خلال الفترة الأخيرة أصبح تلفزيون السودان محط الأنظار ليس لأبداع يشاهد عبر شاشته فالأبداع وتلفزيون السودان في واقعه الراهن مثل الماء والزيت عنصران لا يمتزجان التلفزيون كان محط الأنظار بسبب مأساته المتطاولة من الفوضي الأدارية والفساد الضارب الأطناب فيه وبالتالي الفشل في أداء وظيفته الأهم وهي التنوير بدل العمل علي أشاعة الجهالة كما يفعل اليوم كل ما لحق بتلفزيون السودان من تدهور هو نتيجة مباشرة لتسيس نظام الحكم لمؤسسات الدولة خاصة الأعلامية واستمراره في العمل بمبدا ولاء الأشخاص في تلك المؤسسات قبل كفايتهم ولأن كل أتباع النظام هم من البدريين -كما يشيعون عن أنفسهم وعن عهدهم الديجور- فقد عنَ لهم فعل اي شئ دون أن يحكمهم قانون ولا حساب يطالهم علي الأقل الأن. تناقلت الصحف الاسبوع الماضي نبأ أستغناء التلفزيون عن 274 متعاوناً بسبب أن ميزانية التلفزيون في العام الحالي قد لا تفي بمستحقاتهم المالية والشاهد أن صيغ العمل في التلفزيون الذي عاش العاملون فيه ولايزالون خاصة فئة الموظفين منهم أوضاعاً صعبة خلال الأشهر الماضية تتبع نهجين هما التوظيف الثابت في الهيكل الوظيفي ويدخل معهم المتعاقدون ثم المتعاونون وهذه الفئة في البدء كانت يقتصر أستيعابها علي برامج المنوعات أو البرامج التي تشغل حيزاً زمنياً في خارطة البرامج ويتم الأتفاق معهم علي صيغ أنتاج معينة مقابل أجور شهرية متفق عليها من الفصل الثاني للمالية لكن صيغة التعاون هذه تم تعميمها من برامج المنوعات والبرامج لتشمل اقساماً أخري ليست بحاجة لمتعاونين كقسم الأخبار والبرامج السياسية فقد تحولت صيغة التعاون لمدخل من مداخل الفساد وأنتشر بسببها داء المحسوبية وأستشرت الوساطة وأعطيت صلاحية التعيين كمتعاون لكل مدير ادارة وطفق هؤلاء في تعيين ذوي القربي والأصهار وابناء الأخوان والاصدقاء ويعطي هؤلاء أجوراً من ميزانة الأدارة بمعني الخصم من أجور الموظفين علي الفصل الثاني اما المسؤولين أنفسهم حقوقهم لا تمس فهي في حصن حصين وحرز أمين وحين أشتد ساعد بعض المسؤولين منحوا الوظائف الثابتة لأهل بيتهم والأقارب والأباعد وطوبي للغرباء من الخريجين وقبلهم لما يسمي بالجنة الأختيار للخدمة العامة التي بات يستأثر بها شعب الله المختار دوناً عن كل خلق الله من السودانيين. وحتي نخفف عن الشعب السوداني ونرفع عن كاهله مثاقيل هائلة من الضرائب والاتاوات فأننا نقترح حل وزارة العمل وديوان شؤون الخدمة والمراجع العام لأنها مؤسسات لا دور لها. ففي تلفزيون السودان ليس غريباً أن تجد عاملاً في درجة عمالية يرأس موظفين في الدرجات العليا كالخامسة والرابعة وبعضهم يحمل درجات فوق الجامعية أما رئيسهم فكل حظه من التعليم شهادة ثانوية رسوب لكنه يملك مؤهلاً أعظم هو الأنتماء لحزب العصبة الحاكمة أو حزب الجراد- كما أسماه الدكتور حيدر ابراهيم وقد صدق الرجل فالجراد آفة لا تبقي ولاتذر والسودان اليوم أصبح قاعاً صفصفاً بفضل حكم حزب الجراد- فيا له من مؤهل تتقاصر دونه كل المؤهلات. khalid hashim [[email protected]]