بسم الله الرحمن الرحيم حاطب ليل قبل يومين نقلت القناة السودانية حفلة الوداع التي اقامها المؤتمر الوطني لمنسوبيه من جنوب السودان والذين كانوا يسمون قطاع الجنوب بالمؤتمر الوطني وهذا الوداع يعتبر وداعا ابديا لانهم سوف يصبحون مواطنين في دولة مستقلة ويبدو انه لهذا السبب كان وداعا وديا ليس فيه جرد حساب فهذا القطاع لم يتمكن من منافسة الحركة الشعبية في الجنوب رغم الصرف الكبير عليه اذ لم يرفد الموتمر الوطني باصوات تذكر في الانتخابات الاخيرة في اي مستوى من مستويات بطاقاتها الكثيرة فلم تظهر اصواتهم لرئيس الجمهورية ولم يفوزوا بمقعد برلماني قومي اوولائي ولم يفز احدهم بمنصب والي ولاية اما موقفهم من الاستفتاء فكل الدلائل تشير الي انهم كانوا مع استقلال الجنوب فقد كانوا على عكس قطاع الشمال في الحركة الشعبية الذي قدم لها خدمة كبيرة وعن اخفاق قطاع الجنوب في الموتمر الوطني في تحقيق اهداف الموتمر في الجنوب يسال الموتمر الوطني بقطاعيه اللهم الا اذا كانت هناك اهدافا غير مرئية . الامر المؤكد ان حفلة الوداع لم تنتهي باعطاء المحتفى بهم مصحفا ومسبحة كما فعل (الرجل للجماعة من قبل) قد تكون فيه هدايا من نوع اخر ولكن الذي حيرني وما يتحير الا مغيرانني استشفيت ومن خلال كلمات الوداع المتبادلة ان هناك اصرارا على استمرار العلاقة بين الاطراف بعد رحيل المسافرين . اذا كان المقصود العلاقات الانسانية كتلك التي بين سارة اليجا ورجاء حسن خليفة واقنس لوكودو او بين رياك قاى ونافع ومندور فهذا امر لايمكن لاحد ان يتدخل فيه اما اذا كان المقصود العلاقات السياسية وهذا ما لمحته فان هذا يدخل في المحظور لانه يعتبر تدخلا سافرا في شئون دولة اخرى فالرباط السياسي بين القطاعين قد انتهى الي غير رجعة وبدليل ذات الحفلة اشك كثيرا ان يستمر قطاع الجنوب ككيان سياسي قائم بذاته في الجنوب ويبدو لي انهم سوف يتفرقون ايدي سبا بعد انقطاع مدد المؤتمر الوطني اما اذا ارادوا تكوين حزب خاص بهم وهذا احتمال ضئيل فلن يوجد مايربطهم بالمؤتمر الوطني القديم نعم هناك احزاب عابرة للدول والقوميات كالاحزاب العقائدية من يسارية واسلامية فالموتمر الوطني يعتبر من الاحزاب الاسلامية ويمكن ان يكون هناك رباط بينه وبين الاخوان في مصر واليمن وباكستان وماليزيا بحكم الوحدة الايدلوجية فالرابط بين رياك قاى ونافع هو الوطن والان انشطر الوطن . قد ينشئون حزبا يدعو لاعادة الوحدة وحتى في هذا ينبغي للمؤتمر الوطني ان لايتدخل في شئونهم انما يؤيدهم على البعد واي دعم مادي مباشر سوف يتعبره باقان اموم تدخلا سافرا في شئون دولتة ويقطع المفاوضات ويوقف ضخ النفط . نفس الامر ينطبق على قطاع الشمال في الحركة الشعبية فمن حقهم ان يكونوا حزبا جديدا يكون هدفه اعادة الوحدة لابل يسمونه حزب السودان الجديد او الواعد ولكن اي رباط مباشر بباقان والور ولينو يتعبر عمالة لجهات خارجية . اي علاقة طيبة بين القطرين الجديد والقديم يجب ان تبدا باحترام الواقع ومراعاة السلوك الدبلوماسي الراشد abdalltef albony [[email protected]]