بسم الله الرحمن الرحيم مشهد اول في اخر مباراة بين الهلال والمريخ في الدوري الممتاز الحالي صوب لاعب المريخ مصعب عمر الكرة تجاة مرمى الهلال وكان المعز محجوب حارس الهلال خارج خط 18 فما كانه الاان امسك الكرة فاحتسب الحكم عليه مخالفة بضربة مباشرة وانزرة ببطاقة صفراء احتج لاعبو المريخ وقالوا ان المعز يستحق بطاقة حمراء اي الطرد . في الايام التالية اصبحت هذة القضية الشغل الشاغل للمجتمع الرياضي فكتاب ومناصروا المريخ يرون ان المعز يستحق الطرد وان الحكم الفاضل ابوشنب انحاز للهلال بينما كتاب وانصار الهلال يرون ان الحكم طبق القانون ولم يجامل الهلال وطفق كل فريق يستنطق الخبراء والمختصين ليدعم وجه نظره . الواضح ان القانون ليس فيه مادة تتحدث عن هذة الحالة بالاسم ولكن القانون يقول اذ كان اللاعب منفردا بالكره ومتجه نحو المرمى وعطله لاعب من الفريق الخصم ليس هناك لاعب بعده يطرد هذا الاخير هذا يعني انه الحالة التي امامنا المسالة تقديرية فيها بالنسبة للحكم هل يعتبر مصعب عمر في حكم المنفرد هل هناك لاعبين من الهلال امام المرمى وخلف المعز ؟ هل كانت الكرة متجهة للمرمى ؟ كل هذا يخضع لتقديرات الحكم ولكن ليس هذا موضوعنا الذي نحن بصدده انما موضوعنا هو الاستقطاب الحاد الذي حدث وجعل جموع الرياضيين لاينظرون للامر من زواية فنية او قانونية بل من زواية الانتماء والتصعب للفريق فقط . بمعنى انه لو حدث العكس كان حارس المريخ هو الذي فعل الفعلة فان موقف الجمهور سوف ينقلب هو الاخر فهل مثل السلوك يمكن ان يشجع على معرفة الحقيقة ؟ لماذا نبني مواقفنا على الانتماء ؟ لماذا يكون عقلنا الجمعي طاغيا على عقلنا الحر ؟ كيف يمكن ان نحرر عقولنا من ضيق الانتماء والي سعة البحث عن الحق؟ مشهد ثاني الشابة السودانية صفية اسحاق نقلت عنها المواقع الاسفيرية افادة مباشرة تقول فيها انها تعرضت لعملية اغتصاب قام بها ثلاثة من رجال الامن في موقف شندي بالخرطوم بحري وبما ان المواقع التي روجت لحديث صفية كانت محسوبة على المعارضة قال المعارضون للنظام انه ماقالته صفية صحيحا ولايدانيه الشك من قريب او من بعيد اذ لايمكن لفتاة سودانية ان تدعي على نفسها مثل هذا . بما ان الشرطة السودانية كذبت ما قالته صفية فاصبح الموالون للنظام يرون ان صفية كاذبة وما قامت به مجرد فبركة لاهداف سياسية اذ لايمكن لفتاة سودانية تفصح عن هذا اذا حدث لها . هذا يعني ان المواطنين السودانيين اتخذوا موقفهم من هذة المسالة الحساسة تاسيسا على موقفهم السياسي اي اصبحت الشغلانة بالنسبة كلهم مجرد اسقاط لفكرة مسبقة ففي هذا تجميد للعقل الخاص وخضوع للعقل الجمعي . الوضع الطبيعي في هذة الحالة ان يطالب الناس بلجنة تحقيق مستقلة لابل هذا واجب الحكومة ان تكون لجنة تحقيق مستقلة عن اجهزتها وتقوم هذة اللجنة بعمل تحرياتها المستقلة ثم تصدر حكمها لان القضية اصبحت قضية راى عام او على اقل الفروض تكون لجنة قضائية ومن المؤكد ان اي لجنة سوف تعمل الف حساب لسمعتها ولاسيما اذا سميت اللجنة باسم رئيسها خلاصة دون شك ان المشهدين اعلاه متباينين من حيث المحتوى ففي امر المعز يمكن ان يكون النقاش تدريب ذهني او اكاديمي اما صفية فموضوعها ماساة انسانية دون شك ولكن من ناحية اجرائية يمكننا ان نصل منهما الي خلاصة واحدة مفادها ان هناك خلل ما اوثقب في عقليتنا فهي عقلية مستقطبة تصدر احكامها تاسيسا على الانتماءات المسبقة ايا كان شكلها رياضية ام سياسية ام اسرية وبالتالي تنعدم استقلالية الراى ويسود العقل الجمعي وينحسر دور الفرد فالشغلانة محتاجة لوقفة واعادة تربية او اعادة تنشئية والله اعلم abdalltef albony [[email protected]]