= الصادق/الميرغني/الترابي/نقد – رموز المعارضة التقليدية في السودان يكرهون الفيسبوك بلا شك . فقد شهدوه بأم أعينهم يحل محل كل آلايات العمل السياسي التقليدي . كما يعلمون أنهم لا قبل لهم باستعماله كآلية جديدة فكل شئ فيهم قد تيبس على هيئة واحدة .. فأصابعهم لا تعرف سوى الإمساك بالمايك المضخم لخطبهم الرنانة .. و آذانهم لا تميز سوى التصفيق .. و عيونهم تراجعت وراء جدر سميكة لزجاج العدسات المكبرة .. و ذاكرتهم لا تسترجع سوى ذكريات المائدة المستديرة و أحاديث المنافي الرطبة .. بينما الفيسبوك يتطلب إطلالة يومية و على مدار الساعة , و هم قد تعودوا النوم المبكر الذي طالما أفقدهم حكومات و حكومات . = عندما هتفت الجماهير في تونس و مصر و ليبيا و البحرين و اليمن و الاردن و غيرها من من بلاد الثورات الشعبية الجارية اليوم ( الشعب يريد إسقاط النظام ) لم تكن تقصد بالنظام حكومة الطغيان المستبدة فقط , و لكن أيضا المعارضة التقليدية المنضوية تحت لوائها الأحزاب التقليدية المعروفة منذ فجر استقلال المنطقة العربية و حتى اليوم . فالسبب الرئيس للطغيان القائم هو أحزاب المعارضة متمثلا ذلك في سياساتها و أسلوب تعاملها مع قضايا الوطن و تطلعات الجماهير . و لنترك باقي أجزاء المنطقة العربية و نركز على السودان لنرى ماذا يقول التشريح السريع للنظام السياسي فيه . 1. أليس صحيحا أن الأحزاب عندنا تتكون لأسباب طائفية أو دينية تستغل جهل المواطن البسيط و تتلاعب بعاطفته الطائفية أو الدينية ؟ أليس أساس الحزب الاتحادي هو طائفة الختمية ؟ أليس أساس حزب الأمة هو طائفة أنصار المهدي ؟ 2. أليس صحيحا أن الأحزاب هي التي تسلم البلاد و العباد للحكم العسكري مؤكدة بذلك أنها إنما تقوم على العنف و الوصاية و الدكتاتورية ؟ ألم يسلم حزب الأمة الحكم لنظام عبود العسكرى في 1958 ؟ ألم يسلم الحزب الشيوعي الحكم لنظام نميري العسكري في 1969 ؟ ألم يكن حزب المؤتمر الشعبي منذ 1989هو الشريك المؤسس للنظام الذي يدعونا لإسقاطه اليوم ؟ 3. أليس صحيحا أن الأحزاب في داخلها لا تعرف الديمقراطية و عوضا عن ذلك ترسخ القبلية و الجهوية و العنصرية و تقرب الأهل و العشيرة و لا ترى غضاضة في التوريث ؟ 4. أليس صحيحا أن الأحزاب تقوم على الزعامة الواحدة التي لا تتغير (الصادق/الميرغني/الترابي/نقد ) و ساعدها في ذلك أنها لا تستقيل و لا تعتزل و لا تمرض و لا تموت ؟ 5. أليس صحيحا أن الأحزاب لا تعرف العمل السياسي الحزبي وسط الجماهير الا أيام الانتخابات حيث يقدمون الوعود الزائفة و البرامج الضعيفة و الأموال المرتشية ؟ أين نجد هذه الأحزاب في الأحياء و القري ؟ و أين هي في حملات النظافة و التطعيم و الرسوم المدرسية للفقراء ؟ 6. أليس صحيحا أن الأحزاب مثلما تجهل كيف تحكم حين تجلس على مقاعد السلطة فإنها تجهل بشكل مخجل كيف تحمي نفسها من الإنقلابات العسكرية التي تبتلى بها مرارا و تكرار ؟ ألم يكن ميثاق حماية الديمقراطية حبرا و ورق ؟ ألم يكن خلوا من البرامج العملية التي يتدرب عليها الكادر السياسي عموما و الحزبي خصوصا لتفعيلها عند وقوع الكارثة ؟ 7. أليس صحيحا أننا منذ أكثر من خمسين عاما لا نشاهد سوى عروضا سياسية هزيلة لنفس الأسماء – الصادق – الميرغني – الترابي – نقد - حتى أصبحوا هم شيوخنا و هم شبابنا و هم أبناء المستقبل المشرق أيضا ؟ و هم دائما يقدمون نفس المهزلة التي تبدأ بإنتفاضة تسرقها أحزاب .. و تنتهي بإنقلاب تدعمه أحزاب ؟ = فالشعب يريد إسقاط هذا النظام الحزبي المهترئ الذي أدمن الفشل و يصر على تكراره . و إذا كانت الصفوة هي التي تقود البلاد غالبا . فالشعب لا يريد صفوة لا هم لها سوى استنساخ الماضي و إعادة إنتاجه . الشعب يريد صفوة تعرف كيف تستعمل آليت العصر و تذهب بهذا الشعب بعيدا الى المستقبل . الشعب يريد صفوة تخرج من أحشائه و تسير مع ركبه تتجدد معه و به كل يوم و كل لحظة تحازيه و توازيه و تساويه و لا تتكبر أو تستعلي عليه بفندق في القاهرة , أو عمارة في الخرطوم أو كتاب يضخم الأنا .. و يباهي بوهم التفرد . = الشعب يقول للمعارضة التقليدية : سنحضر .. و لا نريد أن نجدكم . الصادق/الميرغني/الترابي/نقد .. يكرهون الفيسبوك بقلم / نوري حمدون – الأبيض – السودان nuri hamdoon [[email protected]]