[email protected] mailto:[email protected] سررت جداً لسماع تصريح رئيس نادي الهلال الأمين البرير بأنه ليس هناك لاعب مريخي يستحق أن يهتم به الهلال. لا لكوني مقتنع بأن كشف المريخ لا يضم لاعباً جيداً، فرأي كهذا لا يمكن أن يكون موضوعياً. لكن لأنني أرى أن فكرة المكايدة بين ناديي القمة لا تصب في مصلحة الكرة. تتداول الأوساط الرياضية هذه الأيام مشكلة اللاعبين بلة جابر وموسى الزومة مع مدرب الفريق البدري. وهناك من تحدثوا عن رغبة هلالية في ضم بلة للهلال عن طريق فسخ عقده مع المريخ. حينما يفكر أهل أحد ناديي قمة في ضم لاعب من النادي الآخر لمجرد أن لديه مشكلة مع ناديه فإن هذا ينم عن فهم متخلف بصراحة. بلة تحديداً ليس واحداً من اللاعبين المقنعين، بل على العكس كان رأيي وما يزال أنه وزميله الزومة لا علاقة لهما بكرة القدم. هذا رأيي بالطبع وليس بالضرورة أن يتفق معي حوله الناس، لكنني أرى أنهما يتمتعان بلياقة بدنية عالية مع ضعف واضح في المهارة. وكثيراً ما أبديت استغرابي من وصف كتاب المريخ لهما بالظهيرين العصريين. فهما يركضان بالكرة وفي نهاية الأمر يصوبانها إما في أقدام لاعبي الخصم أو في الشباك الخارجية، ولا أظن أن هذا ما يحتاجه الهلال في الوقت الحالي. لهذا قلت أنني سعدت بتصريح البرير. وكل عشمي أن يكون البرير جاداً في عدم اهتمامهم كمجلس إدارة بأي من لاعبي المريخ. وبصورة عامة أرى أن تفكير الهلال في هذا الوقت الضيف وانشغال أهله بالتسجيلات ليس في مصلحة فريق الكرة. حتى اللاعبين الأجانب الذين يسعون لضمهم ومع حاجة الفريق لبعضهم إلا أن أي واحد منهم سيحتاج لبعض الوقت حتى يتأقلم كما قلت في مقال سابق. وبما أن وقت الهلال ضيق كان رأيي أن يصب الجهازان الإداري والفني جل اهتمامها في كيفية الاستفادة من اللاعبين الحاليين. لدينا العديد من اللاعبين الجيدين وبدلاً من الركض وراء إضافة الجدد يفترض أن يعمل الجهاز الفني ليل نهار على تطوير قدرات وصقل مهارات لاعبيه الحاليين وتصحيح أخطاء بعضهم عبر التدريبات الفردية. قلت مراراً وتكراراً أن العديد من نجوم الهلال يتمتعون بمهارات لا يستفيد منها ناديهم الكثير. فلاعب مثل مهند رغم الاحتفاء به مؤخراً ما زلت عند رأيي بأنه يبدو غير مفيد للفريق ما لم يصقل مهارة التهديف من كافة الزوايا بالتدريبات الفردية، فلا يكفي أن يتألق نجم في حجمه في مباريات محلية أمام فرق ضعيفة ويغيب أفريقياً. كما يجب أن يتدرب مهند كثيراً على التمرير السليم وكيفية انتزاع الكرة من الخصوم. لاعبو الدفاع الذين يخطئون من الممكن جداً مساعدتهم على تفادي الكثير من الأخطاء. عبد اللطيف بوي مثلاً قوى البنية وغيور وحماسي، لكنه يكثر من المخالفات وفي الكثير من الأحيان يعكس الكرات بعيداً عن أقدام أو رؤوس زملائه المهاجمين. وهذه عيوب يمكن التغلب عليها من خلال التدريبات الفردية أيضاً. لاعب مثل النعيم موهوب وحريف وقد كتبت مراراً مطالباً بأن ينال فرصته وناشدت البرنس شخصياً أكثر من مرة لأن يقف بجانبه. قلت للبرنس القائد الاستثنائي أن اجتهاده لتجهيز خليفته في الهلال سيحسب له كاضافة لتضحياته الكبيرة من أجل الهلال. ورجوته أن يدعم الفتى معنوياً. وناشدت ريكاردو ثم دو سانتوس ومن بعدهما كامبوس وميشو بأن يشركوا النعيم بجانب البرنس حتى يتشرب منه ( الصنعة) كما يجب. فالنعيم يمتلك مهارة الاحتفاظ بالكرة ويعرف كيف يمرر لزملائه، لكن تنقصه الخبرة والتجارب الجادة والمستمرة. وللأسف الشديد لم يعمل أي من المدربين الذين ذكرتهم على اشراكه بصورة مستمرة، ثم أصيب الفتى بعد ذلك وبعد تعافيه عاد للدكة مجدداً. ولو قدر للنعيم أن يشارك باستمرار لساعد البرنس في صناعة اللعب كثيراً ولأطمأن الأهلة على هذه الخانة بعد اعتزال البرنس. لم يقنعني حديث ميشو بأن النعيم موهوب، لكن عليه الاجتهاد في المباريات الودية، وذلك لأن المباريات الودية لا تكفي. وما دمت يا ميشو مقتنع بأن الفتى صاحب موهبة فلما لا تشركه. قلت أن الموهبة لا تكفي ونتفق معك في ذلك. لكن بعد الموهبة ليس هناك سوى المشاركات المستمرة وهذه لا يحددها اللاعب، بل تحددها أنت كمدرب. وكلما شارك اللاعب اكتسب حساسية المباريات وتطور أداؤه. من الصعب أن نحكم مثلاً على النعيم بعدم الجدية لأنه أصلاً لا يشارك حتى نقف على حقيقة ما إن كان جادا أم لا. أمنحوه الفرصة، فأنتم لا تشركونه حتى في المباريات الودية التي تحدثت عنها يا ميشو. لكل ما تقدم أقول أن تركيز الجهازين الإداري والفني على اللاعبين الحاليين سيكون أفضل للهلال في هذا التوقيت، بدلاً من إضاعة الوقت في الحديث عن هذا المحترف الأجنبي وذاك المحلي. لو استغل الجهاز الفني كل الوقت المتاح وخصص وقتاً إضافياً للتدريبات الفردية سيتغير الحال كثيراً. النجوم العالميون الذين نسعد بأدائهم لا يكتفون بالتدريبات الجماعية. وكلنا تابعنا كيف كان رونالدينيو رائعاً حينما ظل يمارس التدريبات الفردية لأربعين دقيقة بعد كل تدريب لناديه برشلونه أو منتخب البرازيل. وتابعنا أيضاً كيف انحدر مستواه رغم الموهبة المتفردة بعد أن أهمل الكرة وصار يضيع وقته فيما لا يفيد. الدرس الذي يجب أن يتعلمه لاعبو الهلال من تجربة هذا النجم هو أن المهارة تُصقل عبر التدريبات الفردية الجادة وليس من خلال التدريب الجماعي الذي ربما استمر لساعة ونصف فقط مقسمة على ال 22 لاعباً. ونتوقع من الجهاز الفني في الهلال جدية أكبر في التعامل مع أمر التدريبات الفردية حتى نصبح على حق فعلاً عندما نقول أن مهند الطاهر صاحب حلول فردية لأننا سنراه حينها يهدف طوال الوقت ومن مختلف المواقع.. أو حين نقول أن بوي أو خليفة ظهير عصري لأنه سيكون قادراً على شق طريقه إلى راية الكورنر ليعكس الكرة بإتقان تنتج عنه الأهداف. أما بالوضع الحالي فنحن نستخدم هذه العبارات كإنشاء فقط لأن الحلول الفردية من بعض لاعبينا لا تأتي إلا نادراً. خط الهجوم الهلالي نفسه يضيع أفراده الكثير جداً من الفرص السهلة. فالمدينة يركض ويهدف بعيداً عن الثلاث خشبات.. كاريكا يفعل ذات الشيء في الكثير من الأحيان وحتى المحترف الأجنبي سادومبا لديه عيب واضح جداً في التهديف من بعض الزوايا. كل هذا يمكن تجاوزه عبر التدريبات الفردية. حتى حراس المرمى لديهم عيوب واضحة ويركز الجهاز الفني على المعز فقط مع وضع الدعيع وجمعة على الدكة حتى في المباريات التي يتقدم فيها الهلال بفارق كبير من الأهداف. والغريب أننا نعيش مثل هذا الوضع وفي نفس الوقت يحلو لنا ترديد الأخبار التي تفيد بأن الهلال يفكر في التعاقد مع حارس مرمى الإسماعيلي. إسماعيلي شنو يا جماعة الخير! أعتقد أن ترويجنا لمثل هذه الأخبار في يمكن أن ينال من معنويات بعض لاعبينا الذين يحتاجون للدعم والتحفيز في هذا الوقت لا تثبيط الهمم. الدعيع وجمعة مميزان جداً ولا تنقصهما سوى المشاركات والتدريبات الجادة. هناك من شغلوا الناس أيضاً بعودة محتملة لداريو كان! أيعقل أن يغادرنا لاعب قبل عدد من السنوات ويحترف لفترات قصيرة في بلدين ثم نعيده وكأننا لا نتقدم للأمام خطوة! كل ما سبق من عيوب ونواقص تحتاج لبذل جهد كبير ووقت أكبر. ألا تتفقون معي أن ذلك أفضل لنا من الركض وراء لاعبين جدد ربما يأتون بعيوبهم أيضاً! أعود لحديث البرير لأقول له أن ما نتوقعه من مجلسكم في الفترة القادمة المزيد من العمل وفي صمت تمام كما أسلفت أكثر من مرة. كما نتوقع منكم جدية وصرامة أكثر فيما يتصل بتصريحات اللاعبين للصحف. فقبل أيام طالعنا تصريحاً للنعيم لا نعرف مدى صحته. المهم نُقل عن الفتى قوله " مشاركتي أسألوا عنها ميشو". وأنتم تعلمون يا أعضاء مجلس الهلال أن هناك من يحاولون الاصطياد في المياه العكرة ولهذا نطالبكم بالحكمة في هذا الجانب. لا تفسحوا المجال للاعبين للتصريح لأي صحفي يطرق بابهم حتى لا يتأذى الفريق من جراء بعض التصريحات التي يمكن أن يضيف لها بعض الزملاء بعضاً من التوابل ذات النكهة غير المريحة. صحيح أننا نريد أن نرى النعيم ضمن التشكيلة، لكننا لا نسعد بمثل هذه التصريحات التي يمكن أن تخلق المشاكل بدلاً من تقريب وجهات النظر في مثل هذا الوقت. ناشدتكم ورجوت المجالس التي سبقتم بأن تطبق مفهوم الاحتراف لا أن نكتفي بترديد الكلمة مثل الببغاوات. فالاحتراف الحقيقي لا يسمح للاعب بأن يتكلم في أي وقت ولأي كائن وعن أي موضوع. لابد أن تتم اللقاءات الصحفية مع اللاعبين عبر إدارة الكرة في النادي، هذا إن كانت هناك لقاءات فعلاً. أما حكاية شتل الحوارات المألوفة جداً في صحافتنا الرياضية فلابد أن تتعاملوا معها بصرامة وتوقفوا كل من ينشر أخباراً ملفقة عن الهلال عند حده، فبدون ذلك يفقد هذا النادي الكبير هيبته وتخسروا أنتم تعاطف من يساندونكم الآن.