[email protected] * نشرت بعض الصحف السودانية والاثيوبية صورة للدكتور نافع مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلنتون خلال لقائهما الاخير بأديس ابابا وهما يضحكان ملء شدقيهما خاصة مسز هيلارى التى يبدو انها كانت فى قمة السعادة والانشراح فى ذلك اللقاء ..!! * صدقونى لقد أصبت بدهشة كبيرة فى الوهلة الاولى لرؤية الصورة لأننى لم أكن أتخيل ابدا ان الدكتور نافع يعرف الضحك ولا يمكن للابتسامة أن تتجرأ وتعلو وجهه وإلا توعدها بالويل والثبور وعظائم الأمور ولحس الكوع. * لقد تعاملت مع الدكتور نافع بشكل شخصى خلال عمله كمحاضر بقسم وقاية النباتات بكلية الزراعة/ جامعة الخرطوم، وكنت فى ذلك الوقت أدرس للحصول على درجة الماجستير فى الطب البيطرى، ولقد لجأت اليه لمعرفة بعض أنواع ( القوارض ) التى يعتقد انها من الحيوانات الخازنة لمرض ( الليشمانيا) الذى كان موضوع دراستى ( وهو مرض ينتقل من الحيوان للانسان)، فكان فى غاية اللطف والكرم معى وقدم لى مساعدة قيمة، كغيره من اساتذة الجامعة الذين كانوا يفعلون ذلك بشكل تلقائى مع كل الطلاب فى ذلك الزمن الجميل بدون ان يسألوا حتى عن اسمائهم. * ورغم كرمه ولطفه معى الا اننى لم أره يبتسم او يضحك أبدا أبدا، ثم سمعت بعد ذلك انه غادر الى ايران فى اجازة أكاديمية بغرض البحث أو ( إجازة سبتية) كما تعرف به فى الأوساط الأكاديمية ( Sabbatical Leave )، وهى الاجازة التى زعم البعض فيما بعد انها لم تكن بغرض العلم، وانما للالتحاق والتدريب بجهاز المخابرات الايرانى، ثم عاد بعدها ليكون أول مدير لجهاز الأمن لفترة من الزمن بعد استيلاء الجبهة الاسلامية على الحكم، وهى الفترة التى كانت فيها (بيوت الاشباح)هى السمة المميزة لجهاز الامن فى ذلك الوقت!! *ثم ما لبثت دهشتى ان تحولت الى فرحة غامرة، فإذا كان الدكتور نافع يضحك بكل هذه الطلاقة فهنالك على الأقل بعض الأمل فى تحوله من خانة التكشيرة الدائمة ولحس الكوع الذى ما فتئ يهدد به خصومه الى خانة ( إختفاء التكشيرة والكف عن تهديد الخصوم )، ولا اريد ان اكون مبالغا أو متفائلا وأقول الى خانة ( البشاشة والقول الحسن ) ..!! * غير أننى أتساءل .. إذا كان نافع يبتسم ويضحك فى وجه هيلارى، عدوة الاسلام ونصيرة الصهيونية، أليس الأولى بهذا الابتسام أبناء جلدته الذين يحث الاسلام على التبسط فى وجوههم .. ( تبسمك فى وجه اخيك صدقة )، ام أن الشعب السودانى لا يستحق من نافع فضيلة الابتسام إلا إذا كان خانعا وخاضعا للانقاذ، او نصيرا للصهيونية والأمريكان ؟! الاخبار، 16 يونيو 2011