بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى:(هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم* عندما كسر الإمام الغزالي مغزله ؟! تترنح المعاني على حبال التوصيل الأثيرية، وتنبت الصور فتربو أو تضمر كما الحبة في الأرض الطيبة أو السبخة (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياً..) المرسل يرسل خطابه فيسيل في أودية مستقبليه كل بقدره. قد يعيق المرسلَ علمه أو عبارته أو فطنته، وقد يعيق المستقبلَ فهمه، أو ذوقه، أو هواه؛ فيتبرم بما يلقيه المرسل، وتحدث القطيعة أو سوء التقدير. يحتج المستقبل على المرسل: لم لا تقول ما يُفهم.. ؟ فيجيبه ذاك ببرود: لم لا تفهم ما يقال ؟! يرى المتنبي أن العيب إنما يكمن في فهم المستقبل تارة: وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم ؟! ويراه كامناً في الذوق تارة أخرى.. ومن يك ذا فم مرّ مريض يجد مراً به الماء الزلالا.. وضع الرسول صلى الله عليه وسلم قواعد الخطاب فقال: (خاطبوا الناس على قدر عقولهم.. أتحبون أن يكذب الله ورسوله ؟!) وقال: (ما من رجل يخاطب قوماً فوق ما تدركه عقولهم إلا كان فتنة عليهم). تكمن المشكلة في عصرنا حيث أبيح العلم، وانتشر الخطاب إلى الخاص والعام فلم يعد بإمكان الغزالي رحمه الله أن يكتب (المضنون به على غير أهله..) وربما عند هذا الحد أدرك الغزالي محنة مغزله فكسره وتاب عن الكتابة وأمسك عن إلقاء الخطاب: غزلت لهم غزلاً رقيقاً فلم أجد لغزلي نساجاً فكسرت مغزلي من حِكم ابن عطاء الله: إنما تعمى القلوب ولا تعمى الأبصار (الله) كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي اظهر كل شيء كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر بكل شيء كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر في كل شيء كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الظاهر قبل وجود كل شيء كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو اظهر من كل شيء كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الواحد الذي ليس معه شيء كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أقرب إليك من كل شيء كيف يتصور أن يحجبه شيء ولولاه ما كان وجود كل شيء يا عجبا كيف يظهر الوجود في العدم أم كيف يثبت الحادث مع من له وصف القدم؟ خاطرة: إغراء الشياطين: إني لا أخشى على نفسي أن يغريني الشيطان بالمعصية مكاشفة.. ولكني أخشى أن يأتيني بها ملفعة بثوبٍ من الطاعة.. يغريك الشيطان بالمرأة عن طريق الرحمة بها.. ويغريك بالدنيا عن طريق الحيطة من تقلُّباتها.. ويغريك بمصاحبة الأشرار عن طريق الأمل في هدايتهم.. ويغريك بالنفاق للظالمين عن طريق الرغبة في توجيههم.. ويغريك بالتشهير بخصومك عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ويغريك بتصديع وحدة الجماعة عن طريق الجهر بالحق.. ويغريك بترك إصلاح الناس عن طريق الاشتغال بإصلاح نفسك.. ويغريك بترك العمل عن طريق القضاء والقدر.. ويغريك بترك العلم عن طريق الانشغال بالعبادة.. ويغريك بترك السنَّة عن طريق إتباع الصالحين.. ويغريك بالاستبداد عن طريق المسؤولية أمام الله والتاريخ.. ويغريك بالظلم عن طريق الرحمة بالمظلومين.. مناجاة ابن عطاء الله السكندري: مناجاة إلهي! أنا الفقير في غناي، فكيف لا أكون فقيراً في فقري. إلهي! أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جهولاً في جهلي. إلهي! إن اختلاف تدبيرك وسرعة حلول مقاديرك منعا عبادك العارفين بك عن السكون إلى عطاء واليأس منك في بلاء؛ إلهي! مني ما يليق بلؤمي ومنك ما يليق بكرمك. abubakr ibrahim [[email protected]]