بسم الله الرحمن الرحيم [email protected] أنا أكره الحرب لأنها مثل الكي بالنار لا حاجة لها إلا إذا استنفدت كل أساليب العلاج الأخرى ، ولكن الحرب اليوم هي حال منطقتنا في أبيي .. ونحن نتحاور قال لي صديقي : ما العمل وقد أحتل الجيش أبيي ؟ .... يعني بعد أن ضاقت واستحكمت حلقاتها .. ضاقت تاني زيادة .. وكيف يقول الرئيس البشير أن أبيي شمالية وفيها قرارات من المحكمة الدولية بغير ذلك ؟ .. فقلت له أن الرئيس البشير محق عندما قال أن أبيي شمالية لأن ذلك ما قالته المحكمة الدولية في حكمها وما تقوله إتفاقية السلام الشامل "أبيي شمالية ولكنها يمكن أن تنتقل للجنوب إذا أختار أهلها ذلك في الإستفتاء" وهذا الإستفتاء لم يتم لأسباب يعرفها أهل الحكم والسياسة . ولذلك حتى يتم الإستفتاء ويختار الناس فيه أن تذهب للجنوب . فإن أبيي شمالية وستبقى شمالية . ولهذا اقترحنا أن لا ينظر الناس تحت أرجلهم فقط حيث الحرب قائمة وأبيي يحتلها الجيش والدينكا أكثرهم جنوب بحر العرب ، وإنما يجب أيضاً أن ننظر للمستقبل لأن هناك الآلاف من أبناء وبنات الدينكا في الميرم والمجلد والفولة والنهود والخرطوم وخلافها ... ونحن نحتاج للعمل وسط أهلنا المسيرية ووسط اخوتنا الدينكا ، نقول للجميع أن الحياة لها طعم عندما يعم السلام والاحترام والتعايش السلمي وتبادل المنافع .. وأنه ما دام كل ذلك كان حقيقة لثلاثمائة سنة بين المسيرية والدينكا فإنه يمكن أن يكون كذلك لثلاثمائة سنة قادمة .. ولكن صديقي لم يعجبه كلامي فقال لي أنك تحلم .. أن ما تتحدث عنه هو الحب من جانب واحد ، الدينكا لا يحبونكم ولا يريدون التعايش معكم وقد طلبوا منكم الخروج من أرضهم أبيي ، وقد هاجمت قواتهم قواتكم .. فلماذا تصر على التعايش معهم وهم لا يريدونه .. هذا إكراه وضد حقوق الإنسان .. وكيف تريدهم أن يتعايشوا معك والجيش يحتل أبيي وقد نزح كل الدينكا جنوب بحر العرب .. قلت يا صديقي أنت لا تتحدث عن الدينكا والمسيرية فيما تقول إنما تتحدث عن الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني .. الدينكا والمسيرية عمرهم في هذه الأرض أكثر من ثلاثمائة عام وسيبقون ما بقيت هذه الأرض .. أما الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني فهما في العشرينات من العمر في هذه البلاد .. ولا أدري كم سيطول عمرهم القصير .. لأن كلاهما زائل .. وستبقى المسيرية والدينكا يعمرون هذه الأرض ويتبادلون المنافع لمئات السنين في دولة واحدة أو دولتين متجاورتين .. لا يهم . وما دام الحال هكذا ولأن عين المحب للسلام عن كل عيب كليلة فإننا سنظل ننادي بالتعايش السلمي ونعمل له وسنظل نرفض الكي بالنار من أنواع الإحتراب والمصادمة ونعمل لمنع حدوثهما وتقليل ضررهما – ان حدثا – مع معالجة الآثار المترتبة عليهما .. والله هو "السلام" نسأله أن يشد من عضدنا بتغيير نظر مثلك من تحت أرجله إلى الأفق البعيد الواسع الذي يسع الجميع وان يعينك وإيانا أن لا نخطط فقط وإنما نعمل لنتأكد أن التنفيذ حاصل على أرض الواقع وكما يقول الرسول "ص" لا تحقرن من المعروف شيئاً.. أي لا تقول ماذا يعني إذا طلبت اثنين صحن فول ودعيت أخوي من أبناء الدينكا .. يأكل معاي ... دي لا معنى لها ... أبداً تلك هي الطوبة الأولى في البناء ومثلها كثير .. أفعل أنت شيئاً حتى لو لم يفعل الآخرين ما عليهم أو حتى لو أجرموا في حق المسيرية والدينكا فلا يصح إلا الصحيح .. ولتكن "محب" دائماً حتى لو من جانب واحد فالحب أجمل ما في هذه الدنيا وأسأل مجرب خاصة لو كان طبيب .