سؤال ساذج وجهته إلي نفسي أغني هو ولا جمال الوالي؟ أغني هو ولا صلاح إدريس؟ أغني هو ولا كل القطط السمان التي إكتنزت شحما ولحما وغابات من السيخ والأسمنت وأساطيل من العربات ؟ وواصلت في السذاجة والعبط وأنا أراقبه من اللحظة التي وضعت فيها قدماي علي الارض مترجلا من العربة وهو يقف مثل الطود شامخا يسبقه صوت واضح النبرات مخاطبا آخر عبر الموبايل وعيناه تراقبنا حتي إكتملت مراسم إغلاق العربة .. لم يقطع حديثه ويده تشير (تفضلوا) في مكان يبعد عنه خطوات .. وفي المكان وجدنا (معي الصديقين العزيزين محمد عبدالماجد وخالد فتحي) الشعب السوداني إثنان منه ينتظران إستأذن الاول وبقي الثاني مرحبا وملتزما بواجب الضيافة فالضيف عنده صاحب بيت وصاحب البيت ضيف .. لمذا يلاحقني هذا السؤال الغبي .. أغني منو؟ هزمتك الرياضة وأن تقارن بين من كون وجدان الشعب السوداني وشذب وعلم بالطبشورة علي السبورة أستاذ أجيال في المدرسة والحياة .. شلته الشعب السوداني .. هم أصدقاءه .. مصلحته من مصلحتهم .. حلمه من حلمهم .. أغني منو جمال ولا صلاح ولاهو؟ ياالله ماهذا الإزعاج ولماذا في هذا التوقيت تحديدا يطارني هذا السؤال وأنا في حضرة الانسان الذي مازال (يلكزنا) لنفيق من غفوة الإحباط واليأس يذكرنا أنه طالما الحلم موجود فلايأس مع الحياة .. ومازال يحرضنا علي أن القادم أفضل .. خرجت من عالم المال والقيم والمباديء إلي الصحافة في أخيرة المشاهد عندما كانت الصحافة الرياضية (بخيرها) نطالعه كل يوم .. سأغادر مساء الغد (أمس) إلي ألمانيا هكذا قال للعلاج ليست المرة الأولي بل الثالثة.. وفي المكان إسطوانتين طويلتين من الأكسجين تقفان شاهد عيان علي معاناة الإنسان الذي أوقفنا أكثر من مرة ليلتقط أنفاسه المتصاعدة بسرعة لاتخطئها عين ووسط ملاحقته لأنفاسه يصر علي أن نواصل الحديث مداعبا أنه مازال قادرا علي السمع .. بيت (200متر) يسع الجميع .. قال في منزلنا لم يذكر طوال الجلسة كلمة (منزلي) .. من الغني؟ في منزلنا أربعة أشخاص أنا وهي وهي وهي يعني أربعة فرش أسنان ولكن في الغالب تكون هناك حوالي عشرة فرش أسنان نعرف هذه تخص محمد وتلك تخص خالد وغادة ومني لايوجد بينها واحدة تخص (جنوبي) ببساطة لخص الأزمة . قال عنه وردي .. (لايدخن .. ولايشربالخمر .. ولايكذب .. ولايخلف موعدا) .. تساقطت أسنانه ولم يبق إلا قليل .. وإنحني ظهره ولكن في إعتدال .. لايعرف في الرياضة ويؤنب نفسه دوما علي هذا القصور الذي أبعده عن عالم يري سحره من الخارج ويفضل بأدبه المعروف الاستماع وعدم التدخل في نقاش لايعرف ياءه من ألفه .. دعاه الهلال نادي الخريجين والحركة الوطنية لتكريمه فجاء يرتدي قميصا (أصفر) وعندما قدمت له المشروبات إختار مشروبا أحمر فداعبه أحد أبناء الهلال (عملتها ظاهره ياأستاذ) .. ومع ذلك خدمته الرياضة دون سابق موعد في واحدة من أشهر الأغنيات السودانية (جميلة ومستحيلة) التي ظلت مع وردي لفترة تسعة أشهر لم تر النور بسبب بيت شعر (من أقاصي الدنيا جيت وعلي رحالي) رأي وردي لإنسجامه مع اللحن يجب إجراء بعض التعديل إلي أن كان يوم شهد مباراة بين الهلال والمريخ والشاعر الإنسان يركب مواصلات الثورة بالنص (بكاسي) دار نقاش بين طرف من الهلال وآخر من المريخ فهاجم أحدهما الآخر (جايين من ضواحي الدنيا عشان تشوفو الكورة) فما كان من الانسان الشاعر إلا وأوقف العربة ثم إتجه إلي وردي ببيت الشعر المطلوب (من ضواحي الدنيا جيت وعلي رحالي) .وقال وقتها لو عرفت عنوانا لهذا الشخص لكتبت الاغنية بإسمه .. هو محجوب شريف زوج أميرة الجزولي ووالد مريم ومي .. غادرنا أمس إلي ألمانيا للعلاج من مرض ارهقه كثيرا .. تسبقه دعوات أهل السودان بالعودة في كامل الصحة والعافية ليغني لنا شعرا بعد (مرت الاشجار) وآخر قصائدة التي لم تر النور عن دارفور .. هو بالفعل وبدون سؤال الأغني والاجمل . hassan faroog [[email protected]]