حدثنا أستاذنا الساخر الدكتور الطيب حاجة عطية يوماً فقال: إن هنالك خطأ شائع نتداوله كثيراً في لهجتنا العامية وهو قولنا: "ذهبت إليك في مكتبك ولقيتك مافي" وتساءل الدكتور الطيب في حيرة كيف تكون لقيتني وأنا مافي؟ فكلمة لقيتك تعني وجدتك وهي ضد كلمة مافي التي تعني غير موجود، والصواب أن نقول: "ما لقيتك في" والله تعالى أعلم! وهذا الخطأ الشائع الذي أزعج أستاذنا الطيب حاج عطية جعلنا نكتشف مزيداً من الأخطاء التي نستعملها في لهجتنا اليومية، فنحن نستعمل الكلمة وضدها كثيراً، ومن ذلك ما رواه لي صديقي بشير عبد الباقي من تعجّب المصريين من قولنا: "الزول دا بتكلم ساكت" إذ لا يُعْقَل أن يتكلم أحد وهو ساكت؛ فالسكوت في اللغة هو الامتناع عن الكلام، والذي يتكلم ساكت كمن يتكلم وهو مُكًمِّمٌ فمه، وهذا لعمري شيء عجاب! ويتعجّب المصريون كذلك من كثرة استعمالنا للفعل قام، فنحن نقول: " فلان قام مشى السوق، وبعد داك قام ركب الحافلة، وقام قعد في الكرسي"وأكثر ما يدهشهم هو قولنا: "قام قعد" ولا يخفى علينا أن القيام والقعود لا يمكن أن يجتمعا عند بشر سوي، وقد تساءل أحد المصريين الظرفاء قائلاً: " بقى إزاي فلان دا قام قعد؟ يعني بعد ما قام واقف اتطربق على الهواء وقعد؟". وأستاذي محجوب يرى أن استعمالنا للفعل قام استعمال فصيح، لأنه لا يأتي بمعنى الوقوف فحسب بل يأتي أيضاً بمعنى فعل أوعمل، وله في ذلك شواهد كثيرة! أما أستاذنا عبد الله اليمني الذي غاب عن السودان لسنين عددا، عاد ليجد السودانيين يستعملون عبارة خاطئة لم تكن متداولة في الماضي وهي قولنا: " الجريدة دي أنا أديتك ليها أمس، أو الكتاب الأديتني ليهو" وكلمة أديتك معناها أعطيتك، فكأنما نحن نقول أعطيتك للجريدة، يعني "شلتك ومشيت للجريدة وقلت ليها هاك الزول دا" والصواب أن نقول الجريدة دي أنا أديتها ليك والكتاب الأديتو لي". طرفة: صاح بوليس الحركة غاضباً في وجه سائق الحافلة: "يعني ما سامعني من قبيل بكورك ليك وبقول ليك وقِّف يا بتاع الحافلة؟" رد السائق بكل هدوء: "سامعك والله، لكن أنا ما بتاع الحافلة... الحافلة بتاعتي". tdwg rvad [[email protected]]