جيلنا هذا لم يشهد موجة التحررالوطني من الاستعمار واعلان الاستقلال في الدول التي كانت مستعمرة وبالتالي نجهل كيف كان استقبال العالم لتلك الدول اي من الذي شهد احتفالات رفع الاعلام فيها وماهي اول الدول التي اعترفت بها وماهي اول دولة اقامت سفارة فيها و لكن يبدو لي ان كل هذة الامور كانت تتم ب(رواقة) وليس فيها اي اندفاع غير اننا قرانا عن اعلان اسرائيل كدولة للكيان اليهودي انه كان مصحوبا بدوي هائل وان الدول الغربية على راسها امريكا كانت تتسابق على الاعتراف بها واقامة التمثيل الدبلوماسي معها وان شخصيات عالمية قد شهدت الاحتفال بميلاد تلك الدولة بالطبع كان هذا ناتج من سيطرة اليهود على متخذي القرار العالمي وان اسرائيل دولة مصنوعة من العدم كانت محتاجة لذلك الزخم لان جيرانها كانوا في حالة حداد يوم مولدها دولة جنوب السودان التي اعلن عنها يوم السبت الماضي حظيت باستقبال عالمي لانظير له في الدول التي ولدت مؤخرا مثل ارتيريا ودول البلقان رغم ان هذة الدول كانت موجودة من قبل فدويلات البلقان وحدها تيتو في يوغسلافيا وارتيريا ضمها الامبرطور هيلاسيلاسي لاثيوبيا بينما دولة جنوب السودان لم يكن لها كيان من قبل فحتى محمد علي باشا الذي ضمها للسودان المصري وجدها عبارة عن ممالك قبلية على احسن الفروض. المهم في الامر ان الدولة الجديدة حظيت باستقبال عالمي لابل لم تجابه باي حالة حداد كما كان الحال في اسرائيل فرئيس الدولة التي انشقت عنها دولة الجنوب كان حضورا في احتفال اعلانها . مصر وارتيريا وتشاد وكل الدول التي كانت متحفظة كانت حضورا .الاندفاع الغربي نحوها كان واضحا سوازن رايس بشرتها بصداقة امريكية من نوع خاص . بريطانيا فتحت سفارتها اسرائيل اعلنت عن توامة معها اما الدول الجوار فقد تسابقت هي الاخرى في الترحيب بالمولود الجديد. اكاد اجزم ان العالم لم يتوحد على شئ مؤخرا كما توحد على استقبال هذة الدولة الجديدة طوعا او كرها لاشك ان اسباب هذا الترحيب غير المسبوق متباينة فبعض الدول ليها استراتيجية دولية تعتبر استقلال الجنوب حلقة منها . بعض الدول ارادت مكايدة الانقاذ وبعضها يطمع في موارد الدولة الجديدة فهناك من يعتقد انها كويت افريقيا من حيث البترول بعض الدول تريد الفوز بغنيمة الاعمار المتوقعة على العموم تتعدد الاسباب والنتيجة واحدة وهي الترحيب ولكن يبقى السؤال كيف يستثمر هذا الترحيب في بناء الدولة الجديدة هل يمكن ان تصبح هذة الدولة اسرائيل افريقيا بمعنى ان الذين رحبوا باسرائيل دفقوا فيها الاموا ل دفقا وجعلوها تتقدم الشرق الاوسط مما جميعه والذين ارادوا الكيد لكوريا الشمالية رحبوا بكوريا الجنوبية وجعلوها قوة عظمى في جنوب شرقي اسيا فهل نشهد هذا في دولة جنوب السودان ؟ من قلبي اتمنى ان يكون الجنوب في نمو وتطور اسرائيل او كوريا جنوبية جديدة. من كل قلبي اتمنى ان يفطن قادة الدولة الجديدة لاي مخطط يريد ان يجعل من دولتهم مخلب قط لخدمة مارب دولية تريد ان تصنع عالما جديدا وفق ايدولوجية معينة فان كان ذلك كذلك فالرماد كال الجميع abdalltef albony [[email protected]]