ويأبى وزير المعادن الدكتور عبد الباقي الجيلاني إلا أن يزفّ إلينا نبأ المدينة الأثرية التي اكتشفها منقبو الذهب العشوائي غرب كوستي عن طريق الصدفة! ولم يكتف وزير المعادن بالإعلان عن ذلك الكشف التاريخي الخطير بنفسه، بل طالب وزارة الآثار بتحفيز أولئك المكتشفين الأبطال! والقصة على طرافتها تدعنا نتساءل: لماذا لا يقوم وزير المعادن بتحفيزهم بنفسه؟! لا سيّما وأنه المسئول الأوّل عن ذهب السودان، فليس من العدل أن يحمّل وزارة الآثار ما لا طاقة لها به! ثم إنّ المكتشفين كانوا من رجاله وقد قاموا بهذا الكشف العظيم عن طريق الصدفة دون أن تتعاقد معهم وزارة الآثار على ذلك! وبما أن الدكتور عبد الباقي الجيلاني حريص على مستقبل الآثار في السودان فعليه ألا يسلّم هذه الآثار النادرة لوزارة السياحة والآثار، بل يجب أن يحتفظ بها في مخازن الذهب بوزارته حتى نطمئنّ على سلامتها، وليجتهد بعد ذلك في إنشاء متحف ضخم ليضع فيه ما يعثر عليه أولئك المنقبون من آثار وجماجم بشرية! ويا حبذا لو قامت وزارة المعادن بعرض بعض سبائك الذهب الخالص بذلك المتحف التاريخي العظيم! ولا شك أن مشهد سبائك الذهب الخلاب سيجتذب آلاف السياح الأجانب لمتحف وزارة المعادن مما يدر على خزينة الدولة مزيداً من العملات الصعبة! وبذلك يتم سحب البساط من تحت وزارة السياحة والآثار التي لن يكون هنالك داع لوجودها بعد عن عجزت عن اكتشاف مدينة كاملة للآثار! ومن حق الدكتور بعد ذلك أن يطالب بدمج وزارة الآثار في وزارة المعادن ليصبح اسمها: وزارة المعادن والسياحة والآثار، ويصير الدكتور عبد الباقي الجيلاني وزيراً لها! tdwg rvad [[email protected]]