السودان – جوبا [email protected] القيادة في تعريف موجز هو عملية التاثير في الاخر وتوجيهه لانجاز هدف ما وغالبا ما يتم اقناع الشخص للقيام بذلك العمل. وللقائد شخصية كارزميه تجعل الاخرين يقتنعون بقيادته. وللقيادة وجه اخر وهو الوجه الدكتاتوري او القهري وهو الذي يعتمد على الهيمنة على الموارد والسلطة وبالتالي تضليل الاخرين واقناعهم طمعا وكرها. اما الوجه الاخر للقيادة وهو المبني على القهر والتسلط فهو موجود في قيادات تاريخية حكمت شعوبها بالحديد والنار وقادت شعوبها الى انتصارات تاريخية بغض النظر عما فعلته بالشعوب الاخرى ولكنها كذلك قد ترمي بشعوبها الى التهلكة وشاهدا على ذلك القائد هولاكو وجنكيز خان وهتلر وصدام. ومع هذا وذاك فان هؤلاء يعتبرون عظماء في نظر التاريخ بما اشتهروا به لان العظمة يمكن ان تكون خيرا او شراً. رؤية السودان الجديد: بنيت على نضال الدكتور جون قرنق ورفاقه الذين قاتلوا 21 عاما من اجل سودان موحد يسع للجميع خالي من التهميش والاستعلاء الديني والعرقي ، واول من قاتلوا هم الانفصاليين داخل صفوف الحركة الشعبية ثم الانتهازيين والمهرولين وراء السلطة ولو على حساب مكتسبات الجماهير. ان رؤية السودان الجديد هي الحل لبقاء السودان موحداً والمرجعية المثلى لبناء دولة المواطنة الدولة المدنية، وهي بمعنى اخر امل المغلوبين على امرهم في السودان ضد التمييز والتهميش وبان يكونوا او لا يكونوا، وهي تلبي طموح اغلب اهل السودان شرقا وغربا شمالا وجنوبا ووسطا لان مشروع السودان الجديد يلغي التمييز والغبن ويؤدي الى التعايش والتداول السلمي للسلطة وتقسيم الثروة على المواطنين على اساس المواطنة وليس الولاء الديني او الاستعلاء العرقي . تلك هي تطلعات اغلب السودانيين وخاصة جماهير الحركة الشعبية وتلك هي المبادي التي من اجلها دخل الاف الناس الحركة الشعبية لتحرير السودان ياملون في تحقيق طموحاتهم وبناء السودان على الاسس الجديدة. ومن اجل تلك المبادئ تحالفت احزاب وتنظيمات اخرى مع البرنامج الحركة وخلقت واقع جديد يسمى احزاب وتنظيمات مشروع السودان الجديد. واكثر ما عاب الحركة الشعبية لتحرير السودان ما بعد اتفاقية السلام ان الناس يعتبرونها لهيت بالسلطة على حساب المشروع والشريك على حساب الرفقاء وكل له مبرراته. اذن كل ما تبتعد الحركة الشعبية عن تطلعات الجماهير ورغباتها كل ما تفقد مصداقيتها في تحقيق المشروع. لذلك فان اي محاولة من اي عضو خاصة ان كاد قياديا الخروج عن تلك الاهداف وعن المؤسسية تعني خروجه من خط الحركة الثوري. وبالتالي الاجدى له ان يبحث له عن حزب اخر وجماهير اخرى قد تلبي اطماعه وتفكيره النشاذ. لان الحركة الشعبية لتحرير السودان حركة ثورية لا تخذل جماهيرها ابداً ، فقد تخطئ القيادة وتعترف بالخطا وتقبل النقد والتصويب من خلال مؤسسات الحزب والذي تتخذ قراراته من هيئة قيادة (Leadership Council) بالاجماع والاغلبية المطلقة لا من فرد بعينه وان كان الرئيس نفسه. إن تلك الرؤية هي اهم واعظم من اي قيادي ( قيادته محل خلاف) ، فان اختلف ذلك القائد او خالف رؤية الحركة فان الجماهير تتمسك بالرؤية لا بالقائد. كما ان المنصب القيادي ليس مقدسا يمكن تعديله وفق النظم والسياسات ولا احد يعتقد انه سيظل قائد بالحركة ومنفذا لبرنامج حزب اخر الا من سفه نفسه! ان القيادة بالتقادم والاقدمية تصلح في حالة التفاف الناس من حولك وتمسكهم بك لانك تحقق مصالحهم. اما ان خرج ذلك القائد من خط الحركة وصال وجال بين الاحزاب الاخرى ومنها اعداء المشروع نفسه ثم عاد معززاً مكرماً ، فانه بذلك يكون قد فقد صفة الاقدمية وتحسب له الاقدمية من تاريخ العودة الى الرشد، فان فقد صوابه مرة اخرى فقد الاهلية والقيادة. ان التصعيد الذي انتهجه هؤلاء القادة ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان متمثلة في قيادتها التاريخية امر غير مستغرب خاصة وان هؤلاء منذ فترة وهم يناصرون اعداءنا في الفكر في كل مناسبة وكانما يحاولون اظهار الولاء والطاعة. لذلك فان كوادر الحركة الشعبية لا يكنون لهم اي احترام مما دفعهم للتخفي عن مكاتب الحركة وبرامجها الجماهيرية الا قليلاً. لقد دأب هؤلاء على مغازلة اعداء المشروع واظهار الولاء والطاعة له بل حمل الابخرة ان دعا الداعي. دارفور القشة التي قصمت ظهر البعير: لا يختلف اثنان في ان قضية دارفور هي الفيصل للسودان بان يكون او لا يكون وهي اي دارفور التي سوف ترجح كفة قوى الهامش في اي معترك سياسي ما بعد السلام في دارفور. ولن يكون هناك سلام بدون حل عادل وشامل لقضية دارفور. ولكي يكون هناك حل لابد من اعادة رتق النسيج الاجتماعي بدارفور وازالة الجفوة المصطنعة بين مكونات دارفور القبلية وتوحيد الفصائل المسلحة في منبر واحد. اما اي محاولة للاتفاف حول القضية او وهم الحسم العسكري لن يزيد الطين الا بلاً . وما يترتب على عدم حل قضية دارفور في السنوات القليلة القادمة هو: 1- مزيد من التدخل الاجنبي في السودان اجمع 2- مزيد من التناحر القبلي بين كل القبائل 3- مزيد من عدم الاستقرار وبالتالي وقف عجلة التنمية بالاقليم 4- مزيد من اللاجئين والنازحين داخليا وبالتالي انفراط العقد الاجتماعي وزيادة معدل الجريمة في المنظور القريب 5- مزيد من الامية والجهل والعنصرية في دارفور 6- التاثير المباشر وغير المباشر على تقرير المصير بالجنوب لصالح الانفصال. نحن نؤمن بان السياسة هي فن الممكن وان القيادة (الجماعية ) للحركة الشعبية لتحرير السودان تحاول التوفيق ما بين الشراكة (مرت الفكي مجبورة على الصلاة) وتطلعات جماهير الحركة الشعبية والتي تؤمن بالرؤية التي تحقق لها طوحاتها وان اي قائد يحيد عن تلك الرؤية يكون قد فسق (الفسوق هو الخروج عن حد الاعتدال لمهمة ) ويستحق المحاسبة او ادى الى الفصل من الحركةولان الرؤية الفكرية للسودان الجديد اهم من صفة القائد (الجاهل) بمصالح الجماهير. لا خير فينا ان لم نقلها