نشأت حركة تحرير السودان في خضم المعاناة منذ بداية التسعينات من القرن الماضي و عندما ظهرت للعلن ؛ تم اتهامها من قبل النظام بأنها حركة عنصرية و جهوية تطالب بحق تقرير المصير لأقليم دارفور مضت الأيام و السنين بكل تطوراتها السياسية و الاجتماعية الداخلية و الأقليمية و الدولية مروراً باتفاقية أبوجا لسلام دارفور ( مايو 2006) و التي رفضتها حركة تحرير السودان بقيادة مؤسسها الاستاذ/ عبدالواحد النور لاسباب كثيرة من ضمنها ضعف محتوى الوثيقة التي تقدمت بها الوساطة انذاك اذ جاءت الوثيقة في شكل مقال وخالية من تفاصيل فيما يتعلق بكل القضايا التي تناولها تلك الوثيقة .كما أنها لن تطرق الى حل جذور المشكلة السودانية . و بمرور تلك السنين بانت الحقيقة للعالم و هي برنامج حركة تحرير السودان الداعية الى إعادة بناء الدولة السودانية على أسس قويُمة تحافظ على كيان الدولة السودانية و تلك الأسس اعلنتها حركة تحرير السودان في ( البداية الجديدة) و التي تتحدث فيها الحركة ألى ضرورة خلق نظام علماني ليبرالي ديمقراطي تفصل فيها الدين عن الدولة حتى لا تكون الدين اداةً للاستغلال و حفاظاً للدين من التلاعب بها . لقد بدأت حركة تحرير السودان الحوار مع الاحزاب السياسية في السودان( المعارضة) لنظام الجبهة الاسلامية منذ العام 2001 م و أستمرت ذلك الحوار حتى العام 2004 م و تم التوصل حينئذ الى توافق حول برنامج حركة تحرير السودان في إحداث التغيير السياسي في البلد و هي الان مدعوة الى الانضمام أو التحالف أو التنسيق كما جاء في البداية الجديدة. البداية الجديدة الماهية و المقصد من ورائها هى إن الحركة قد مرت بعدة منعطفات تاريخية كان لابد لها من الوقفة والتآمل و دراسة الواقع السوداني المتغير بين حين واخر . لقد أدركت حركة تحرير السودان الحال في الدولة السودانية ( دولة الانقاذ) و اسلافه المبنية على أسس متناقضة في بنية و تركيبة الدولة القومية ؛ لقد بدأ هذا التناقض جلياً منذ إنجلاء المستعمر عن بلادنا في العام 1956 م و توارث خلفاء المستعمر سياسية الاستعلاء العرقي و سياسة فرق تسد. بعد أتفاقية أبوجا في مايو 2006 م و بعد رفض حركة تحرير السودان التوقيع عليها و تهديد المجتمع الدولي للحركة و قيادتها ؛ إنتهج الحركة سياسة الانغلاق لغربلة كوادرها مع علمها التام وقوف الجماهير خلفها من اجل تحقيق أهداف الشعب السوداني و كان لابد للحركة من ذلك بعد أنسلاخ عدد من قيادات الحركة و أنضمامهم لحكومة المؤتمر و قد خاب ظنهم. للحقيقة والتاريخ بعد أنقضاء فترة الانغلاق إنفتح الحركة بعد لقاء سويسرا في إبريل 2009 م و بدأت إتصالاتها بالاحزاب و القوى الوطنية التي تنادي و تؤمن بضرورة التغيير في بلادنا. إن البداية الجديدة التى أعلنتها رئيس حركة تحرير السودان الاستاذ/ عبدالواحد النور لهو دعوة حقيقية لكل ( الاحزاب المؤمنة بالديمقراطية و التغيير و القوى الوطنية ...) من اجل احداث تغيير حقيقي في حال الدولة السودانية المتعثرة منذ الاستقلال إلى يومنا هذا و التي ادت الى شطر السودان الى دولتين و ربما أستمرت الانشطار في حال عدم التغيير. في بدايتها الجديدة دعت حركة تحرير السودان الضباط الوطنيين و ضباط صف و جنود في جيش النظام للانضمام لجيش تحرير السودان و الانحياز الى قضايا الجماهير ومطالبهم . نؤمن تماماً بان هذا التغيير قادم لا محالة و لذا هلموا أيها الوطنيون . الوطن تنادي و عاشت كفاح و نضال شعبنا الابي