عندما علمت أن وفد المقاصة يفترض أن يكون وصل أمس تذكرت ميدان العتبة الميدان الشهير في قلب العاصمة المصرية القاهرة حيث الزحمة وأصوات الباعة تشق عنان السماء (تعالا بص بجنيه ونص .. تعالا بص بخمسة ونص .. مع إيقاع محدد طق طرق طق طقطق ) وهذا المكان تباع فيه البضائع الرخيصة سعرا .. حاجة كده زي سوق القنص وسوق ستة وسوق مايو وسوق الحرامية وهناك أسواق تسمي بإسم ايام محددة في الاسبوع .. سوق الاحد والاربعاء والثلاثاء والجمعة علي حسب المنطقة وهناك سوق الوحدة في الحاج يوسف وفي أمبدات نجد أشهر سوقين مشهورين بالاسعار الرخيصة سوق كرور وسوق أم دفسوا وهذه الاسواق وغيرها من الأسواق المشابهة منتشرة علي مستوي السودان .. لم يؤثر تغيير الأنظمة السياسية في السودان علي هذه الاسواق وإن كانت تزدهر وتنتشر أكثر في ظل الأنظمة الدكتاتورية لمعرفتنا بأن الغالبية الساحقة من المواطنين تبحث عن الرخيص سعرا ولاتلتفت في عز الأزمة وضغوط الحياة اليومية لمن يسخر عليها بقولها (الرخيص برخصتو يضوقك مغصتو) .. وإن كان من مغصة في هذه اللحظة فهي مغصة المقاصة الوصولو للتفاوض مع المريخ من أجل ضم الحارس الفاشل عصام الحضري ... ورغم أن رواية الحضري من البداية إلي النهاية من الروايات الهابطة ومع ذلك سأجتهد بقدر الإمكان عدم الوقوع في (فخ) هبوط الرواية وسأتحاشي ترديد أشهر الاغنيات الهابطة التي إرتبطت بمغص العزابة وأكلهم للفول والعدس .. وإذا تناولنا موضوع وفد نادي مصر المقاصة من ناحية بيع وشراء سنجد ان المبلغ المتوقع عرضه علي المريخ رخيص مقارنة مع المبالغ التي خسرها المريخ في ضم اللاعب والذي كلف المريخ كما نعلم أكثر من مليون دولار (أموال انتقاله من الزمالك زائدا مبلغ الغرامة) ..فقد أوردت الأخبار ان وفد مصر المقاصة يحمل عرضا للمريخ لايتجاوز الخمسمائة ألف دولار وهو مبلغ متواضع للغاية به أولا إستهتار وإستخفاف بالمريخ وتأكيد من جانب آخر علي أن هذا النادي إختار السوق الخطاء ليعرض عليه سعره فالمريخ ليس سوق ستة ولا كرور ولا سوق أم دفسوا الموجود بأمبدة الجميعاب حتي يقبل مثل هذا السعر الهزيل .. المريخ نادي ثري كما يتم الترويج لذلك والأندية الثرية لاتقبل أسواق أقل من هارودز في لندن وبيير كاردان وكرستيان ديور في فرنسا وشانيل وغيرها من المجمعات والمحلات والاسواق المعروفة عالميا لن نقبل للمريخ بعرض رخيص في حارس أفريقيا الاول العملاق الذي توج بكأس أمم أفريقيا ثلاث مرات متتالية وغيرها من الكاسات التي حملها مع الاهلي المصري .. ولن نقبل الاهانة للمريخ (تلتلة) وفد من مصر المقاصة للسودان خاصة وأن المقاصة ليس من الأندية الثرية في مصر ولم يتعاقد في موسمه الاول بالممتاز علي صفقات إنتقال لاعبين تجاوزت المائة ألف دولار وحتي هذا يعتبر مبلغا خياليا يفرق كثيرا مع ميزانية النادي لذا هو يشبه إلي حد بعيد أندية الوسط عندنا بإختيار مشاطيب القمة (الاهلي والزمالك) ونجوم من الدرجات الصغري .. وبالتالي كان علي المريخ أن يعلن من البداية أنه لن يفرط في الحضري بأقل من مليون دولار لتعويض جزء كبيرة من الخسارة المالية .. حتي لايتحرك المقاصيون من مكانهم .. أكتب ذلك بإفتراض ان التفريض في اللاعب بخسارة مالية من المستحيلات .. لأن قبول النادي الامدرماني بأقل من مبلغ المليون دولار يعني أن نرحب بالوفد المصري ونحن نردد (المقاصة وصلوا وعلي الأصل دور) .. وهنا فقط يمكن أن نقول السوق واحد مع كل التحية والتقدير للأسواق الرخيصة وإن كانت في حالة المريخ (مغصة مقاصة ) .. عموما دعونا ننتظر ونتابع وبعدها لكل حدث حديث . hassan faroog [[email protected]]