الجامعة العربية تخرج مجدداً على ميثاقها .. وتتخلى عن دورها القانوني المفترض، وفي إقرار فاضح بالعجز والتبعية تسلم زمام أمورها للإمبريالية العالمية تحت غطاء الشرعية الدولية وترهن ليبيا لإرادة ومصالح أعداء الأمة العربية. والى ذلك لم تتقدم الجامعة بأي مبادرة حوار لإيجاد مخرج ديمقراطي سلمي من المأزق الذي أدخل فيه نظام القذافي الدكتاتوري الدموي ليبيا بعد أن دفع بالانتفاضة الشعبية السلمية إلى معترك الصراع المسلح غير المتكافئ بين الشعب والنظام.. وهكذا تؤكد الجامعة العربية كمعبر عن النظام الرسمي العربي الفاسد والمتهاوي عن دور الأنظمة العربية المتآمر على انتفاضة الشعب العربي المستمرة المتصاعدة وعن تواطؤها مع أعداء الأمة العربية . فالجامعة لم تطلب مما يسمى بالشرعية الدولية تطبيق القانون الدولي في مواجهة العدوان الامبريالي الصهيوني الايراني على العراق واحتلاله وقصف مدنه بالأسلحة المحرمة وقتل وتشريد الملايين من أبناء شعب العراق وتدمير بنيته التحتية وما أرتكب من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية والممارسات في ذات السياق في العدوان الصهيوني على جنوب لبنان وقطاع غزة .. مما يفضح تهاوي دعاويها حول حماية المدنيين في ليبيا. واننا اذ نعلن رفضنا وإدانتنا للتدخل العسكري الامبريالي المسنود من بعض اطراف المعارضة الليبية العميلة نطالب بإيقافه فوراً وندعو شعب ليبيا إلى اليقظة لقطع الطريق أمام من يريدون تسلق انتفاضة الشعب والانحراف بمسارها، وإلى المضي قدما في النضال لتحرير ليبيا العروبة من النظام الدموي الفاسد ودرء مخاطر التقسيم والاحتلال والوصاية. ونؤكد ثبات موقفنا في قلب حركة الثورة الشعبية العربية في ليبيا وعلى امتداد الوطن العربي وعلى إصرارنا على تصعيد نضال شعبنا حتى تصل انتفاضاته إلى مدياتها بالانقلاب على الواقع العربي الفاسد .. واقع التجزئة والتبعية والتخلف.. وانتزاع كامل حقوقه الطبيعية والمشروعة في الامساك بزمام أموره وتقرير شئونه وتحقيق أهدافه في الحرية والوحدة والعدالة والتقدم.. الخرطوم 19 مارس 2011 علي الريح الشيخ السنهوري عضو القيادة القومية أمين سر قيادة قطر حزب البعث العربي الاشتراكي بالسودان