تعقيب على مقال الباشمهندس بابكر محمد يوسف [email protected] هل نامت أعين الفتنة في بلادي حتى يوقظها هذا المدعو، كيف يكون هذا الرجل وبهذه العقلية المتخلفة قائدا ومسئولا في البلاد وهي أحوج ما تكون إلى أهل العقل والفطنة التي تلم شتات أهل السودان؟ هل انتهت فتنة دارفور حتى يوقد مثلها في الوسط المعافى من هذه الأمراض؟ مثل هذا كان يُرجى منه أن يعمل على وأد الفتنة متى ما ولدت وحقا كما قال صاحب المقال ماذا ترك هذا للجهلة والرعاع والمفسدين؟ السؤال الذي يفرض نفسه هو ما الداعي وما السبب لمثل هذا القول القبيح وفي مثل هذه المناسبة التربوية، المقام مقام احتفالي بعمل تربوي بحت وليس مدحا لهذه القبيلة وقدحا في تلك وفي شجاعتها وجبنها والتذكير بتاريخها ؟ حقا ينطبق عليه المثل القائل (متل الديك الما بعرف الوكت) أي يصيح في الوقت غير المناسب. وإن كان هذا القول يأتي ممن يحسب انه من قادة الناس فهذا ما يدعو للعجب فعلا فالمنطقة حبلى بالرجال أصحاب العقول الراجحة التي تستشعر قيمة النعمة التي تعيشها المنطقة من وحدة ووئام وتآلف وتصاهر، وتعمل على الحفاظ عليها وتطويرها لا إلى إيقاد نار الفتنة التي إن أطلت برأسها سوف لا تبقي ولا تذر، فأنت بعد فعلتك التي فعلت لا تصلح أن تكون قائدا لغنم المنطقة دعك عن أن تكون ممثلا وقائدا لأهلها الكرماء، إن كنت أنت بهذا القبح الذي يملأ جوانبك فكيف كنت تتعامل وأنت ممثلا للمنطقة مع القرى التي تمثل هذه القبيلة؟ فالتعامل يا هذا بين القبائل المختلفة في المنطقة كان دائما هو الاحترام المتبادل بينها على مستوى قادتها وقاعدتها، وذاك متسقا مع فطرة الإسلام ونابذا لروح القبلية التي وصفها الحبيب المصطفى إنها منتنة وامرنا بان ندعها ، وكما قال الشاعر أبي الإسلام لا أبا لي سواه وإن فخروا بزيد أو تميم فيجب أن يكون هذا الانتماء الأصل ولا ضير أن تفخر بسودانيتك لا أن تعمل على تجريح الآخرين والطعن في شجاعتهم وكرمهم ، فالمُجمع عليه ولا يناكف فيه احد هو مدح السودان الوطن الحبيب، كل إرجائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتخر، ومدح الإبطال من أبناء السودان منذ فجر التاريخ والى يومنا هذا دون ذكر لقبيلة، ونغني لحريق المك في قلب الدخيل للجسارة حينما استشهد في مدفعه عبد الفضيل، بالله عليك هل كانت الكلمات سوف تُعجز الشاعر إن أراد أن ينسب الرجلين لقبيلتيهما؟ فالواجب الآن على أولى الآمر والعقلاء في الحزب الحاكم أن يردوا لهؤلاء القوم كرامتهم التي جرحها هذا المدعو، في وقت غريب و في غير ما مناسبة وبلا سبب، وذلك حفاظا على روح التعايش التي تسود المنطقة ونبذا للفرقة والشتات ودرءا للفتنة وبتر من يُذكي نارها وإقصاء من أراد إشعالها، وعدم تناسي الأمر والتعامل معه باعتباره أمرا هينا، ولعل الاستهتار بمثل هذه الأمور وعدم حسمها سوف يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه وان كانت المشكلة اليوم من شخص واحد فغدا سوف تكون من أناس كُثر.. اللهم هل بلغت.