نشرت إحدى الصحف أول أمس خبرا في الصفحة الأولى عن بحث الوفد الشبابي المصري الزائر مع أطراف شبابية سودانية إقامة مشاريع استثمارية في السودان، وفتح استثمارات مشتركة، وأرفقت ذلك بتصريحات لمسؤول الاستثمار في الوفد الشبابي. أثار هذا الأمر استغرابي ودهشتي، فحسب ما قيل لنا أن الوفد يمثل ائتلاف شباب الثورة، وهو ما نفاه الائتلاف بالمناسبة، وهو وفد شبابي ثوري إذن، لا يمثل حكومة ولا شركة، فما معنى حشر موضوع الاستثمار هنا؟ أفهم ان يبحث الوفد التعاون الشبابي بين البلدين، تبادل الزيارات، أن يلتقي الأحزاب السياسية والتنظبمات المختلفة واتحادات الطلاب، ان يتابع حركة الثقافة وربما الرياضة لا الاستثمار، ببساطة لأن هؤلاء يفترض أنهم شباب صغار لا يمتلكون أموالا ولا شركات ولا يحزنون. دفعني هذا الأمر للبحث في سر الوفد الزائر، زرت مواقع الصحف المصرية، وبعض المواقع الشبابية ذات الصلة بائتلاف الثورة، ثم بعض المواقع السودانية التي انشغلت بالموضوع، وفهمت جزءا من الوضع ، ولا يزال جزءا آخر غائب عني. من المؤكد، وحسب التأكيدات المتعددة، أن الوفد يمثل أحد فصائل ائتلاف شباب الثورة المصرية، ولا يمثل كل الائتلاف، بل أكثر من ذلك تقول المعلومات أن الائتلاف قرر عدم تلبية الدعوة التي جاءته من الحكومة مرة ، ومن جسم شبه حكومي مرة ثانية، لكنه ترك الباب لمن يريد من الفصائل المشاركة في الائتلاف أن يذهب. وهكذا جاء فصيل الأخوان المسلمين، وهو بالتأكيد أحد الفصائل المشاركة في الثورة والمكونة للائتلاف. لكن كان من اللائق أن يسمي الوفد الزائر نفسه باسم تنظيمه، ولا يتستر وراء اسم الائتلاف، فلا أحد في مصر ينكر أن شباب الاخوان كانوا من الفصائل المساهمة بنشاط كبير في أحداث ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس مبارك. وإلى جانب شباب الأخوان، فإن الائتلاف يضم شباب الأحزاب والتنظيمات التالية: حركة العدالة والحرية، حركة 6 أبريل، حملة دعم البرادعي، حزب الكرامة، حزب الوفد، حزب الغد، اتحاد الشباب التقدمي (التجمع)، حزب الجبهة الديمقراطية، شباب مستقلين، مدونين وناشطين. وبطبيعة هذه التركيبة متعددة الأحزاب والاتجاهات يمينا ويسارا، فإن درجة الاتفاق بين المجموعات المكونة للائتلاف محددة ببرنامج تنفيذ الإصلاحات الدستورية والقانونية والسياسية المطلوبة في مصر، فيما عدا ذلك فإن لكل تنظيم رؤيته وبرنامجه السياسي. ولهذا فإن من المفهوم ألا تتفق فصائل الائتلاف على مسألة العلاقة بالحزب الحاكم في السودان والتنظيمات التابعة له مثل الاتحاد الوطني للشباب السوداني، وأن ترفض بعض التنظيمات زيارة السودان بدعوة من الحزب الحاكم الذي يرون فيه صورة مشابهة للحزب الوطني الديمقراطي وسياساته وممارساته في حين يكون لتنظيم الأخوان المسلمين رأي آخر. لكن المدهش أكثر، كما ذكرت في المقدمة، أن تأتي مسالة الاستثمارات في ثنايا لقاءات الوفد في السودان، فهنا يبدو ان بعض مليونيرات الأخوان في مصر قرروا اغتنام الفرصة على طريقة “كوهين ينعي والده….ويصلح ساعات”. فقرروا ان يكون الوفد لتبادل الآراء حول تجربة الثورة المصرية، وبحث قضايا الشباب، “ونشوف لنا بالمرة مشروع مشروعين استثمار مع الاعفاءات الشبابية الأخوانية الإسلامية فيصل محمد صالح