المتحدة،وحينها وجدت نفسي أمام شخص شديد التهذيب جم التواضع يحمل أفكاراً مدهشة ولعله كان من القلائل الذين يحملون فكراً متكاملاً في العديد من القضايا فالنخبة السودانية دائما ما ينقصها إكتمال الصورة للقضايا التي تهم الوطن والنظر اليها من جميع الزوايا،ولكن د. كمال عبد القادر بهر كل من عرفه باكتمال الصورة ونضوج الفكرة وقوة الحجة وهو من الذين يبهرك بافكاره ويشدك إليه وأصبح بيته بستاناً للمعرفة ومرتعاً للأفكار في قضايا كثيرة تهم الوطن والمواطن يقدم رؤىً متكاملة وبناءاً متناسقا يدهشنا ويشدنا ولا شك أن وجوده الطويل في بلاد الغرب ومعرفته الموسوعية أكسبته معرفة وكونت عنده مخزوناً من الخبرات،وقد ظللت قريباً من الدكتور كمال عبد القادر منذ أن عرفته،الذي يجمع بيننا هو القيم السامية المتمثلة في النزاهة والشفافية وتقديم النموذج المثالي وكان شديد الحماس لتطبيق ما يرى اه صحيحا وكان يؤمن باننا فى السودان يمكن لنا أن نكون حاملين للقيم النبيلة وأن الصورة الباهتة والمشوهة عن السوداني يمكن أن تتبدل؛بالإضافة إلى أفكار الدكتور كمال في مجال الصحة والخدمة المدنية والرؤية المثالية الحالمة التي يحملها لوطنه،نجده واسع الاطلاع كاتبا ذو قلم ساخر يعالج قضايا المجتمع ويقدمها فى قالب فكاهى رائع كل هذه الأفكار وغيرها من الصفات الشخصية التي رأيتها في الدكتور كمال عبد القادر مثل التواضع والإحسان الذي لا يعرفه عنه حتى أفراد أسرته حيث أنه واحد من القلائل الذين يخفون احسانهم ولا تعلم يمينهم ما تنفق يسارهم ، كما لمست عنه صدقاً ووفاءاً وشهامه،لعلي أتيحت لي معرفة بالرجل لم تتوفر حتى من المقربين منه،أضف لهذه المقدرات العلمية الكبيرة التي يحملها في مجال تخصصه حيث أنه يحمل درجة الأستاذية في مجاله من أعرق الجامعات البريطانية ويمارس مهنته بهمة،،و د. كمال عبد القادر لم يتقاضى مليماً واحداً من مريض طيلة فترة عمله في مهنة الطب. عندما تولى الدكتور كمال عبد القادر منصب وكيل وزارة الصحة كنت من المشفقين عليه من هذا الموقع،ليس لقلة كفاءته ولكن لمعرفتي بمدى تعارض ما يحمله من أفكار ومبادئ مع ماهو سائد في دواوين الخدمة،كذلك إدراكاً لمدى الضرر المادي الذي يصيبه جراء تركه وظيفته المرموقة في المملكة المتحدة. دارت رحى الصراع في وزارة الصحة وتعرض فيها الدكتور كمال عبد القادر للكثير من الهجوم والتجني حتى وصلت في بعضها لأسرته،ولعل الصراع يكون عنوانه المعلن هو الطريقة التي تدار بها الوزارة أو أن وجود الدكتور كمال في هذا المنصب سد الطريق أمام مصالح قوم،ولكن الشئ الذي نشهد به أن الدكتور كمال عبد القادر لا يمكن أن يمد يده إلى مال فاسد أو أن ينزلق إلى محاباة أحد حتى لو كان ابنه على حساب مبادئه وأفكاره .. هكذا عرفت الرجل وهكذا يراه كل من يعرفه حتى الذين وردت أسماءهم في كتابات الصحفيين لصلة قرابتهم بالدكتور كمال هم في مناصبهم قبل أن يعود د. كمال عبد القادر من إغترابه. إن هنالك الكثيرون سوف يستفيدون من إعفاء الرجل من منصبه منهم من سعى لذلك ومنهم من كتب مطالباً بذلك،ولكن حسب قربي من الرجل أجد أن أكبر المستفيدين هو الدكتور كمال عبد القادر نفسه حيث ينعتق من قيود الوظيفة التي أضرت كثيراً بمصالحه ،وكذلك مهنته كسبت طبيباً بارعاً؛كما أن مساحة الفكر والكتابة قد إزدانت بقلمٍ ذو صدى ورنين. أما الذين لا تحد سعادتهم حدود بإعفاء الدكتور كمال عبد القادر فهم أسرته التي عاد إليها بعد أن فقدته طيلة بقاءه في منصب الوكيل .. هنيئاً لك الدكتور كمال بإعفاءك من هذا المكان وعوداً حميداً لمحبيك ...