يبدو أن السيد عمرو موسى سرعان ما نسى أنه بموقفه وتصريحه الذي خرج به لأجهزة الإعلام ،أبان تصاعد الثورة المصرية باستعداده التام لتولى أي تكليف أو منصب في هذه المرحلة التي تمر بها بلاده وقبلها كل ما سئل عن موقفه من الترشح للرئاسة كان يتهرب من السؤال بدبلوماسية تحسب له من خبرته الطويلة في أدارة جامعة الدول العربية التي ساهمت وأطالت في عمر الأنظمة القمعية العربية بما أن واجبها كان يحتم عليها الانحياز لمصالح الشعوب والتي باسمها يدير هذه المؤسسة ،والتي تصرف عليها الشعوب من جيوبها وحقوقها لأمن حقوق الزعماء التي فضحت أرقام ثرواتهم حجم فسادهم وفجورهم ، وهو الآن يعد نفسه لرئاسة الدولة المصرية ،أن يكون حصيفا وهو يقود اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي أعلن المستوى الوزاري رفضه القاطع لكافة أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا وتأكيده على الالتزام الكامل بالمحافظة على الوحدة الوطنية للشعب الليبي وعلى سيادته ووحدة وسلامة أراضيه وهي المبادرة التي تقدمت بها سورية خلال بحث المستجدات الخطيرة التي تشهدها ليبيا. بهذه الطريقة العقيمة التي أدمنتها تلك الجامعة في التعامل والتعاطي مع المشكلات التي تتعرض لها الشعوب العربية بالطريقة العنترية القديمة (رفض.. اعلان..فتنديد..فقرارات يضرب بها عرض أقرب حائط مكتب لزعيم من الزعماء الخالدين أو ملكا من الملوك المنزهين والذين ينضوون تحت مظلتها الرحبة لتجبر كل زعيم أو رئيس أو ملك،)) فقدت الجامعة هيبتها وثقة الشعوب فيها لأنها ،رأتها ما هي إلا واجهة قانونية للدكتاتوريات العربية والتي توفر لهم الحماية أمام المنظمات الدولية. كنت أعتقد أن عمرو موسى، أن الشعوب أصبحت ضليعة وتفهمها وهى طائرة،وفى عصر (عولمة) لام جال فيه لإخفاء التاريخ ، أو التجمل بالصورة والصوت. أين هذه الجامعة والشعب الليبي في رعب أكثر من أسبوع ،هل فجأة تراءى لفخامة أعضائها الموقرين فداحة ما يتعرض له الشعب الليبي طوال تلك المدة، ولماذا جاء رفضهم بالوقت فقط عندما شعر المجتمع الدولي بمعاناة الشعب الليبي،وهل يعتقد أعضاء الجامعة الموقرين أن ثوار عصر العولمة يبيعون الأوطان ساعة الضغط على أوتار كراسي سلطتهم وسلطانهم والتي يلتصقون بها اكثر من الشعوب...ام أن الجامعة تعمل بحكمة (جحا أولى بأكل لحم ثوره)...ربما ثوره ممكن أما ثوار هذه الأيام تجرى الوطنية في دمائهم مجرى الدم أكثر من متسلقي الأضواء وهزيلي المواقف ، فالجامعة العربية لم تقدم في يوم ما أو تتخذ موقف يشفع لها عند الشعوب ضد أي من الدكتاتوريات التي يخضعون لها رغم بشاعة أفعالها وجرائمها ضد الشرفاء من شعوبهم، أو المجازر التي تعرضت لها بعض الشعوب في السودان والعراق وغزة واليمن ...وواو..الكثير غير إعلاناتها وتنديداتها وقراراتها والتي لأتساوى الحبر الذي كتبت بيه. هؤلاء الثوار خلاقين ومبدعين ويحبون أوطانهم بطريقة في غاية الرومانسية ،والرقة والقوة في وقت واحد وهذا فهم لاستوعبه ديناصورات الوطن العربي في جميع المجالات والتي حين تتسلق قمة أحدى هذه المجالات يعز عليها فراقها ما لم يكن إلى أعلى . فعلى الجامعة العربية أن تعتلى موجة الثورة وإلا عليها أن تقف متفرجة كعادتها ولتتحرك إلى أن بعد تقع الفأس في الرأس ، وهذا في عصر الثورة وإيقاعها العولمى السريع لايتماشى ستتجاوزها المحطات كما تجاوزاتها في قمة حوجتها لها..فلا ينفع الآن مواقف ضبابية وإعلانات عاطفية (دقت ساعة العمل وهى ليست كساعة عمل القذافى التي أستجدى بها الشعب الليبى ,,هذه ساعة عمل حقيقية حاسمة لاتزايد ولا ترهن إرادة الشعوب، ساعة عمل الشباب الواعي لأحرص على الأوطان وصون كرامة إنسانها أكثر من الدكتاتوريات التي سخرت من أحلامها وتطلعاتها وها هي تبرهن لها قوتها وهذه أعلى تجليات حب الأوطان برومانسية القوة التى تتحدى الجيوش والسلاح...هى ثورة ضد كل ديناصور...ضد كل دكتاتور..ضد الرجعية..والدينية..هى ثورة الشعوب والتي ستفعل ما عجزت عنه الجامعة العربية. على السيد عمرو موسى أن يكون أكثر حصافة ودبلوماسية هو يلاشك سيدها على المستوى العربي فرئاسة الدولة المصرية هى الأن فى حوجة لوجه جديد وفكر جديد حقيقى .. وجه خلاق مبدع ..عالم ..مفكر.. فالثورة صنعها الفن فى السينما ...فالشعوب فى حوجة الى خلاقين ومبدعين أكثر من موظفين ..لاتكرار للخطأ والصواب بيد الشباب. عبد الغفار المهدى