مهما كانت المرارات والمواقف والخلافات بين حكام الدول العربية ولا أقول الشعوب لان الشعوب ليس لها دخل فى هذا أو ذاك فهى منسجمة ومغلوبة على أمرها وليس لها دخل فيما يجرى لها أو من حولها أذ هى ظلت ولوقت طويل ( تابعة ) وبعضها لا يملك حتى التابعية ويصفونها دون حياء بلفظ ( البدون ) فى سخف بالغ دونما مراعاة للحقوق والقوانين الأنسانية التى تحكم الضمير الأنسانى ، والتطلع البشرى نحو العدالة والسلام الأجتماعى ، هذه حال الشعوب العربية ، أما الحكام العرب وما أدراك ما الحكام العرب اليوم يطلبون من الغرب التدخل فى دولة عربية وأستباحة أراضيها وأعراض نسائها وقتل شيوخها وأطفالها وأعادة تقسيمها من جديدعلى أساس قبلى وجهوى ودينى ، لا يفرق عندهم مادام الوضع الجديد الذى سينشأ تحت قبضتهم ، ورحمة بوارجهم وقاذفاتهم . لأن الرصاصة العشوائية لا تفرق بين اتلشيخ المسن والطفل الرضيع والمواطن الأعزل ، وقد أثبتت التجارب أن المدنيين هم الأكثر عرضة للأذى فى مثل هذه االمواجهات لأن العسكر بحكم مهنتهم مستعدون ومدربون لمثل هذه الأوضاع ومن ثم فالمدنيون هم الأكثر تضررا من القصف الجوى العشوائى الذى تنفذه قوات الأستكبار الأمبريالية لأن المدنيين لا يجيدون فنون المهنة القتالية ولا يعرفون تفادى الضربات العسكرية أو أتقاء شر أنفجار القنابل العنقودية وهذه من أبسط مبادئ العلوم العسكرية التى يتقنها أصغر ملتحق بمهنة القتال المنظم . قبل التدخل فى الشأن الليبى كان الأجدى بالجامعة العربية أن تبحث وتتحدث عن حقوق مواطنى دول التعاون الخليجى وتسوية مشاكل هوية البدون التى هى أنتهاك لحقوق وكرامة الأنسان العربى وأيضا التابعين للأسر وهم أصل فى تلك البلاد قبل عاد وثمود ،أننا نعيش أسوأ فصول المنطقة العربية مأساوية وبعيدا عن الحق والمنطق للتعامل مع الأحداث ، فالحرب على ليبيا الآن حرب عربية وليست أوروبية ، فاذا كان بعض العرب يدفعون المال وتكلفة الأعتداء على ليبيا كاملة عدا ونقدا بلا حساب وبلا مراجعة مهما كانت التكلفة ، أن تحمل نفقات الحرب لم يترك مجالا للدول العربية للتراجع عن تنفيذ مخطط الأعتداء الآثم على ليبيا وحلف الناتو مجرد مقاول فى هذه المعركة التى ينفذ فيها قرار الجامعة العربية وفى المحصلة هو صاحب التكسب الأول . فى هذه المعركة وما عليه الا ضرب شعب ليبيا بكل ما ملكت يداها من أسلحة دمار شامل وكامل ويمكنها أيضا صنع أسلحة جديدة خاصة لليبيا لها القدرة على أهلاك الزرع والضرع والنسل البشرى ، هذا هو مبتغى بعض الأعراب اليوم ، يدفعون الدول الغربية دفعا لضرب بلد عربى عضو له كامل الحقوق والواجبات فى المؤسسة العربية التى فقدت التعاطف والأحترام .لا يمكن أن يقتل أبناء ومواطنو بلد عربى بمال عربى دولا قد تكفلت بذلك، بميزانية مفتوحة ،والمشاركة المباشرة فى القصف الجوى لتصفية حسابات شخصية بين الحكام ،وما ذنب الذين يقتلون من المواطنين الأبرياء نتيجة لخلافات الرؤساء وهم يعملون حرمة قتل النفس الا بالحق عندما أتخذوا القرار وحرضوا مجلس الأفك الدولى على تبنيه وهنا الأغراء المادى للترسانة العسكرية الغربية يدفعها للمغامرة بل أن مصانع العتاد الحربى التى تعيش على الحروب سوف تبدأ بممارسة أنشتطتها وتقديم أحدث ما أبتكرته تكنولوجيتها العسكرية من أسلحة حديثة وذخائر لتجريبها فى ليبيا ، فالأسلحة التى دمرت العراق لم تعد فعالة اليوم كما أن التطور المستمر فى برامج التسليح قد أنتج أجيالا جديدة من الأسلحة الفتاكة التى سوف نرى مآسيها على شعب ليبيا بصورة أبشع وأفظع مما شهدناه فى حرب العراق التى كان للعرب دور بارز فيها بالتواطؤ المستمر أما اليوم وبعد غياب الدور المصرى الذى كان حافظا للتوازن فقد أنتقلت جامعة الدول العربية لتتبنى رغبات الغرب الأمبريالى بل والتآمر معه على عضويتها الفاعلة ، فليبيا حرة ومصادمة وصابرة لم يتقبل الغرب الأستعمارى وجودها ولا يريد سماع صوتها ، فالحرية مرفوضة والصمود ممقوت والمطلوب هو حكام مطأطئ الرؤوس ، فالطائرات التى دكت العراق أنطلقت من مطارات عربية واليوم أيضا تنطلق من نفس القواعد لتدمير ليبيا ، وقد أخذتهم العزة بالأثم بأعلانهم أنطلاق الطائرات من قواعد أحدى دول الخليج متجهة للمشاركة فى ضرب ليبيا أذ لم يكتفوا بدفع التكلفة الحربية التى سوف يضاعف حجمها وفق مشتهى تجار الحرب وقادة الجيوش الغازية . فى هذه الحرب العالمية الثالثة التى لا تنتهى الا بفرض الأمبراطورية العالمية الجديدة سلطانها على الجميع بالغزو العسكرى المباشر فى الهيمنه الأقتصادية وحدها لا تكفى وتلك هى سنه الأمبراطوريات فى العالم ، لقدتطورت وسائل الحياة ولم تتطور طباع قادتها . أن تدمير ليبيا بأيد عربية ومال عربى وتواطؤ عربى وطائرات عربية فهو عيب وعار يتحمله العرب جميعهم . فالصمت فى موقع الأفصاح بالحق دفعا لمكروه عن مظلوم جريمة وأى جريمة هذه التى نراها بأم العين تنفذ ضد شعب صغير لا يملك أسلحة دمار شامل ولا صواريخ عابره للقارات ولا وسائل دفاعية تقيه شر الجحيم الذى تسقطه قوات حلف الناتو على رؤوس أبنائه ، أن صمت الدول العربية التى لم توافق على القرار ( الفضيحة ) الذى أستند عليه حلف الناتو فى أعتدائه على ليبيا يحسب فى خانه الرضى كما يقول المثل ( السكآت رضى ) وللأسف لم يكتفى بعض الأعراب بفاعلية الآلة الحربية الغربية لاداء مهمة القتل والتدمير فصبوا الزيت على النار حقدا وأنتقاما وهم فرحون بما يفعلون . أن صمت الدول العربية الرافضة لقرار الحظر فى هذا الظرف يصب فى خانة الخيانة لموقفها الر افض السابق مهما كانت المبررات ، فاذا كانت الدول الكبرى تتحالف لضرب ليبيا فلماذا لا يتحالف العرب لرفع الأعتداء عن دولة صغيرة مغلوب على أمرها مثل ليبيا ؟ أن موقف المتفرج فى هذا الظرف لا يقره خلق أو دين ، واذا كانت الحكومات العربية الحرة خائفة من مصير ليبيا فمداهنة الغرب طمعا فى النجاة لا تنجى أحدا . فأن هذه النظرية فاشلة فالذى يمتهن شريعة الغاب لاتردعه الا أساليب الغابة قوة وبطشا ، والمجموعة الصغيرة الرافضة لقرار الحظر الجوى قادرة على فعل شئ ما ، وقادرة على صد العدوان عن ليبيا وقادرة على هزيمة حلف الناتو وزبانيته من كل حدب وصوب اذا ما أتحدت أرادة هذه الدول وقاومت الأعتداء وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله !! وعلى الذين لاذوا بالصمت خوفا من بأس الغرب وأنتقامه فأن ذلك الخوف لا يبدده الا التضامن والتعاون والوقوف بشجاعة فى وجه مخططات الغرب ، وهجمته المبرمجة على المنطقة العربية والمناطق الأخرى فى العالم التى لها ثروات ظاهرة أو باطنة . واذا لم تبادر هذه الدول وتفوق من سباتها وتقاوم الأعتداء الغربى ومنذ الآن فلتعلم هذه الدول يقينا أن مسلسل الأعتداء نحوها لن يتوقف وقطار التآمر عليها قادم لا يستسثنى أحدا من الذين لا يسبحون بحمد أمريكا ، وعندها أخشى على المستهدفين من الدول العربية وهم يعرفون أنفسهم أن يقولوا ( أكلنا يوم أكلت ليبيا ) . عثمان البشرى