يحتفلون باعادة عصا سرقها المحتل البريطاني قبل ثمانين عام ولا يهتمون بسرقة وطن متنازع علي اراضيه في محاكم الاستعمار العالمي الجديد جاء في اخبار امس الاول ان احتفال قد اقيم في جنوب السودان بمناسبة اعادة عصا كانت سلطات الاحتلال البريطاني قد سرقتها قبل ثمانين عام, وكانت هذه العصا تستخدم في مراسيم وطقوس روحية ترمز الي قوة القبيلة في المنطقة, وحسب ما جاء في الاخبار فان عصا الكاهن نجوند المعروفة باسم "دانج" قد اخذت كغنيمة تذكارية بعد الانتصار علي قبيلة النوير عام 1929, ويمضي الخبر حول التصرف البريطاني المشبوه قائلا, ان الكاهن دانج قد تنبأ بان يحكم حاكم من قبيلة النوير جنوبا مستقلا, ولاتتوقف الفرية التاريخية الممزوجة بتسخير الدين لخدمة اهداف الاستعمار العالمي الجديد عند هذا الحد وانما تقول في نص الخبر, ان الكثيرين من الذين احتشدوا للاحتفال بهذا الحدث يعتقدون ان في الامر اشارة قوة لجنوب السودان الذي حصل علي وعد باجراء استفتاء علي استقلالة عن شمال السودان في عام 2011, وقد شوهد الانفصالي الجنوبي الشهير الدكتور رياك مشار وهو يرقص ويتقافز في الهواء بهذه المناسبة بعد ان وظفت له ولامثاله من الانفصاليين دولة بريطانيا العظمي حقائق الدين والتاريخ لتشريع الحلم الكامن في دواخلهم بتقسيم البلاد, نفس بريطانيا التي تخوض ومنذ ستة اعوام في محيطات من الدم في العراق المحتل وهي تشارك بفاعلية في ارتكاب جرائم ضد الانسانية دون ان يتحرك ضميرها المتحضر تتذكر فجاة قصة العصا المسروقة من قائد سوداني رفض ومنذ ثمانين عاما حكم المستعمر فهل يحق للانفصاليين وسدنة الاستعمار العالمي الجديد من بعض الجنوبيين ان يكونو ورثة ادبية لمواقف القائد السوداني الجنوبي الذي استولي الاستعمار علي عصاته بعد قتله, ولماذا عودة هذه العصا من المتاحف العسكرية البريطانية في هذا التوقيت مصحوبة بهذه النصوص الروحية الملغومة التي تربط بينها وبين نبؤة تاريخية باستقلال جنوب السودان, هذا ما كان ينقص مخطط تقسيم السودان الذي وصل مداة ولاغرابة في الامر, ولكن المثير للدهشة هو صمت القبور الذي يسود الدوائر السياسية السودانية في الحكومة الاخوانية والحطام الحزبي الذي يعيش في كنفها ويشاركها مؤسساتها الهزيلة حتي ذكرهم احد حكام دول الجوار الذي تربطه بالسودان اواصر تاريخية ممثلا في شخص الرئيس الارتيري اسياسي افورقي جزاة الله كل خير علي صدقه وكلماته الصادقة بالحال في جنوب السودان في لقاء اجرته معه صحيفة الرأي العام السودانية والذي قال فيه ماكان من المفترض والواجب ان تقوله القيادات الحزبية السودانية في وجه المؤامرة المستمرة والمتصاعدة لتقسيم السودان وتقديم جنوب البلاد بكل كرم واريحية للحكومات السرية التي تحكم العالم الغربي واجزاء واسعة من العالم عبر الوكلاء والعملاء من كل جنس ونوع شكرا للرئيس الارتيري الذي قال, ان الفساد لم يعد سرا في جنوب السودان, واضاف ايضا ان رحيل الدكتور جون قرنق قد اثر في القدرات التنظيمية للحركة الشعبية كما انتقد ضبابية وعدم وضوح المواقف الحكومة الجنوبية والحركة الشعبية من وحدة البلاد.