المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    "بناء الدولة وفق الأسس العلمية".. كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    نبيل عبد الله: قواتنا بالفرقة 14 مشاة صدّت هجومًا من متمردي الحركة الشعبية بمحطة الدشول    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    كيف تغلغلت إسرائيل في الداخل الإيراني ؟!    أكثر من 8 الاف طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة الابتدائية بسنار    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدالة أوكامبو .. ينتظرها من يشتكى الشيطان إلى إبليس .. بقلم: حسن عبد الوهاب – برلين
نشر في سودانيل يوم 20 - 05 - 2009

لم يبق مكان في الأرض أو فضائها لم تبلغه حكاوي دارفور .. وتفاقم الأمر بأساطير جنجويدها واغتصاب حرائرها و ابادة قبائلها الرئيسية...! وفتح الله بفضلها على الباحثين عن المجد ادعاء بالدفاع عن حقوق الانسان ونصرة العدالة واغاثة المظلومين ... وقفز من بين هؤلاء من فراغ مجهول رجل اسمه لويس موريتو أوكامبو الذي ظل اسمه يتردد في كل موقع وأصبحت محكمته المكناة بالدولية مدارا لأحاديث ورؤى تجاوزت ما عرفته الصحائف من حقائق و أرشيف . وأتى تأسيس محكمة أوكامبو كما وصفها هو في لقاء مع CNN ضمن مستحدثات " العالم الجديد" الذي برزت معالمه عقب انهيار الاتحاد السوفياتي . فهي إذن تندرج في ركب مصطلحات الوقت كما الشرق الأوسط الجديد على رواية شمعون بيريز والقرن الإفريقي الجديد توأمه الذي لا ينفك عنه وينتهي الرتل بما وصف بالفوضى الخلاقة.. وكلها درجات لتأمين السيطرة الامبريالية للولايات المتحدة وحلفائها على العالم.
يخطئ من يظن أن واقع اليوم في أهدافه الإستراتيجية يختلف في أركان فصوله عن مرامي العالم القديم على الرغم من توازن قطبيه.. ومن طرائف هذه الخلفيات ما روته أقاصيص الغرب الأمريكي من أن عصابة خرجت بقائدها من إحدى الحانات وأبصر القائد مجموعه مقبله نحوهم فحدق القائد في مجموعته بحزم وسألهم:
هل ترون هذا القذر القادم في اتجاهنا ؟
ورد المرافقون: أي قذر تقصد .. إنهم أربعة؟
عندها صوب الرجل مسدسه مباشرة إلى ثلاثة وأرداهم قتلى واحدا اثر آخر ... ثم نظر بتحد إلى تابعيه وقال :
- هذا الواقف هو القذر الأكبر الذي أقصده ثم صوب مسدسه إليه وأراده قتيلاْ !
- ولما سأله المرافقون : لم قتلت الآخرين ؟
قال:صحيح أنني لم أرهم من قبل ولكن لماذا يرافقونه وينفذون تعاليمه ولا يتبعوني أو ينفذون تعليماتي ؟!
إن هذه الرواية على خيالها الواسع تعكس واقع العلاقات الدولية في عالم اليوم (اتبعني تسلم وإلا فالمسدس جاهز )..إنه عالم يؤسس على سيادة القوي المنتصر ولقد وثقها في فجرها الأول ميثاق الأمم المتحدة ومجلس أمنها الذي أطبق عليه الخمسة الكبار فهم أعلى شأنا وأكثر إدراكا من مخلوقات العالم كله أن يرغي ما يشاء ويتلاسن مندوبوه بكامل عبقرياتهم في منتداهم السنوي المكنى بالجمعية العمومية.. ثم تنهض دولة واحدة فتقذف بكل منطقهم في سلة المهملات مستخدمة ذلك الحق الأزلي المميز المسمى (الفيتو أو حق النقض ويلاحظ أنه سمي حقا وليس فضلا تكرم به العالم في مهابته لهذه الصفوة المختارة ).
قصدت بهذا التفصيل أن أضع اطارا لمستحدثات السيطرة في العالم ومنها محكمة أوكامبو التي تشكل موقعا في تثبيت هذه الاستراتيجية وخنق كل حراك مخالف لها..
ونلاحظ أن خيارات التفريق في الصراع الدولي بين دولة كبرى وأخرى صغرى كما سنتها تقاليد القطبية الثنائية لم تعد قائمة.. فالهيمنة الحالية هي صراع (داوود وجالوت).. ولقد ظل أوكامبو في كل موقع اعلامي ظهر فيه يردد بحزم أنه مدع مستقل وأنه حبر قانوني عادل لا يستجيب بحال لأي ضغط من أي دولة أو جهة كانت.. وأن هدفه الأساسي هو اسباغ عدالة ناجزة في عالم متهالك أنهكته المعايير المزدوجة خاصة في أفريقيا.. ونفي بالحرف الواحد كما سنبين لاحقا من تصريحاته المباشرة أي صلة له من قريب أو بعيد بالولايات المتحدة على وجه الخصوص, وهكذا انتحل أوكامبو نهج المحرر الحريص علي انصاف مستضعفي العالم والمدافع الأول عن حقوقهم وصار يجول في كل قبائل الميديا مكتوبها ومسموعها وفضائياتها الناطقة بألسنة العرب و"العجم", وبهذه الجرأة المتحدثة أحرز سابقة لم ترد في خاطر قانوني قبله.. اذ العهد في أهل القانون في كل الأحوال الصمت والكتمان الا ما استلزمته ارتباطات المهنة وأعرافها الأخلاقية.. ويصر بتكرار مستمر وجرأة متناهية أنه أبعد ما يكون عن السياسة أو ضغوط الدول الكبرى.. قال في حواره الأول لقناة الجزيرة:"كما ذكرت من قبل الولايات المتحدة ليست ضالعة في عمل المحكمة فهي ليست عضوا في نظامها ولا تدفع لموازنتها ولا دور أو اهتمام لها أبدا بالمحكمة ولا علاقة لنا بها...
فنحن محكمه مستقلة و أنا مدعي عام مستقل وسوف أطبق القانون بعدل واضع معيارا واحدا بالتساوي .. فأنا من الأرجنتين وأكره النفاق والمعايير المزدوجة.. أضاف في لقاء مع CNNبتاريخ 14/7/ 2007" من المهم أن يفهم أننا نعمل من أجل أفريقيا التي تعبت من العايير المزدوجة".
ومن الملاحظ كما نورد لاحقا من تصريحاته المتقاربة أنه كلما علت وتيرته ليؤكد ما يقول كان ذلك أكبر دليل على افكه وبعده عن الصدق .. ويبدو أنه يعول في ذلك على حشد قناعة يأمل فيها من جمهور لا يدرك مدى وعيه..وفي كل لقاءاته التى يتحدث فيها عن عدل محكمته وسجل اتهامانه للرئيس البشير كان أبعد ما يكون عن المخاطبة التي تتسم بالحد الأدنى من الأحترام لرئيس بلد ما يزال باقيا في منصبه .. بحيث تكون هذه هي السابقة الِأولى في العالم .. ففي حواره مع CNN بتاريخ 14/7/2007 كان حديثه تحريضا مباشرا .. وكأنما كانت المسألة قضية شخصية بينهما – قال في ذلك اللقاء بالحرف...
وعندها سئل عن الفضائح الحقيقة التي تستهدف المدنيين في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان والصومال قال "لا أستطيع التدخل في لبنان لأن لبنان ليس عضوا في المحكمة " وفي فلسطين لا أستطيع التدخل إذ لا يوجد لدى تفويض من الدولة المعينة , وبالطبع تشل عدالته المزعومة التدخل في الإبادة الجماعية التي تقوم بها الطائرات الأمريكية في العراق وأفغانستان وإبادتها لمئات الأطفال والنساءوالعجزة داخل أماكنهم التي تحيلها القذائف الملتهبه إلى حطام يمزقهم تمزيقا , وهكذا يصدق على أوكامبو الوصف الذي يقول "الرجل يكذب كما يتنفس " والمثل العربي الذي يقول "يكاد المريب يقول خذوني ".
هل صحيح أن اوكامبو مدع عام مستقل ولا صلة له بأي دولة كبرى و بالذات الولايات المتحدة التي قال أنها لا تهتم بالمحكمة؟
في لقاء مع مجلة فوكاس الألمانية العدد 30 بتاريخ 21/7/2008 سئل كيف سيكون عمله سهلا بدون توقيع الولايات المتحدة وروسيا والصين؟ فأجاب:"بالرغم من ذلك أنا أعمل مع سفراء هذه الدول واستقبل وفودهم وعندما عرض على هذا المنصب في بونس ايريس نصحني زملائي" وقالوا:"بدون أمريكا لن تستطيع أن تنجز شيئا",وعلى ذات الوتيرة المتناقضة قال"ان الولايات المتحدة تقف بشكل علني ضدنا". ولقد وردت اتهامات اوكامبو ضد الرئيس البشير في قناة الجزيرة التي استضافته مرتين في ظرف ثلاثة أشهر وهي سابقة لم يحظ بها أحد غيره ولم يكن لقاؤه الثاني في أغلبه أكثر من تكرار لما قاله سابقا وكذا كان الحال في خطابه أمام BBC و CNN كانت لائحة اتهامه علي النحو التالي: - هناك نساء يتعرضن للاغتصاب يوميا في دارفور وأضاف أن (الدولة بدون تحديد) تهاجم المدنيين وتغتصب فتيات لا يتعدى عمرهن خمس سنوات ونساء عجائز تجاوز عمرهن السبعين"..
وقال:"أن أحد الشهود قال لنا :"أنهم اغتصبوا ابنته التي لم يتجاوز عمرها سبع سنوات وأجبروه على مشاهدة ذلك ".." أنهم يغتصبون بالجملة وأمام أعيننا " وأضاف" استمع أحد المحققين الذين بعثناهم إلى فتاة لمدة ثلاثة أيام وقالت الفتاة وهي تبكي أن هذا أسعد أيامها لأن أحدا أخيرا استمع اليها محقق أمامه آلاف الضحايا – من المغتصبات يوميا ومن كل هذه الأعمار المفبركة وهو يستفرد بفتاة واحدة لثلاثة أيام ليؤكد افتراءاته "
- ولعل أطرف الاتهامات التي التي قال فيها لقناة الجزيرة "قال أحد الشهود أنه رآى على كوشيب على ظهر حصان وهو يطلق صفارة...وقال أنه لا يدري لماذا يفعل ذلك بل رآه على ظهر حصان وهو يطلق صفارة.. ثم رأينا فردا من أفراد الجنجويد السابقين الذي قال.. أن قادتهم الميدانيين كانوا يعطونهم تعليمات على شكل صفارة, وهذا نوع من الأدلة لدينا".
وللقارئ أن يتصور الحاق مثل هذه الكاريكاتيرات المضحكة بلائحة اتهام تلحق برئيس جمهورية ويسعى مدعيها بنشرها على العالم مدعيا تحقيق العدالة والدفاع عن المستضعفين- أي شخص سوى يمكن أن يعمل لاقتلاع رئيس يقتلع من بلده ويرسل أميالا متعددة من أفريقيا إلى لاهاي, فقط لأن شخصا كان يطلق صفارة؟!
لو كان مسلما لقلنا ربما اختلط عليه التفسير القرآني في (الصور) الذي ينفخ يوم القيامة ايذانا بقيام الساعة!
أما اتهامه لأحمد هارون فقد أورده بهذه الصيغة:
الصادرة من معهد شيكر بواشنطن EIR في26/7/2008 أن حملة دارفور يمولها الملياردير اليهودي جورج سودوس الذي ولد في جورجيا ويقيم في أمريكا. وتبلغ ميزانية مؤسساته ملياردين وخمسمائة مليون دولار. إنها الحملة التي أغرت عبد الواحد- أحد قادة الحركات المسلحة بافتتاح مكتب لدارفور في إسرائيل معلنا بذلك خروجه على إجماع أهل دارفور برفض هذه الخطوة.
و سئل أوكامبو عن مصدر معلوماته و دلائله التي استند عليها في هذه الاتهامات الساذجة . فقال " لدينا أناس في الداخل يخبروننا بهذه الأمور ولدي خريطة و معلومات واضحة " وأضاف "لدي أكثر من مائة شاهد من الضحايا و قمت بمقابلتهم في 18 بلدا".." ونحن نتوخى منتهى الدقة والعدالة في ما يقوله الشهود" وفي حواره مع CNNقال "عندي آلاف البراهين و الوثائق",وفي ذات الحوار ناقض ما ذكره في قناة الجزيرة في قوله " إننا نحصل على معلوماتنا بدون عون المخابرات أو المنظمات الطوعية " وأُضاف :أن المسألة معقدة جدا وعندنا أدلة قليلة على تعقيدها وحدوث الهجوم في كل حالة" .ولا يعقد حوارا في موقع إلا ليؤكد فيه مدى استقلاله وبعده عن الولايات المتحدة.
وأجاب أوكامبو "نعم السيد كلينتون وقع في آخر عهد ولايته وأول شيء قام به بوش أنه تخلى عن هذه لاتفاقية والمعاهدة واتخذ موقفا معاديا للمحكمة _ وقالوا أن شخصياتهم العامة لن تلتقى بأفراد المحكمة وهذا موقف علني معروف عنهم ".
لكن السلطات الوطنية تولت التحقيق فيها لهذا قررت ألا أتدخل ".وواصلت الحياة حوارها معه بتاريخ _6/10/2008 فسألته عن مدى تعاون الحكومة السودانية معه فأجاب " أمضيت أربعة أشهر عام 2005 ,زرت خلالها السودان واجتمعت بالمسؤولين وأجريت مقابلات مع القضاة والمدعين ... وإلتقينا بوزير الدفاع و الجنرال عصمت المسؤول عن دارفور و تلقينا معلومات من أعضاء الجيش حول عمليات دارفور ووصف التعاون الحكومي معه بأنه كان جيدا في البداية و سمحوا لي بمقابلة أحد الجنرالات المتهمين ثم وقف هذا التعاون "وبعد كل هذه التفاصيل التي اخترعها اختراعا قال بصريح العبارة لقناة الجزيرة التي أشرنا إليها سابقا .... "لم أذهب إلى دارفور أبدا و السبب أنني أريد أن أحمي شهودي ولهذا أجريت مقابلاتي قي أنحاء مختلفة من العالم ..."و الصحيح أنها أنحاء مختلفة ...ثم عجز وسط مئات الآلاف من ضحايا الحرب الذين يتحدث عنهم عن وجود مئات الشهود بدلا من الذهاب إلى 18 بلدا .و يكفي أن السودان تحيط به تسع دول ... فهل يصدق أحدا أن نازحي دارفور الذين يتحدث باسمهم موجودون في 18 بلدا مجهولا يستحيل عليه أن يسميهم.
على ذات السياق تتضارب اقواله فى توجيه الاتهام للرئيس البشير ففى حالة يقول :" دعونى أوضح نقطة ، نحن نوجه الاتهام لشخص أو فرد وليس لدولة .. السودان كحكومة ليس عليها أن تفعل اى شئ ... نحن نحقق مع افراد أواشخاص بعينهم ... احمد هارون والبشير مقصودون بصفتهم الشخصية ... الفرد وليس الحكومة أو الدولة .. ولا اتحدث عن قضايا تخص الحكومة او قضايا سياسية " .
وفى موقع اخر يقول :" لقد عين البشير احمد هارون وزيراًً للداخلية وهو ينفذ التعليمات التى يصدرها البشير ... ان البشير هو رئيس السودان ورئيس المؤتمر الوطنى وقائد الجيش الاعلى ( اعترف فى هذا الموقع بوجود جيش ) ولدينا ادلة ان الجنجويد ينفذون اوامره فهو اذن مسؤل عن كل ما يحدث فى دارفور " _ ونذكر فى هذا السياق ما قاله من " ان الدولة تهاجم المدنين وتغتصب النساء " واذا لم تشمل الدولة رئيسها فمن تشمل اذن وكيف يمكن الفصل بين الرئاسة و الشخص الواحد ؟ انه تناقض يثير السخرية ففى موقع يتحدث عن البشير الفرد وفى اخر يصف هذا الفرد بانه رئيس السودان والمؤتمر الوطنى وقائد الجيش والمسؤل عن كل ما يحدث فى دارفور.
لقد حول اوكامبو بادعاءاته الملفقة دارفور الى ماخور فاسد لا موقع فيه لحجر أو شجر الا وتحته ضحية تغتصب .. يقول بجرأة متناهية " يغتصبون بالالاف و تحت اعيننا " ويعجز تماماً ان يحدد من هم هؤلاء المغتصبون فى بلد عرف بعراقة انتمائهم للتراث الاسلامى وارتباطهم بحلاله وحرامه وينسب هذه الاساءة المنكرة الى كيان مجهول سماه الدولة أو ربما جيش البشير ... وفى جيش البشير عشرات الالاف من ابناء دارفور وهم ايضا ضباط بأعلى الرتب ومثلهم فى الشرطة ... والنظام الادارى الفيدرالى الذى اشرنا اليه فى يد ابناء دارفور بالاضافة الى تنظيم الادارة الاهلية الذى تسود فيه توجيهات شيوخ القبائل والاعراف الاسلامية المتوارثة من قديم الزمان ... فهل هؤلاء هم الذين يسكتون على مثل هذا الادعاء والتشويه المنتن وهم ينتظرون اوكامبو المدافع الاول عن اعراضهم ليدافع عنهم ؟ هل تمزق الشرف عند اهل دارفورالى هذا الحد الأسيف ؟ ان الاساءة هنا تبلغ حداً ينبغى ان يحاكم فيه اوكامبو ليس فقط باشانة السمعة فى دارفور بل فى السودان كله ولكن لماذا يكثر اوكامبو الحديث عن الاغتصاب ؟
فلا يعقد لقاء للتحاور الا ويصر على ترديده على نحو ما يصفه المثل السوداني (الفيك بدربيه) ويعني ذلك "اذا كان فيك عيب ابدأ به قبل ان يداهمك الناس واوكامبو متهم في جريمة اغتصاب من احدى مرؤوساته وما رواه في قناة الجزيرة عندما سئل عن ذلك هو نصف الحقيقة اما نصفها الاخر الذي لم يورده فقد فصله روزنبيرج في موقعه على النت بتاريخ 22\7\2008 ونوجز هنا المسأله على النحو التالي .اخذ اوكامبو مفتاح سيارة احدى الصحفيات من جنوب افريقيا التي كانت في مهمه رسميه ورفض اعادتها لها ما لم تضاجعه " ورفع الناطق الرسمي باسم المحكمة دعوى ضده بسوء السلوك والتحرش الجنسي ورفعت الشكوى الي مجموعة قضاة لكن اوكامبو رفض الدعوى باعتبارها بقصد التشويه والنوايا السيئه ومن ثم قام بطرد الشاكي من وظيفته واستأنف الشاكي الحكم الى المحكمة الاستشارية المختصه بالنظام الداخلي وجاء في قرارها"ان فصل الناطق الرسمي لم يكن قانونيا لأن المدعي العام تدخل شخصيا في شأن هو جزء منه ولم يثبت في دعواه ان الشاكي تصرف بقصد سئ "ولهذا قررت المحكمةاعادته الى وظيفته ودفعت له مبلغ مائة الف جنيه استرليني وكانت السيده قد اكدت انه ضاجعها وانهااضطرت لذلك لتستعيد مفاتيحها وعلق روزينبيرج على القرارقائلا "من واجب المدعي الا يتدخل في قرار قضائي صدر من محكمة على اعلى المستويات وعليه ان يتأكد تماما من صحة الدلائل التي يقدمها "واضاف"اذا كان يسعى لمحاكمة رئيس دولة يجب عليه ان يضع هذه الاحكام في صدر اولوياته "فاذا كان هذا هو رأي المحكمة التي يمثلها اوكامبو في الادعاء فهل تجوز تخرصاته التي اوردناها لتسري على وطن ورئيس سعى لتشويه سمعته بدعاوى مختلفه لن يثبت ايا منها مهما بلغ به الحال ليس ذلك فحسب الصادرة من لاهاى Hollandblattفقد فصلت بتاريخ 18 -10-2008 سلوك اوكامبو تحت عنوان "قضاة بلا متهمين"وقد نقل ترجمتها الصحافي كمال الدين على النحو التالي :
"قالت إفادات عاملين سابقين في المحكمة وخبراء في العدالة الدولية ان عدد العاملين في المحكمة تسعمائة بميزانية مقدارها تسعين مليون دولار وانها نظرت فقط في اربع ملفات في خمس سنوات من جرائم في139 دولة وقال بروفسور وليم سباينر "تأسيسها كان اختراعا ثوريا لكنها ولدت معاقة "
وقال احد العاملين انه تلقي امرا من اوكامبو بالتجسس على زملائه وهدده بالطرد اذا لم يذكر اسماء "وقال ان اوكامبو يحب الاضو اء والالتقاء بالمشاهير والاداء الاستعراضى وتصفيق الجماهير وهو يحيط نفسه بنساء فاتنات غير مؤهلات ويتمتعن بسلطات واسعة داخل المحكمة, ( ربما يفسر هذا خلوالتمثيل القضائى من اى رجل )! ويرى البروفيسور شاباز "ان توجيه الاتهام للبشيرالغرض منه خطف الاضواء والعناوين الرئيسية , وان القضية صعبة الاثبات من الناحية القانونية "
وقال البريطانى اليكس دوال مدير منظمة عدالة افريقيا " توجيه هذه التهمة مجرد هراء لاظهار البشير بصورة ستالين , الذى يبيد شعبه " واضاف" ان ملاحقته تدل على قصر نظر لانها تضيق عملية السلام وتقديم التنازلات السياسية – ووصف السويدى كرستيان بالم رئيسه السابق بالضعف المهنى وعدم التمتع بالاخلاق الرفيعة "
ونعيد للاذهان ما قاله لقناة الجزيرة من ان القضاة الذين نظروا للشكوى المقدمة ضده " استمعوا الى اقوالى واقوال الضحية المزعومة فقرروا ان القضية لااساس لهل البتة واسقطوا التهم الموجهة لى" ثم قال بنفس التناقض " ان المحكمة الدولية لم تجد اثباتا لعدائيته وسوء نيته وحكموا لصالحه "! .والسؤال هو كيف تكون القضية لااساس لها البتة وفى نفس الوقت يحكم لصالح الشاكى ويعوض على ما لحقه بمائة الف دولار ؟ ونختتم الحديث عن استقلاله المطلق وبعد محكمته عن اى تاثير دولى بالتصريح الذى جاء على لسان الرئيس الفرنسى ساركوزى " ان قرار المدعى العام رسالة الى حكومة البشير لتقوم بتغيير سياساتها تغييرا كاملا " ولم يصدر من اوكامبو اى اعتراض على شأن هو من صميم اختصاصاته والرئيس الفرنسى يريد من السودان ان يغير سياسته لتناسبه هو وبهذه الوصاية يستنهض الارث الامبريالى القديم الذى يعتبر افريقيا حديقة خلفية حددها فى القرن 19 ما سمى انذاك (عبء الرجل الابيض ) وانها ساحة مليئة بشعوب متخلفة تتظر من يحمل اليها اضواء الحضارة وبالطبع لم يلتفت اوكامبو الى تقرير لجنة رواندا التى حققت فى الابادة الجماعية التى وقعت فيها عام 1994 وقد ظلت هذه اللجنة تحقق فى المأساة لاكثر من عشر سنوات وهى لجنة مستقلة من اى نفوذ حكومى وقد نشرت صحيفة تى زد الالمانية اجزاء منه بتاريخ 7\8\2008 ويمكن للقارئ الرجوع اليه ولكننا نختصر هذه الاجزاء منه " شارك الفرنسيون واتهم وزير العدل الرواندى تاركيا كروفارى 33 عسكريا وسياسيا فرنسيا بانهم مسؤلون عما حدث وكان العساكر الفرنسيون يغلقون الشوارع ويعتقلون التوتسى وارسلت فرنسا مستشارين عسكريين وطلائع مهاجمة " وتضيف الصحيفة " فى 6\6\1994 احتل الفرنسيون غرب رواندا بحجة التدخل الانسانى وقاموا هذه المرة بمساعدة الهوتو على التوتسى وكانت القوات الطليقة الفرنسية المهاجمة تسلحهم وتقدم لهم النصائح العسكرية ويسلمونهم المعتقلين التوتسى لتعميق الصراع وكانوا يوثقون من القى عليه القبض منهم ويلقون بهم احياء من خارج الطائرات وكان العساكر الفرنسيون يعلمون الهوتو كيفية اغراق الجثث فى نهر الروزيرى وتحت قيادة الكوماندو الفرنسى ديديا تيبوتاوزين كان العساكر الفرنسيون يغتصبون فتيات التوتسى واكدت هذا الخبر صحيفة لاموند الفرنسية فى 1\7\2007 حيث ابرزت وثائقا رسمية تؤكد ان الرئيس الفرنسى السابق فرانسوا ميتران كان على علم مسبق بخطط الابادة الجماعية فى رواندا اين دور محكمة اوكامبو من كل هذا ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.