sara abdulla [[email protected]] من المعروف أن كثير من السكرجية في السودان وفي غير السودان يمارسون عادة خم الرماد وهي أن يقوم المرء في آخر يوم قبل حلول شهر رمضان باحتساء أكبر قدر من الخمر تحسباً للتوقف عن ذلك خلال شهر رمضان وبنية العودة إليها بعد انتهاء الشهر الفضيل ولسان حالهم يردد مع شوقي : رمضان ولى هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاق! لقد قام ثاني أكبر رموز الحكومة السودانية ، وهو نائب الرئيس علي عثمان محمد طه ، بخم الرماد السياسي السوداني عندما صرح في لقائه مع جماهير الهلالية قبل حلول شهر رمضان، بأن كل من يتطاول على المنهج والشعب والرئيس عمر البشير سيواجه بالقطع بالسيف، موضحاً أن برنامج حكومته في عهد الجمهورية الثانية سيقوم على أحكام مستمدة من الشريعة الإسلامية. إن هذا القول ينطوي على تهديد سافر للمعارضة السودانية من انتقاد حكومة المؤتمر الوطني ، ولا شك أن هكذا تهديد مرفوض شرعاً وقانوناً لأن الاسلام نفسه قد علم المسلمين أن يكونوا أقوياء لا ضعفاء وألا يتورعوا عن قول الحق إذا حاد الحاكم عن جادة الصواب فلا عصمة للحكام في الشريعة الاسلامية حتى يكونوا فوق مستوى النقد السياسي، أما الحديث عن تطبيق الشريعة وكأنها لم تكن مطبقة من قبل فيثير الكثير من التساؤلات حول المغزى من إصدار هكذا تصريحات من قبل شخص كان يعد ، قبل ليلة خم الرماد ، من حمائم الانقاذ لا صقورها! إن هكذا تصريحات سياسية لا تخدم غرضاً فالسودانيون هم أمة من ذوي القلوب الحارة ولا ترهبهم التهديدات والأفضل للجميع في الحكومة والمعارضة أن يتراضوا على حكم السودان عبر حكومة قومية تسع الجميع ويتقاسم بموجبها المركز والولايات كيكة السلطة والثروة بصورة عادلة وإلا فإن السودان سيتشظى إلى عدة دول بعد انفصال جنوب السودان في عام الرمادة السوداني. النظام السوري قام بخم الرماد السياسي السوري بطريقة مروعة ، فقد اجتاح مدينة حماة الثائرة وقتل أكثر من مائة شخص في آخر يوم قبل حلول شهر رمضان ومن المؤكد أن مجذرة هلال رمضان التي وقعت بتاريخ 31/8/2011 تعتبر جريمة حرب لا يجب السكوت عليها بأي حال من الأحوال! وفي الختام لا يملك المرء إلا أن يدعو قائلاً: اللهم اهدنا صراطك المستقيم قبل رمضان وأثناء رمضان وبعد رمضان ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا آمين يا رب العالمين.