[email protected] جريدة الصحافة 2009-5-10 يحتفل أهل دارفور في الخامس من مايو من كل عام بالذكرى السنوية لتوقيع أتفاق سلام دارفور ، الموقع بأبوجا وفي هذا العام يحتفلون بمرور ثلاث أعوام على ذلك التوقيع . إنها ذكرى ونتسائل بأى حالٍ عدت ياذكرى ؟ هل تم تنفيذ ماتم الإتفاق عليه بالصورة التى كانت الحركة تأمل فيها ؟ وما هى الصعوبات والعقبات التى تعترض تنفيذ الإتفاق ؟ الدارفوري الذى عانى وظل يُعانى منذ إنضمام دارفور لمنظومة السودان الموحد من سلطة الاستعمار والحكومات المدنية والعسكرية والشمولية والتي همّشت دارفور وابعدتها عن قطار التنمية والحقت بأهلها الاذي وفرضت سيطرتها على اجهزة الخدمة المدنية والنظام الاهلي وحولت النُظّار والسلاطين والملوك والعمد والشراتي الى موظفين لاحول لهم ولاقوة ، يأتمرون بأمر الدولة الحكومة حتى فقد المواطنون الثقة فى إداراتهم الأهلية والتي كانوا يكنون لها كل الإحترام، يصدعون لما تأمرهم به وينتهون عما تنهيهم عنه، وفق عادات وتقاليد وموروثات ظلت محل تقديسهم. ولكن جاءت الحكومات بأجنداتها الخاصة ومصالحها السياسية الخاصة، لتصيب كل هذه الإخفاقات الإدارة الأهلية فى مقتل ويضعف دورها ، وعندما اندلعت الأحداث إفتقد الناس إداراتهم الأهلية فى ظل هذه الظروف المأساوية ، ثم جاء إحراق القري والتشريد والتقتيل واللجوء والنزوح الداخلي لدارفور ليزيد الطين بلة ويخلق أوضاعا إنسانية وإجتماعية معقدة، وخلال سنوات الحرب وظهور الحركات المسلحة بدارفور المطالبة بالمساواة والعدالة ورد حقوق اهل دارفور والبحث عن التنمية المتوازنة، تمزق الجسم الدارفوري، وتهتك النسيج الاجتماعي، وتداعت الروابط الاسرية التي ظلت تجمع شعب دارفور لعقودٍ من الزمان، وتحول الإقليم الى إقطاعيات و كانتونات حربية تسيطر فيها كل قبيلة على حاكورة ومنطقه بقوة السلاح وتطرد كل من عداها، فتحولت القبائل والادارة الاهلية الي مؤسسات ضعيفة لادور لها ولا كلمة، وقد استغل ذوو النفوس الضعيفة والمرجفون هذه الظروف الاستثنائية لتصفية الحسابات السياسية، وأصرار البعض على دور قيادي يضعون فيه انفسهم فى المقدمة دون قرار من أهل دارفور أو شرعية سوى شرعية الطمع وقعقعة السلاح وحب الذات. تجئ ذكري توقيع الإتفاق هذا العام تحت وطأة واقعٍ مهول من المعاناة يعيشها أهلنا بدارفور عامة وبالمعسكرات على وجه الخصوص جراء النقص المتزايد في أبسط مقومات الحياه نتيجة للأثر السلبي الذي أحدثه طرد المنظمات والذي أدي إلى فجوة في الخدمات خاصة المياه والصحة الطبية والوقائية وتوزيع المواد غير الغذائية. وقد ادي فصل العاملين بهذه المنظمات الي تدني القدرة الشرائية وصعوبة فى مواجهة متطلبات الحياة اليومية وتملص الدولة ممثلة في وزارة الشؤن الانسانية من تسوية حقوق موظفي هذه المنظمات وتأمين أبسط سبل الحياة الكريمة لهم ولأُسرهم ، هم الذين عملوا وجاهدوا دون كللٍ أو ملل من أجل رفع المعاناة عن كاهل اللاجئين والنازحين. على مانذكره ونجزم به. إنها أمثلة بادية للعيان علي صورة العدل والمساواة التي تود هذه الحركات تطبيقها ومنفردة بدارفور. من يتحمل مسؤولية الهجوم الغادر على مناطق بجنوب بدارفور، ومناطق بربرة بشمال دارفور؟!! من سرق من الناس أمنهم واستقرارهم وشردهم مجددا ما بين كلمة ودار السلام؟ من سرق فرحة الذكري بتوقيع أتفاق سلام دارفور؟ إنهم حتما الاخوة الذين ضيعوا الأمانة وخانوا العهد وفرطوا في عزة دارفور وكرامتها. أنهم حتما الأخوة الذين يعملون في إطار إستراتيجية غادرة للإنفراد بالاقليم والإستئثار بالمفاوضات منفردين بالدوحة. وإلى أن تزول هذه الغمة الجاثمة على صدورنا نقول ما قال الشاعر: عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد mohamed suliman adam