حول التدخلات والمؤامرات الاجنبية لتمزيق وحدة التراب السوداني وتشريع الانفصال لنا كلمة ستكون التجربة اليمنية في توحيد شطري البلاد ماثلة وحية في اذهان الاجيال السودانية الحالية و القادمة محمد فضل علي تتسارع بايقاع شديد المؤامرات والتدخلات الاجنبية لتمزيق التراب السوداني في محاولة لخلق شرعية مبكرة لانفصال جنوب السودان وذلك عبر المفاوضات المشبوهة التي جرت في العاصمة الهولندية لاهاي في الاسابيع الماضية ومن عجب ان تذهب لتلك المفاوضات وتتحمس لها وتحتفي بها وتحشد لها كل طاقاتها ومؤرخيها الحركة الشعبية التي صدعت ادمغة الناس بشعارات الوحدة التي تنصلت عنها بعد رحيل القائد والمفكر الافريقي الشجاع والمخلص لوطنة الدكتور جون قرنق الذي مضي مقتولا ومغدورا من نفس القوي التي تنتظر بفارغ الصبر الانفصال القادم لتحول جنوب السودان الي احد جذر الموز والمزارع الخلفية كما قال بذلك البروفسير مالك حسين البرلماني المعروف في الوقت الذي استغرق فيه الجميع في باقي القوي السياسية صمت القبور في ظل قناعة تسود اغلب هذه القوي الحزبية بتقبل اي وضع سيترتب علي التدخلات الخارجية لتقرير مصير جنوب البلاد وقد صدق في هولاء قول القائد الراحل جون قرنق الذي ضبطهم متلبسين بداء التفرقة بين اقاليم البلاد بعد سقوط الكرمك وتحريرها في اكبر حملة تعبئة سياسية وعسكرية في تاريخ السودان المعاصر اثناء الحكومة الحزبية بعد الانتفاضة فقال لهم جون قرنق في ذلك الوقت لماذا لم تتحمسوا بنفس هذا القدر عندما تسقط مدينة جنوبية من اجل استعادتها اليس الجنوب جزء من ارض السودان واسقط في يد اولئك القادة وعقلية اليوم لاتختلف عن عقلية الامس, لقد وصلت المؤامرة لتقسيم السودان مرحلة متقدمة بعد التحكيم الغير قانوني الذي جري في مدينة لاهاي لتقرير مصير بقعة عزيزة علي كل اهل السودان في الجنوب والشمال في مدينة ابيي التي تربط جنوب السودان وجنوب كردفان وبعد ان ذهبت حكومة الخرطوم الاخوانية الي تلك المفاوضات مجبرة بسبب الضغوط والملفات العالقة بينها وبين النظام العالمي الجائر والغاشم الذي يستغل ازمة تلك الحكومة لفرض اوضاع واجندة قديمة فشلت الدوائر الاستعمارية العالمية في تحقيقها خلال الفترة التي اعقبت استقلال السودان بسبب توفر الحد الادني من الاجماع والوحدة الوطنية خلال كل العهود السياسية والحكومات الحزبية والعسكرية التي تعاقبت علي السودان اما اليوم فالامر يختلف كثيرا ولايوجد متسع من الوقت لشرح وتحليل الازمة الماثلة بكل اسبابها في ظل تواصل حلقات التامر التي تنسج بمكر ودهاء لتحويل السودان الي شيع وطوائف وجذر متباعدة علي ان تكون البداية بابيي ومن ثم كل الجنوب والبقية تاتي, ولايوجد من الخيارات المتاحة في ظل الغموض الذي يحيط بكل اوضاع السودان فيما يتعلق بهذه القضية غير استلهام التجربة اليمنية التي جرت بتوحيد شطري البلاد التي تقاسمتها القوي الدولية انذاك في ظروف مشابهة لما يجري في السودان اليوم في حالة نجاح مخطط تقسيم البلاد وذلك بالتحوط القانوني بعد الاعتراف باي نتيجة تترتب علي الاجراءات الغير قانونية والتي تفتقر الي الشرعية في هذا الصدد بمافيها التحكيم الجاري في لاهاي او الاستفتاء الغير قانوني لتقرير مصير جنوب السودان لان عدم الاعتراف بالنتائج المتوقعة في هذا الصدد سيعطي الاجيال القادمة ومتي ماسنحت الفرصة باستخدام كل الوسائل لاعادة توحيد شطري البلاد علي الطريقة اليمنية عندما قامت بضم اراضي ما كان يعرف باسم اليمن الجنوبي الي الوطن الام في خطوة شجاعة حظيت بدعم الشعب اليمني واعتراف العالم فهذا خير من التحسر وتقليب الاكف بعد وقوع الواقعة.