أفاق المحارب من استراحته على دوي الغارة الجوية التي استهدفت ديار أهل الشرق (مضارب بني أدروب إن جاز التعبير ولم يعترض الأخ/ محمد عثمان إبراهيم) فلم يجد سوى هيكل سيارة سوناتا وجثتين متفحمتين شواهد على العدوان الآثم على سيادة السودان واستباحة أراضيه وقتل بنيه. ولأنه يعلم تماماً إن مدافعته اللسانية في إزالة الوجوم لن تكون أحسن أداءً من دفاعاته الجوية في صد الهجوم قفز مباشرة إلى ما ظل يتخذه أهل الإنقاذ حلاوة لكوم وراحةً للحلقوم فقال- أمد الله في استراحته وحفظ الوطن من العدو وشرور استباحته-: "إننا ضُربنا لأننا نرفع راية الشريعة الإسلامية لذلك نحن مستهدفين وأن دماء الشهيدين لن تضيع هدراً"!! يا سعادتك (الكلام دة تقوله لي زول ما عنده دين). لم تكن ضربة السوناتا هي المرة الأولى التي يستباح فيها تراب السودان وتنتهك سيادته بل حدث ذلك مثنى وثلاث وربما يصل إلى رباع طالما ظلت حكومتنا تاركةً الأمور تدور على حل شعرها وطالما أن لدى المعتدين من الباءة العسكرية ما يجعلهم يأتون البلد أنى وحيث شاءوا. قطعت حركة العدل والمساواة من قبل ألاف الأميال إلى قلب أم درمان فكان عذر الحكومة الأقبح من ذنبها (استدرجناهم) وضربت قافلة الشاحنات في شرق السودان فكان صمت الحكومة الأقبح من العذر (طنشناهم) ثم جاءت ثالثة الاختراقات بثالثة الأثافي فعلمت الحكومة إن اعتذارها سيكون قبيحاً وإن صمتها لن يكون مريحاً ولكن حين تحدثت لم يكن حديثها صريحاً فجاء أكثر قبحاً من الاعتذار وأشد إبهاماًً من الصمت. لم يوضح لنا وزير الدفاع حقيقة أمر استهداف السوناتا هل لأنها لمساكين يعملون في النقل أم لصيادين يعملون في البحر أم لتجار سلاح يعملون في الشر أم لفلسطينيين يعملون في السر؟ وهل الطائرة أخطأت هدفها بإصابة هذه السيارة أم إنه الهدف المقصود والمضروب بدقة متناهية؟ وهل الطائرة أخذت راحتها في المتابعة والتصويب ورجعت سالمة بعد إسقاط صواريخها مثلما أخذ المحارب استراحته ورجع غانما بعد سقوط عمارة الرباط؟. كان لزاماً على المحارب المستريح أن يكسر صدف الصمت ويغوص في بحر الغموض ليستخرج لنا حلية الأسباب الحقيقية وراء استهداف السيارة بدلاً من القفز فوق الحقائق لالتقاط حيلة راية استهداف الشريعة ورفعها في وجوه السائلين الحيارى! كان ينبغي على وزير الدفاع أن يبرر لنا لماذا تكررت الضربات؟ وما هي الإجراءات الوقائية والعملية التي قامت وزارته باتخاذها منذ وقوع الضربة السابقة على شرق البلاد لتجنب التكرار بالصد والرد أو أضعف الإيمان بالرصد والاستشعار؟ وليقل لنا أين تذهب ال 70% من ميزانية أهل السودان المرصودة لأغراض الأمن والدفاع و إلا فإننا سنضطر إلى قبول التفسيرات القائلة بأن أمن النظام مقدم على أمن الوطن وسلامة الحكومة فوق سلامة المواطن وسيادة البلاد في فداء رمز السيادة. أما حديثه عن دماء الشهداء التي لن تروح هدراً فحسبنا وعدهم بتقدير دماء شبابنا المسفوحة في الجنوب والتي راحت شماراً في مرقه نيفاشا فذهبت أرض الجنوب رغم الدماء الغزيرة التي سكبت في الحفاظ عليها وسيذهب السلام طالما ظلت أبيي عقدة في منشاره الذي إن طلع أكل المسيرية وإن نزل أكل دينكا نوك فما لم يتحقق في ظل الدولة الواحدة فلن يتحقق في ظل الدولتين. وختاماً إن كنا سنجد العذر لشادول الشاعر في مكابرته وإصراره على عذرية زميلته التي أحبها رغم أنه رأى طفلها بأم عينيه نظراً لأنه من قبيلة الذين يتبعهم الغاوون والذين يقولون ما لا يفعلون، إذ قال: في حينها وحينما علمت أنه جنينها كتمتها هزيمتي لعلي أستريح ولعل آخر الجراح ما يريح لكنها هي العذراء في زماننا وابنها هو المسيح لكن وزير الدفاع الذي ينتمي إلى مؤسسة يفترض في المنتمين إليها إنهم قوم إذا عاهدوا أوفوا وإذا عقدوا شدوا فمن أين نجد له العذر وهو يرى أجنة التفريط في حماية تراب الوطن ليست ضربة ولا ضربتان ولكن ثلاث ضربات أبادت من أبادت وجرحت من جرحت، فيعلن الوزير إذن هزيمته أو يكتمها لا فرق ولكن عليه أن يعتبر هذه أخر الجراح ويعلن استقالته لعله يريح ويستريح فيما تبقى له من عمر بدلاً من أن يكابر بأن أرض السودان هي العذراء التي في حماه لم تمس ويزايد بأن الثلاثي الذي رأيناه بأعيننا إنما هو الأب والابن والروح القدس. أهل الإنقاذ وبنو إسرائيل وأخوة عرفات ضد الأدروب يحكى أنه حين قام الرئيس نميري بالتجاوب مع المناشدة بإعادة توطين الفلسطينيين بإقامة معسكر لإيوائهم في منطقة جبيت إن أحد الشفتة الأدروبات تعارك مع فلسطيني ولكن لما كان الفلسطيني من الفدائيين المدربين فقد أستغل إجادته للكراتيه وقام بضرب الأدروب وأخذ سيفه ولما لم يستطع الأدروب استرداد السيف صعد أعلى الجبل وصاح في الفلسطيني: يا فلسطيني إسرائيل كيف!! فبمن يغيظ أدروب إسرائيل التي تشابه عليها البشر والأماكن والشجر فلم تعد تفرق بين أوكاش وعياش وطوكر وطولكرم والأراك والزيتون فضربة في قلب غزة وأخرى في خصر عزة ولمن يشكو أدروب الإنقاذ التي هيأت لإسرائيل المسرح والأسباب لضرب مضاربه. osama khalid [[email protected]]