نعم يطيب البكاء في حضرة الامومة ينبوع المحبة الذي لا ينضب والحب الذي يبدأ ولا ينتهي والشمس التي تشرق ولا ينطفىء ضياؤها محور الانسان والنبات وكل مخلوقات الله لانها محضورة بالود والمحبة يطيب عند فقدها البكاء وذرف الدموع مدرارا كغسول للقلب والدعاء بالغفران والرحمة تجلية للعلي القدير والرضى بارادته . صندوق ذكريات كل منا مشحون بكلمات طفولية سجلتها اقلامنا او اختزناها بدواخلنا بخربشات الطفولة هي الانسانية في اسمى معانيها مهما اختلفت اللهجات والسحنات وتباعدت بقاع الارض شرقها وغربها انها كلمات مستدعاء من رحم المحبة لتتماذج في حضرة الامومة وتشكل حالات وجدانية تتغذى في حضن الداف الروؤم . ان استدعاء الامومة والانسانية هما صنوان لاستخلاص قيم ومعاني فطرية من لدن العلي القدير وترجمة لثقافتنا الاسلامية السمحاء التي تكرم الام إيماء تكريم يكفي قول المصطفي عليه افضل الصلاة والسلام " امك ثم امك ثم امك " فالامومة هي رحيق الحياة والنورس الوضاء ومشكاة الضياء للابناء ومسيرة الاسرة مكون المجتمع الصحو والمتعافي .. اننا نستدعي العلاقة الحميمة التي ينسجها العلي القدير بين الام وفلذات كبدها وكيف ان بر الوالدين ينعكس ايجابياته على افراد الاسرة والمجتمع فالام هي ابيات الشعر المموسقة والمعتقة بقيم الجمال والوقار وكبار شعراء عرب من ذلك الزمان الجميل تغنوا بحب الام الراسخ في الوجدان واستمر ذلك الاحتفاء بها متناسقا مع كل الازمنة والامكنة وسيستمر مهما طال الزمان وبعد طالما كانت الأم وتدفقات عطاؤها الانساني ووهج حبها المتفرد النابع من فطرة الاهية.. وفي شهر رمضان افضل واكرم شهور السنة يطيب انهمار الدموع عند فقدها دون خجل او مؤاربة لان الترحم على من هن في كنف العلي القدير من امهات حان اجلهن لبث الاشواق الدفينه لحضنهن والتمرق بقربهن او للامهات اللائي ابعدتهن مسارات الحياة ومشغولياتها عن فلذات اكبادهن يكون البكاءا مقبولا بل مرغوبا يبلل مواطن الحب ويغمسها في غسول للنفس ولعل ابلغ وصف لهذه الحالة هي انها شعور فطريا طاغي يتملك الانسان حينما يفقد امه بالموت او الغياب الطويل ومهما غادرنا سنوات الطفولة او كنا على اعتاب الكهولة نظل وكاننا اطفال رضع نحتاج لثدي الام وتدفقات حنانها ولضرورات استدعاء التجارب الانسانية في حضرتها والحوجة لخبراتها ونصائحها .. " سيرة الام " وعشق حبها يناهض عقوق الوالدين ويدحره فهو السراج الوضاء للعلاقات الانسانية السامية بين الابناء والامهات وترابط المجتمعات وتماذجها حري بنا دائما ان نكون نماذج تحتذي ووسائل وآليات تدعم وتعالج اي خلل يعتري العلاقات السوية بين الام وابناؤها وصولا لمجتمعات متعافية رصينة تجسم ان الامومة هي منبت الحب والجوهرة الغالية الثمينة التي تتمحور حولها القيم النبيلة التي ترسخ للعلاقات الانسانية وتستدعي كل ما يؤطر لبقائها بوتقة الاعتدال والترابط الاسري مكون المجتمعات وبذرتها الاساسية .. وعلى الخير والمحبة نلتقي .. عواطف عبداللطيف awatifderar [email protected] اعلامية مقيمة بقطر همسة : اللهم انزل رحمتك وغفرانك على آمي " امنة كانور " وطيب ثراها بقدر ما كانت رحيمة بنا وعلينا انك انت الرحمن الرحيم .