[email protected] * لم أكن أحب أن اكتب مجددا عن شركة ( تبوك للصناعات الدوائية السودانية) لولا رسالة بعث بها أحد الأشخاص المجهولين ( يبدو انه على صلة بالشركة لدقة بعض معلوماته) ينتقد فيها حديثى عن المخالفات ويقول انه كان من المفترض ان أسكت عنها حفاظا على المصلحة العامة، ولا أدرى أية مصلحة عامة يريدنى ذلك الشخص ان احافظ عليها فى وجود مخالفات تهدد حياة المواطنين ولا تقل جريمة السكوت عنها عن جريمة ارتكابها، ان لم تكن أفدح منها، بالاضافة الى ما يتعرض له العاملون والعاملات فى المصنع من اهانات متلاحقة وما يسمعونه من ألفاظ بشعة من احد المديرين العرب لا يمكن لأى سودانى أو اى شخص آخر ان يسكت عنها الا اذا كان فاسدا ..!! * المؤسف ان يتحدث صاحب الرسالة عن السكوت على المخالفات وهو يعلم بخطورتها الكبيرة على حياة الناس، ولو حدثت مرة واحدة كان يمكن ان نسكت ولكنها حدثت مرات عديدة .. ألا تعلم يا هذا بالجلسرين الذى تم شراؤه من سوق ام درمان فى باقات متسخة دعك من ان يكون عليها اسم الجهة المنتجة او تاريخ انتهاء صلاحية ..إلخ، لاضافته لبعض ادوية الاطفال المستخدمة بكثافة، ألا تعلم بالمواد منتهية الصلاحية التى استخدت فى انتاج ادوية خطيرة مثل (البنسلين) مما اضطر الجهات المختصة لسحبه من الاسواق بدون ان يعلم احد عدد الذين استخدموه وماذا جرى لهم، ألا تعلم بعدم مطابقة منطقة صناعة البنسلين بالمصنع للمواصفات المطلوبة مما اضطر الجهات المختصة لايقاف تصنيع البنسلين لفترة من الزمن، الا تعلم بالاهانات والألفاظ البشعة التى يتعرض لها العاملون فى المصنع صباح مساء، الا تعلم كل ذلك وغيره مما احتوى عليه تقرير اللجنة التى اوصت بشطب المصنع من قائمة مصانع الدواء السودانية ؟! * بالطبع هو يعلم كل ذلك ولكنه يطلب منا السكوت عليه، ليس حفاظا على المصلحة العامة، كما يقول، وانما حفاظا على مصالح مادية ضيقة على حساب ارواح السودانيين وكرامتهم، فبئس الطلب وبئس المصلحة العامة التى يريدنا ان نحافظ عليها ..!! * صحيح ان المصنع كان مملوكا لشركة (سيجما تاو) التى يعرف كل الناس عراقتها وجودة منتجاتها، وصحيح ان شركة تبوك السعودية للصناعات الدوائية المالكة للمصنع التى اشترت المصنع مؤخرا شركة كبيرة ومحترمة ومملوكة لمجموعة استرا السعودية وهى مجموعة محترمة، وصحيح ان الشريك السودانى فى شركة تبوك السودانية كان احد الذين عملوا مع (سيجما تاو) فى السابق وصاحب خبرة كبيرة فى التصنيع الدوائى، وصحيح ان المبلغ المستثمر فى المصنع ضخم، ولكن هل يعنى كل ذلك السكوت عن الحديث عن حياة اطفالنا التى تتعرض للخطر وكرامة اهلنا التى تمرغ فى التراب .. لماذا نسكت ولمصلحة من نسكت ؟! الاخبار، 27 يونيو 2011