تقرير وتعليق: تقرير: "واشنطن بوست": حلفاء امريكا تعليق: خيانة الوطن واشنطن: محمد علي صالح نشرت جريدة "واشنطن بوست" تقريرا عنوانه: "الحلم الامريكي مفقود لعراقيين كانوا مشهورين في بلادهم." بدأ التقرير بقصة نزار جودي الذي قطعت يده اليمني في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين لانه خالف قوانين البلاد وتاجر في الدولارات. بعد غزو العراق وخلع صدام حسين، صار الرجل بطلا في امريكا. زار البيت الابيض، وقابل الرئيس السابق بوش (وصفه بانه "شهيد حي"). وحضر جلسة في الكونغرس (وصفه عضو بأنه "نبي من ارض بابل"). وقال التقرير: "استغل مؤيدو حرب العراق الرجل. وقالوا انه دليل على ان صدام كان حاكما فاسدا. وان الغزو الامريكي حرر العراق." كان هذا قبل خمس سنوات. الآن، يعيش الرجل، مع زوجته العراقية واطفالهما الاربعة، في منزل ايجار في فيرفاكس، في ضواحي واشنطن. ومؤخرا، لم يقدر على دفع الايجار. وحدد له صاحب المنزل نهاية الشهر ليخلي المنزل. وامامه خياران: ينتقل الى منزل للمشردين توفره بلدية فيرفاكس، او يعود الى العراق. وقال التقرير: "في الحالتين، سيضطر الرجل ليبلع كرامته." ونقل التقرير على لسان شيماء، زوجته، قولها: "اخطأنا عندما جئنا الى اميركا لنعيش فيها. كان كل واحد يقول لنا: اذهبوا الى امريكا. انتم اصدقاء بوش. سيوفر لكم بوش كل ما تحتاجون له. صرتم ابطالا في امريكا. الأن، اقول لهم ان امريكا تريد ان ترسلني وزوجي واولادي الى بيت للمشردين. اقول لهم انه لا توجد صداقة في امريكا." وقال التقرير ان الرجل اتصل تلفونيا مع بلدية فيرفاكس. ويمساعدة مترجم عربي، سالهم: "هل هناك حل آخر غير بيت المشردين؟ انا صديق امريكا. انا قابلت بوش، واعضاء الكونغرس، ومسئولين كبار في الحكومة الامريكية. الا يفيدني هذا؟" لكن، قالت له موظفة في البلدية انه لا يوجد حل غير بيت المشردين. وحتى هذا، قالت انها ستكتب اسمه في قائمة الانتظار. وقال التقرير ان الرجل يعاني من مشاكل نفسية. ونقل على لسان طبيبه النفساني (تدفع البلدية تكاليف علاجه) قوله: "تصيبه نوبات يصرخ فيها ويبكي. صاحيا او نائما." وقال التقرير ان خيار العودة الى العراق ربما ليس سهلا. وذلك لأن الرجل كان عاد قبل سنوات قليلة. ووصلت ثروته الى مائة وخمسين الف دولار، من تجارة الدولارات والعملات الاجنبية (مثلما كان يفعل ايام صدام حسين. لكن، هذه المرة، لم يخالف القانون). وعلق صورة الرئيس بوش في الدكان. لكن، هجم مجهولون على الدكان، وسرقوا مائة وخمسين الف دولار. ثم ذهبوا الى منزله، وفجروه. وقتل الانفجار جاره، وكاد ان يقتل ابنه. ثم حاولوا اغتياله، لكنهم قتلوا حارسه الذي استاجره، ونجا هو. وهكذا، جاء الى امريكا مرة اخرى. وقال التقرير ان مشكلة الرجل تعقدت لاكثر من سبب: اولا: الكارثة الاقتصادية الحالية في امريكا. ثانيا: كثرة عدد اللاجئين من العراق الى اميركا. ثالثا: اعلنت وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان الوضع في العراق تحسن، وتجب اعادة النظر في السماح للعراقيين باللجوء الى الدول الغربية. وقال التقرير ان اغلبية العراقيين الذين لجأوا الى اميركا لم يجدوا وظائف تناسب وظائفهم في العراق. وان وزيرا سابقا يعمل حمال صناديق في محل "ويقمان" للبقالة. لكن، تقدر اغلبية هؤلاء على العودة الى العراق، ما عدا "الذين تعاونوا مع القوات الاميركية." مثل جودي، ومثل الذين كانوا مترجمين. ونقل التقرير على لسان باري كارداقلي، مدير فرع لمنظمة "هيومان راتيز ووتش" (مراقبة حقوق الانسان) بان اللاجئين العراقيين الذين تعاونوا مع قوات الاحتلال الامريكية "يعتقدون انهم احق بوظائف ورواتب ومعاملات احسن من غيرهم." لكن اللاجئين العراقيين الذين لم يتعاونوا مع القوات الامريكية "هم الاكثر نجاحا لانهم يريدون اي وظائف، ولا يحسون ان اميركا مدينة لهم باي شئ." -------------------------------------- تعليق (1): قبل ثلاث سنوات، اصدر على علاوي، سياسي عراقي تحالف مع اميركا لغزو وطنه، ثم صار وزيرا للمالية في ظل الاحتلال، كتاب مذكراته: "احتلال العراق". وحاول فيه ان يتفلسف عن اسباب خيانة وطنه، لصالح حكومة اجنبية. وكتب: "اقتنعت باخلاقية اسقاط حكومة صدام حسين الدكتاتورية بمساعدة الاجانب. هل هناك اي سبب آخر يجعل الانسان يؤيد احتلال الاجانب لبلده؟" ونسى او تناسى انه رفض ان يضحي بحياته في سبيل وطنه، وفضل ان يضحى اجانب نيابة عنه، وان للاجانب اجندة لا تريد الخير لوطنه. تعليق (2): حتى الآن، لم يصدر احمد الجلبي، صديقه وخائن لوطنه مثله، كتاب مذكراته. لكن، قبل سنتين، اصدر أرام روستون، صحافي امريكي، كتاب عن الجلبي اسمه "الرجل الذي ادخلنا في الحرب". وقال الصحافي في الكتاب: "في كل تاريخ اميركا، لا يوجد رجل مثل احمد الجلبي. لم يحدث ابدا ان اجنبيا استطاع ان يؤثر على السياسة الخارجية الاميركية الى درجة ان يدفعها لتعلن الحرب على دولة اخرى. نعم، اقنعنا ونستون شيرشل، السياسي البريطاني الحكيم، ان ندخل الحرب العالمية الثانية ضد المانيا الهتلرية. لكنه كان، في ذلك الوقت، رئيس وزراء بريطانيا. لكن، ليس الجلبي شيرشل. انه رجل اعمال ثري، وادين بالفساد، ورئيس منظمات صرفت عليها وكالة الاستخبارات المركزية." تعليق (3): بالنسبة للسودان، قبل اكثر من عشرة سنوات، جاء الى امريكا سياسيون جنوبيون. واستغلوا عداء كنائس امريكية للاسلام والمسلمين. وتحالفوا مع المسيحيين المتطرفين واليهود المتطرفين. وحصلوا على اسلحة كثيرة واموال كثيرة. ثم، جاء الى امريكا سياسيون شماليون. في ذلك الوقت، قالت جريدة "واشنطن بوست" ان الحكومة الامريكية رفضت اعطائهم اسلحة واموال، لانهم عرب ومسلمون. لكنها اعطتهم ملابس واحذية عسكرية. ويبدو انهم عرفوا ان الاجندة الامريكية لا تريد الخير للسودان. -------------------------------------- وثائق وتقارير اخرى: www.sacdo.com/web/forum/forum_topics_author.asp?fid=1&sacdoname=محمد%20على%20صالح&sacdoid=mohammadalisali