* مسكين وزير المالية .. اصبح الحيطة القصيرة التى يقفز فوقها كل الصحافيين والفاسدين من الساسة .. بالله عليكم انظروا كيف تبارت صحف الخرطوم فى تقطيع اوصال الرجل، وكيف تسربت بسهولة شديدة وثائق حكومية رسمية عن قضية علاج ابنه للصحف... تُرى من الذى سربها وما هو الغرض .. ؟! * بل انظروا كيف يستخف به زميله المستشار الرئاسى ويشرع فى عملية ابتزاز واضحة المعالم والقسمات مستغلا تلك الوثائق الرسمية ليحصل على بعض المال من وكيلة وزارة المالية التى صدقت بمبلغ علاج ابن الوزير بالخارج .. ترى لو كان وزير المالية هو شخص آخر غير الوزير الحالى المسكين ومن جهوية اخرى غير التى ينتمى اليها هل هل كان المستشار الرئاسى يجرؤ على مجرد التفكير فى إبتزازه، دعكم من القيام بالابتزاز بهذه الطريقة القبيحة الواضحة، وهل كان كل من حمل طاره ليوقظ به اهل الحى على فضيحة الوزير قد حمله، وهل كان كل الذى حدث قد حدث؟! * أذكر أننى كتبت مقالا قبل بضعة اشهر لصحيفتى السابقة أثناء فترة عملى بها وكان مجرد راى ليس إلا و لا يحتوى على أى مستندات او وثائق عن موضوع علاج الدستوريين والرسميين بالخارج وذلك على خلفية نقل وزيركبير بطائرة خاصة الى الخارج للعلاج من حالة ارهاق بسيطة جدا فأبى رئيس التحرير إلا ان يحجبه ويقول لى ( بالله عليكم ابعدوا لينا من الجماعة ديل)، ولكن عندما يكون المتهم هو وزير المالية الحالى ( الضعيف الذى ليس له نفوذ و لا يسنده جهاز ولا نيابة جرائم موجهة ضد الدولة ولا جهوية، يتبارى الجميع لتقطيع اوصاله وفضحه بالمانشيتات العريضة ..!! * لا أقصد بحديثى أن يتستر الناس على الفساد أو تتخلى الصحف عن مهمتها المقدسة فى تعرية الفساد والمفسدين والفاسدين، بل هى أمانة دينية وأخلاقية ومهنية ملقاة على عاتقها، وان لم تؤدها بالشكل المطلوب لسقطت دينيا واخلاقيا وفسدت مهنيا، ولكنها يجب ان تتحلى بالصدق والأمانة والعدل فى اداء مهامها، وأن تسعى بنفس القدر الذى تسعى به لتعرية الضعفاء من الوزراء والمسؤولين الى تعرية المنتفذين والمتسلطين، بل ان يكون سعيها لتعرية أصحاب القوة والنفوذ أكبر، والجرأة فى تناول فضائحهم ومفاسدهم أشد، لانه إذا فسد الرأس فسد الجسد، وإذا صلح الرأس صلح الجسد، ولكن أن تنبش فى صغائر الضعفاء وتترك كبائر الشرفاء وهى واضحة امامها وضوح الشمس فى رابعة النهار فهو سقوط دينى واخلاقى ومهنى شنيع ومفسدة وهلاك للأمم..!! * إن قضية علاج ابن وزير المالية والسكوت عن غيرها يكشفان لنا بكل وضوح أن معرة ( الخوف من مجابهة الأقوياء، والجرأة على الضعفاء، وأبعدوا لينا من الجماعة ديل، والتمييز بين الناس الذين خلقهم الله كأسنان المشط) قد تجذرت فى نفوسنا حتى أصبحت ثقافة سائدة، وهى أكبر وأوضح علامات الهلاك، ولقد قالها قبل خمسة عشر قرنا رسولنا الكريم. zoheir [[email protected]]