وصل إلى الخرطوم يوم الاثنين 11-4-2011 وفد مصري قالت وسائل الإعلام الحكومية في الخرطوم أنه وفد يمثل (ائتلاف شباب ثورة 25 يناير)، قصد السودان فى أول زيارة خارجية له ملبيا لدعوة من الاتحاد الوطني للشباب السوداني(وهو منظمة مؤتمروطنجية)! من أجل ما وصف بتلاقح الأفكار وتبادل الآراء لتحقيق تطلعات الشعوب العربية!! وطبعا مثل هذا الخبر أثار للوهلة الأولى استغراب بل استهجان القوى الديمقراطية السودانية، إذ كيف يبدأ الجسم الذي يمثل شباب الثورة المصرية المجيدة التي اندلعت من أجل التغيير نحو الديمقراطية زياراته الخارجية بزيارة لدولة يحكمها نظام دكتاتوري شبيه في استبداده وفساده بالنظام الذي ثاروا عليه وأطاحوا به ثم يناقشوا مع هذا (النظام الدكتاتوري) تحقيق تطلعات الشعوب العربية وهو نظام يسبح ضد تطلعات شعبه؟! ولكن الاستغراب لم يدم طويلا! فسرعان ما تكشفت الحقيقة، حيث أعلن (ائتلاف شباب ثورة 25 يناير) في صفحته على الفيسبوك عن عدم وجود أية صله بينه و بين الشباب الزائر للحكومه السودانيه، كما قال الائتلاف أنه في وقت سابق رفض مقابلة الرئيس البشير بمصر، وبزيارة لموقع Onislam الإلكتروني يتضح أن الوفد يتكون من شباب ينتمون إلى جماعة الأخوان المسلمين بقيادة طارق عبد الجواد القيادي بالجماعة، والشباب جزء من المشاركين في ثورة 25 يناير، ولكنهم في زيارتهم تلك يمثلون تنظيمهم أي (جماعة الإخوان المسلمين) ولا يمثلون (الائتلاف) الذي يتكون من( حركة 6 أبريل، حركة العدالة والحرية، حملة دعم البرادعي، حزب الوفد، حزب الغد، حزب الكرامة، اتحاد الشباب التقدمي (التجمع)، حزب الجبهة الديمقراطية، ومجموعة من الشباب المستقلين، ومجموعة من المدونين والنشطاء، وشباب الأخوان المسلمين)، وهذا الائتلاف سبق أن رفض تلبية دعوة من الحكومة السودانية ولكنه لم يحجر على الفصائل المشاركة فيه تلبية ما تشاء من الدعوات، وفي هذا الإطار جاءت زيارة وفد شباب الأخوان المسلمين الذين وإن كانوا فصيلا مشاركا وفاعلا في الثورة إلا أنه لا يحق له التحدث باسمها والتصرف كممثل وحيد لها. لماذا كذبت وسائل الإعلام الخاضعة لتوجيهات المؤتمر الوطني وأظهرت الزيارة بمظهر التماهي بين (مصر الثورة) و(النظام الحاكم في السودان) ؟ هل تهدف إلى تضليل الرأي العام السوداني الساخط على النظام وإبطال مفعول(الإلهام الثوري) للثورة المصرية خوفا من اندلاع ثورة مماثلة في السودان! أم أنها تساعد الاخوان المسلمين في مصر على (اختطاف الثورة) ومن ثم التحالف معهم؟ والسؤال الأهم وهو موجه للوفد المصري الزائر من شباب الاخوان المسلمين هل توجهاتهم (الإسلاموية) تأمرهم بالثورة ضد نظام حسني مبارك لأنه نظام علماني يناصب الاخوان المسلمين العداء وتأمرهم في ذات الوقت بمباركة(الاستبداد والفساد ) في السودان لأن النظام الحاكم (إسلاموي) صديق للاخوان؟ لماذا لم يتخذوا ذات الموقف المبدئي للائتلاف الذي جعل من (الديمقراطية) معيارا لعلاقاته الخارجية وأعرض عن النظام السوداني؟ ولماذا هذا التواطؤ على الكذب بين (الإسلامويين)؟ مناقشة مثل هذه الأسئلة مهمة في سياق مناقشة مستقبل الديمقراطية في المنطقة، وعلى النظام الحاكم في السودان أن يدرك أنه إذا أصر على مقاومة التحول الديمقراطي فإنه وفي ظل التغيرات الثورية الراهنة في محيطه الإقليمي سيكون شاذا وغريبا، وسيكون حاله في المحافل الإقليمية كحال شابة في الجامعة ولكنها(مشلّخة)! أي تجسد عادة منقرضة! rasha awad awad [[email protected]]