إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    أيهما تُفَضَّل، الأمن أم الحرية؟؟    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. جبريل: ماذا سيفعل النظام إن عجز المشروع الغربي عن إزاحة القذاقي؟
نشر في سودانيل يوم 09 - 04 - 2011


د. جبريل في حوار ناري شامل مع صحيفة آفاق جديدة
• ماذا سيفعل النظام إن عجز المشروع الغربي عن إزاحة القذاقي؟
• مكائد النظام لن تنطلي على الشعب الليبي.
• من السابق لأوانه وصف المعارضة الليبية بالعنصرية.
• الجامعة العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي أندية للحكام لا علاقة لهما بقضايا الشعوب.
• أمين إقليم دارفور رجل من أشاوس البرتي، و لا يقبل المزايدة في أهله.
• للنظام أصابع تنخر في عظام الجبهة الوطنية العريضة.
• نظام الخرطوم لا يعين أحداً على التحيّز إليه.
• دين إسمث رجل صبور يحيط بأسباب مشكلة دافور.
• "الذراع الطويل" عملية فريدة تعكف على دراستها كبرى الكليات العسكرية.
• معارك الحركة بعد "الذراع الطويل" خيبت آمال الذين حسبوا أنها تعتمد على الدعم التشادي.
• الجيش سينحاز للشعب في الإنتفاضة المقبلة و يغنينا عن التدخل.
• ضعف شبكة الإنترنت و تردد المعارضة التقليدية، والخوف من المجهول أخرت الإنتفاضة.
الدكتور جبريل إبراهيم محمد أمين العلاقات الخارجية و التعاون الدولي لحركة العدل والمساواة، عضو
وفد الحركة المفاوض بالدوحة و رئيس لجنة قسمة الثروة ، رغم إنتمائه المبكر للحركة الإسلامية ودرجته العلمية الرفيعة لم يكن حاضر في الساحة السياسية قبل إندلاع الثورة في دارفور وتكوين حركة العدل والمساواة عام 2003م بعدئذ، وحسب العارفين ببواطن الأمور أصبح الآمر والناهي في كافة شئون الحركة ما عدى العسكرية منها والتي يتولاها شقيقه الأصغر الدكتور خليل رئيس الحركة، ود. جبريل رغم مؤهلاته العلمية وقوة نفوذه بحركة العدل والمساواة شخصية متواضعة وهو أكثر قيادات الثوار حضوراً وسط أبناء دارفور بالمملكة الممتحدة، درس إدارة الأعمال بجامعة الخرطوم ونال الماجستير و الدكتوراه في علم الاقتصاد من جامعة ميجي بطوكيو عام 1987 وعمل أستاذاً مساعد و رئيس قسم الاقتصاد بكلية الشريعة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية في الفترة من 1987 – 1992 كان ناشطاً سياسياً خلال دراسته بجامعة الخرطوم حيث تولى عدة مناصب تنظيمية في إتحاد الطلاب والجمعيات العلمية والروابط الطلابية كما تقلد منصب أمين عام رابطة الطلاب المسلمين باليابان لعدة دورات.
حاورناه إلكترونيا من الدوحة لم يتضايق ولم يتبرم من أسئلتنا الحساسة في بعض جوانبها وفي هذا الجزء إستوضحنا د. جبريل عن موقف الحركة من الثورة في ليبيا وعلاقتها بنظام دبي وموقفها من الإنتفاضة المرتقبة بالسودان كما تناولنا معه الوضع التفاوضي بالدوحة وسبب إنسحابهم من الجبهة والوطنية العريضة فإلى مضابطه:
• ما هو موقفكم من الثورة في ليبيا؟
ج‌. الثورة في ليبيا شأن ليبي داخلي، رغم أنه لا يستطيع أحد نكران تأثيرها على المنطقة و الإقليم. و نحن في حركة العدل و المساواة السودانية لا نتدخّل في الشأن الليبي الداخلي. و أمنيتنا أن تستقر و تزدهر ليبيا لأن شعبنا، و بخاصة في دارفور و كردفان، يكسب جانباً كبيراً من معاشه من إزدهار الاقتصاد الليبي كما كان الحال في الماضي. و من جانب آخر نحن قلقون أشد القلق على مصير السودانيين المقيمين في ليبيا، الذين دفعهم البحث عن الرزق الحلال، بعد أن ضاقت بهم سبل العيش في السودان، إلى الهجرة إليها. أو الذين لجأوا إليها هرباً من الإبادة الجماعية في دارفور. و القلق مصدره مشروع الوقيعة بين الشعب السوداني و المعارضة الليبية الذي يسعى به النظام من أعلى قمّته بكل وقاحة و لامسئولية. و لكن عزاؤنا أن الشعب الليبي يعرف الشعب السوداني عن كثب، و لن تنطلي عليه مكائد النظام القائمة على الحقد الأعمى.
• لثوار ليبيا نزعة عنصرية تجاه الأفارقة كيف تتصورن مستقبل العلاقة بين ليبيا والثورة في دارفور حال نجاحها؟
ج‌. من السابق لأوانه وصف المعارضة الليبية بالعنصرية، لمجرد بعض التصريحات غير الموفقة الصادرة عبر الاعلام العربي الذي يصعب تبرئته من تأجيج هذه المشاعر المنتنة. أقول ذلك لأن المعارضة الليبية نفسها في طور التشكّل. و هم في النهاية من صلب الشعب الليبي الذي تعايش و تبادل المنافع مع الشعب السوداني لقرون مديدة. و يقيني أن كل ليبي، بغض النظر عن المعسكر الذي ينتمي إليه، يعزّ الشعب السوداني و يحترمه.
• سماح النظام بإستخدام المجال الجوي السوداني لتنفيذ حظر الطيران فوق الاجواء الليبية هل هو رشوة للحلفاء ام عربون صداقة للثوار؟
ج. نظام الخرطوم يقفز في الظلام لأنه لا يبني سياساته أو قراراته على معلومات يقينية. فمن منطلق أوهام و إدعاءات بأن نظام العقيد القذافي يدعم المقاومة في دارفور، و هو إدعاء لا يسنده دليل، قرر نظام الخرطوم مناصبة نظام العقيد القذافي العداء عندما حانت الفرصة الأولى دون أدنى رويّة و في نكران كامل لجمائل العقيد عليهم. فقدّمت للمعارضة الليبية أكثر من مجرد فتح المجال الجوّي لقوات "الحلفاء"، و لا أدري ماذا سيفعل النظام إن عجز المشروع الغربي عن إزاحته!!
• كأني أجدك متعاطفا مع العقيد القذاقي يا دكتورّ؟
ج. أنا مع حق الشعوب في الحرية و الكرامة و المشاركة الفاعلة في سياسة أمرها دون أن أنصّب نفسي وصياً على هؤلاء أو أؤلئك. و لكني أمجُّ و أمقت السلوك الرخيص، و قلة الوفاء، و الإصطياد في الماء العكر. فحديثي السابق معني بعلاقة القذافي مع رأس نظام الخرطوم، و لا تحيّز فيه لطرف في الصراع الليبي الداخلي.
• هل بات من الممكن تمديد حظر الطيران إلى دارفور؟
ج‌. تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي رهين بالمواقف السياسية للدول دائمة العضوية فيه، و بمصالح هذه الدول الإستراتيجية و الاقتصادية. و واضح لكل ذي بصيرة أن إرادة هذه الدول لم تلتق بعد لفرض حظر جوّي في سماء دارفور. و لا أحسب أن الوقت قد أزف لتغيير مواقفها في هذا الاتجاه.
• هل ترى فرقا بين الحالتين الليبية والدارفورية أم ان جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي تكيلان بمكيالين؟
ج. رأس نظام الخرطوم إعترف بعظمة لسانه أن الذين قتلوا في دارفور قد بلغ تعدادهم الآلاف العشر. و المنظمات الدولية المختصّة قدّرت ضحايا الصراع في دارفور بأكثر من ثلاثمائة ألف. و أحسب أن أكثر الشاطحين في الشأن الليبي لم يذهب إلى تقديرات قريبة من تقديرات رأس النظام ناهيك عن أرقام المنظمات الدولية. و بالتالي من باب تحصيل الحاصل القول بأن الجامعة العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي يكيلان بأكثر من مكيال. و أنهما أندية للأنظمة و الحكام، و لا علاقة لهما بقضايا الشعوب و توجّهاتها.
• علاقة الحركة بنظام دبي إلى أين وصلت؟
ج. كان الظنّ أن الرئيس التشادي سيستغل علاقته الطيبة بنظام الخرطوم لتحقيق السلام في الإقليم المضطرب المجاور لبلاده. و لكن يبدو أن النظام قد فرض شروطه عليه، و جعل علاقته به خصماً على علاقة تشاد مع الآخرين. و هذا الشكل من العلاقات قد يكون مفيداً على المدى القصير، و لكن ستبرهن الأيام أنها ضارة بالطرفين.
• بدقة أكثر هل تركتم الجسور مفتوحة بينكم للظروف أم هدمت؟
ج. ليست هنالك صداقات دائمة أو خصومات أبدية في السياسة. و تتكدّر العلاقات و تصفو وفق إملاءات المصالح التي هي أبقى من الخصومات و الصداقات. أما علاقاتنا مع الشعب التشادي، فهي وشائج قربى و رحم لا يستطيع كائن من كان بترها أو هدم جسورها.
• ألا ترى أن لإستضافة نظام دبي لرئيس الحركة وبعض من قواتها بشكل أو بآخر مسئولية عن تمركز قوات المعارضة التشادية بدار البرتي وممارساتها الوحشية ضد الأهالي؟
ج. قوات المعارضة التشادية كانت في الأراضي السودانية عندما كان مجرد الانتماء إلى حركة العدل و المساواة السودانية جريمة يعاقب مقترفها بالسجن في إنجمينا. ثم إن رئيس الحركة كان يمرّ عبر إنجمينا لمحادثات السلام، و يزورها كما يزور عواصم أخرى. أما قوات الحركة فقواعدها في الأراضي السودانية، و أبلغ دليل على ذلك بقاؤها و انتصاراتها الكبيرة بعد فساد العلاقة بين الحركة و النظام التشادي. كما أن الحركة قد أدانت بشدة سلوك المعارضة التشادية في ديار أهلنا البرتي، و طالبت النظام القيام بمسئولياته تجاه شعبه، و حمايتهم من مرتزقته. و ليكن معلوماً لدى القارئ الكريم، أنّ أمين إقليم دارفور نائب رئيس الحركة، رجل من أشاوس البرتي، و لا يقبل المزايدة في أهله. فالجهة التي يجب أن تلام هو النظام الذي آثر أن يضحي بإستقرار و سلامة شعبه مقابل إستقراره.
• أهالي عين سيرو بشمال دارفور حتى اللحظة يلقون حتفهم ويتعرضون لإصابات جراء حقول الألغام التي زرعتها قوات دبي عندما كانت متمركزة في المنطقة قبل إستلائها على السلطة في بدابة تسعينينات القرن الماضي، برأيكم هل هنالك مسوغات قانوية دولية تلزم نظام دبي بإزالة هذه الألغام وتعويض أهالي المنطقة عما لحق بهم من أضرار؟
ج. أنا طالب في علم الإقتصاد و شئ من الإدارة، و لا أصلح للفتوى في جرائم الحرب و ما شاكلها من جرائم. و ما دام الأهل يعانون، فمن حقهم مقاضاة من تسبب في معاناتهم، و الحس الفطري يقول إن الحكومة السودانية التي آوت الثوّار التشاديين الذين زرعوا الألغام و أضروا بالشعب مسئولة في المقام الأول عمّا يحدث لأهلنا في عين سيرو، لأن حماية الشعب في مقدمة مهام الحاكم، و الله أعلم.
• روجت الحركة وألقت بثقلها السياسي والإعلامي في مراحل تأسيس الجبهة الوطنية العريضة، لماذا إنسحبت منها بتلك السرعة؟
ج‌. سعت الحركة لأن تجعل من الجبهة الوطنية العريضة وعاءً جامعاً لشتات الطيف السياسي المعارض لنظام الخرطوم. و لكن عندما إقتصر الأمر على بعض الشخصيات الوطنية دون القوى السياسية الفاعلة، رغم ما يعتريها من هزال، و بعد أن تبيّن للحركة أن للنظام أصابع داخل الجبهة تنخر في عظمها منذ اليوم الأول، رأت أن الأسلم النأي الهادئ بالحركة عمّا يسيء إليها بتراشقات و ملاسنات، توغر الصدور، و توسّع الشقّة بين أهل المعارضة بدلاً من تجسيرها.
• صرحتم بأن إنسحابكم من محادثات الدوحة لعدم حيادية الوسيط القطري، ثم عدتم إليها مؤخراً هل إستجابت الوساطة لشروطكم ولم تعد قطر منحازة للنظام؟
ج‌. السياسة رمال متحركة، و الجمود يكلّس الفعل السياسي و يخرجه عن دائرة زمانه. و قد حدثت تحوّلات كثيرة في الساحة السياسية و العسكرية منذ أن خرجت الحركة من الدوحة في مايو من العام الذي انصرم. و قد عادت الحركة إلى المنبر وفق إصلاحات محدّدة منشورة، وافقت الوساطة المشتركة عليها. و المؤكّد عندي، أن نظام الخرطوم لا يعين أحداً على التحيّز إليه. و لدولة قطر أفضال على أهل السودان عبر هذه القضية لا ينكرها إلا جاحد.
• إتضح مراوغة النظام وعدم إستعداده لدفع إستحقاقات السلام في دارفور هل تعتقدون أن الوساطة القطرية قادرة أو راغبة في ممارسة ضغوط حقيقية علي قادته؟
ج‌. يُصنع السلام بالتقاء إردات أطراف النزاع. فإن برهن طرف بأنه لا يملك تلك الإرادة، و عازف عن السير في طريق السلام، فلا يستطيع وسيط حمله على تغيير موقفه. و لكن دولة قطر ليست بمفردها في هذا الجهد. فقد أفلحت في حشد دعم إقليمي و دولي قوي وراءها و معها الوسيط الأممي المشترك جبريل باسول. فإن إختار نظام الخرطوم السباحة عكس التيار – و ذلك ليس بمستغرب فيه – و معارضة الإرادة الدولية، فهو الخاسر حتماً، و سيرمي به ريح التغيير الكاسح الذي أقبل على المنطقة في مزبلة التاريخ.
• إلتقى وفد الحركة مؤخرا المبعوث الأمريكي الجديد المكلف بملف دارفور السفير دين اسميث ماذا في جعبته وما الذي يميزه عن سلفه إسكوت غريشن؟
ج‌. السفير دين إسمث رجل عركه العمل الدبلوماسي لأكثر من ثلاثة عقود، و حوّل و جوّد مكتسباته في الحقل الدبلوماسي بانخراطه في سلك التدريس. فهو أستاذ في علم فضّ المنازعات، و كان يدرّس نزاع السودان في دارفور قبل أن يعيّن كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشئون دارفور. و قد أثبتت لنا لقاءاتنا معه أنه رجل صبور يحيط بأسباب المشكلة، و يبحث عن حل حقيقي شامل قابل للإستدامة. أما سلفه فبحكم تكوينه العسكري، يُنصنّف كل الذين لا يطيعونه في خانة الخصومة. و قد قدّم كل ما في جعبته من بسكويت و جزرات لنظام الخرطوم، و ما أبقى لنا غير العصي. وقد إرتدّت قضية السودان في دارفور في زمانه إلى درك سحيق، و مرتبة دنيا في الاهتمام الأمريكي و الدولي. و على السفير إسمث مهمّة ليست بالهيّنة لإعادة الأمور إلى نصابها، و نرجو له التوفيق.
• منذ عملية الذراع الطويلة عام 2008 لم تنفذ الحركة عمليات كبيرة تذكر، لماذا؟
ج‌. قامت الحركة منذ عملية "الذراع الطويل" بجهد عسكري كبير، و خاضت في الفترة من مايو 2010 إلى نوفمبر من نفس العام إحدى عشرة معركة في مواقع مختلفة من كردفان و دارفور، كسبتها جميعاً، و شقّت طريقها حتى أقاصي كردفان، و ما زال لها وجود قوي هناك، بجانب وجودها في دارفور. و قد خيبت هذه المعارك آمال الذين حسبوا أن الحركة تعتمد على الدعم التشادي في القتال. و أبطلت دعاويهم الجوفاء. و أثبتت أن الحركة تعيش على ما تغنم من النظام، و على الدعم الشعبي الكبير الذي تحظى به، لا على العون الخارجي. و لكن أنت محقّ في أن هذه المعارك لم تكن لها صدى عملية "الذراع الطويل"، و هذا أمر طبيعي. فعملية "الذراع الطويل" عملية فريدة تعكف على دراستها كبرى الكليات العسكرية. و لكننا نعد الشعب السوداني بعملية جريئة أخرى إن أصرّ النظام على الحسم العسكري سبيلاً لحل النزاع.
• في حال إندلاع إنتفاضة شعبية في مدن السودان هل تدعمونها وبإي كيفية؟
ج‌. نحن جزء أصيل من الشعب السوداني، و نعيش معه معاناته الطويلة مع هذا النظام. فمن البدهي أن نكون في صفّه إن هبّ للتغيير بتحريك قواعدنا و مناصرينا في الداخل و هم كثر، و بتوفير الحماية اللازمة لهم متى ما دعت الحاجة إلى ذلك. رغم ثقتنا بأن الجيش سينحاز إلى الشعب في اللحظة المناسبة و يغنينا عن التدخل.
• برأيك لماذا تأخرت الإنتفاضة في السودان؟
ح‌. لا يحسبنّ أحد أن تأخّر الانتفاضة في السودان يمكن ردّه إلى غياب العوامل التي دفعت بالثورات الأخرى إلى السطح. فالحريات غائبة. و الكبت و الإستبداد بلغ حدّ "لحس الكوع". و الفساد أزكم الأنوف. و الضائقة المعيشية بلغ مدى لم يعرفه الشعب من قبل، و الاقتصاد في طريقه إلى انهيار شبه كامل. و الشعب لم يفق بعد من صدمة انفصال جنوب السودان. أما أسباب تأخّر الانتفاضة فربما تكمن في ضعف شبكة الإنترنت، و تردد المعارضة التقليدية، و حجم السلاح المنتشر بكثافة في أيدي الشعب، بالإضافة إلى الخوف من المجهول، و بخاصة من جانب الغالبية المهمشّة التي لا تريد تبديل "أحمد" ب"حاج أحمد".

في الجزء التالي من الحوار:
• قضية دارفور في طريقها إلى الحل قريباً جداً.
• ......... وهذا سبب تعين حكام ظل بالولايات.
• تراجع الحركة توازنات التمثيل كلما بدا لها خللاً في ذلك.
• لم نسع للحصول على ضمانات من التحرير و العدالة بعدم توقيع إتفاق منفرد مع النظام.
• لن نتوقّف عند حدّ التنديد بخصوص الإستفتاء بدارفور.
• بالغ رجائنا لدولة الجنوب الوليدة تطبيق القيم و المثل التي تدعو إليها.
• رأس النظام انفصالي من الدرجة الأولى.
• الوساطة لم تفصح عن أجندة المؤتمر التي تعتزم عقدها بشأن دارفور هذا الشهر.
• خطاب رأس النظام خلال زيارة الأخيرة للدوحة يوحي الفصل بين أهل دارفور و بقية أهل السودان.
حاوره: إبراهيم سليمان/ لندن
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.