الشيخ عبدالجليل النذير الكاروري وخطبة الجمعة بتاريخ 1/ ابريل 2011م الماحي عبدالرحيم الرشيد- الرياض
استمعت الى الشيخ عبدالجليل النذير الكاروري وهو يؤدي خطبة الجمعة بجامع الشهيد -حدائق المقرن بالخرطوم - بتاريخ 1/ ابريل 2011م ويجلس أمامه فخامة رئيس السودان ووزير دفاعه 0000 وقد تحدث وأسهب كثيراً عن نظام الحكم الراشد وجاء بصفحة كاملة من مقدمة ابن خلدون فى علم الاجتماع تتعلق بضرورة بعد السلطة الحاكمة عن ممارسة التجارة وعدد المفاسد التي تترتب على ذلك حيث ينعكس ذلك سلباً على حركة التجارة للمواطن العادي مما يؤدي لإفلاس الكثيرين 00 وذلك للحظوة والمميزات التي تنالها القطاعات التجارية الحكومية دون غيرها 0000 وهلم جرا من هذا القبيل 0 والذي دعاني للتعليق على تلك الخطبة - هو أن هذا الحديث من الشيخ / الكاروري جاء مباشرة بعد أن الغى السيد/ رئيس الجمهورية نيف وعشرين شركة حكومية أو أمر بتخصيصها - فهل ياترى الشيخ/ الكاروري طيلة السنوات الماضية كان لايعلم بوجود هذا العدد الهائل من شركات الحكومة أم إن مقولة علماء البلاط تظل هي الصفة الغالبة لأئمة المساجد فى السودان 000 حيث انهم دائماً يقومون بدور المشجعين بعد إحراز الهدف 000 وللاسف الخطب التي نسمعها كل جمعة من جامع الشهيد وجامع النور بكافوري لاتزيد عن الامور الفلسفية والخيال العلمي بالنسبة للكاروري والمساق الادبي وعلم البيان للدكتور عصام البشير – ونادرا مايتحدث احدهم عن مشاكل المجتمع التي بلغت شأوا بعيدا من الفساد 0000 وما شرعت خطبة الجمعة إلا لتنبيه الناس الى مضار الفساد وأثره فى حياة الامة 00 بغرض هداية الناس الى جادة الطريق 00 فلا يضير الخطيب ان يخصص خطبة الجمعة الى الحديث عن جرم اختلاسات المال العام 00 أو التبرج وسوء الخلق فى مظهر الشارع العام 00 واخرى عن مسئولية رب الاسرة عن اسرته ( فاذا صلحت الاسرة صلح المجتمع ) 0000 واخرى عن الامانة فى اداء الوظيفة العامة واخرى عن ضرر المحسوبية العرقية والحزبية فى تلقيد مناصب الخدمة العامة فى الدولة ، حيث يؤدي ذلك الى إحلال غير الاكفاء وحرمان المستحقين 000 مثل هذه المواضيع حري بخطباء الجمعة الحديث عنها بإسهاب حتى يتفقه الناس فى دينهم ويعلموا حدود الله التي انتهكت فى كثير من التعاملات التجارية والاجتماعية حتى كاد ان يضيع شرف الامانة والعرض بين الناس 0 وليس الحديث عن اخبار الواشنطن بوست وقصاصات الصحف التي يأتي بها الشيخ / الكاروري لعرضها على مسامع المؤمنين فى بيت من بيوت الله 0000 لم تصنع المنابر الطاهرة لمناقشة السياسة الدولية 00 كما أننا لسنا بحاجة لائمة مساجد يعرضوا على مسامعنا التحليلات الاخبارية للسياسة الدولية ، ذلك لأننا نعيش فى زمان أصبح الخبر لايخفى حتى على رعاة الابقار فى رهيد البردي وغزالة جاوزت 00 نأمل من آئمة المساجد فى السودان ان يولو إهتمامهم للمواضيع الهامة فى حياة الامة وتنبيه الناس لمضارها الدينية والاجتماعية –00000 واذا كان الشيئ بالشيء يذكر ليت خطباء المساجد بالسودان يخصصون كثيرا من الخطب أيضا عن الهرجلة والشعوذة التي تمارسها غنوات السودان وخاصة قناة ساهور التي جعلت من مقام النبي عليه الصلاة والسلام حلبة للرقص والطرب بين الرجال والنساء – فهل يعقل ان يسكت فقهاء الامة كل هذا الصمت المريب عن هذا الفساد الظاهر للعيان 00 فهل يعقل ان يمتهن مقام النبي بهذا الاسلوب حتى نخرج المديح النبوي فى جوغة الموسيقا والاوركسترا والرقص المختلط - بدعوى حب النبي عليه الصلاة والسلام 00أي حب هذا وأي دعاوى باطلة هذه التي أجيز بها هذا النوع من ادب المديح حتى كاد الشعب كله ان يتحول الى دروايش وراقصين وراقصات ومجاذيب لايعقل احدهم مايصدر من تصرفات 0 المسئولية جسيمة جدا على الراعي وعلى فقهاء الامة هناك فى توجيه الناس الى الدين الحق بعيدا عن كل هذه الشعوذة والاجتهادات الخاطئة 00 00 والله الهادي الى سواء السبيل 0