هناك فرق أيقونة الأمومة الآمنة!. منى أبو زيد حصاد الخصوبة وتاج الأنوثة وتتويج المودة والرحمة والسكن معجزة الخالق، ودهشة الخلق المتجددة نطفةً فعلقةً فمضغة ثم عظاماً تكتسي لحماً يقف الوافد الجديد على أعتاب الحياة تشتدُ الطرقات العَجولة على بوابة الوصول فينتفض الألم المعقود بين الحنايا على حبَّات الانتظار ثم انبلاج الفرح بالوافد الجديد نبضًا آخر وحلما آخر! رحلة الصبر الجميل ومشهد البطولة الأنثوية العظمى التي أوقفت نبض التاريخ وانتزعت أركان الجنة من عليائها واضعة سقفها الرحيب تحت أقدام العطاء الفطري الخالص المبذول طوعاً دون اشتراطٍ أو انتظارِ وفاء! تلك الرحلة النبيلة التي تستحق أقصى درجات الأمن وأعلى مراتب الأمان ظلت محفوفة عبر تاريخ الإنسانية الطويل، بمخاطر المرض والموت، التي اجتهد العلم الحديث في تقنين حوادثها، والحد من احتمالاتها المتعددة وقد كان تاريخ الأمومة الآمنة في السودان حتى ماضينا القريب مشرفاً وعظيماً بل كنا في مراتب الأفضل بين الدول بفضل تطور وضع القبالة في السودان دراسةً ومهنة وكانت الداية السودانية مثالاً يُحتذى، وملكة متوجة على عرش التجويد المهني قبل أن تهتز مكانتها ويخفت صيتها بفعل عوامل التعرية المهنية التي اورثتها الانحسار بعد الانتشار والفقر بعد الغنى! أُهمِلَت مدارس القبالة وأغلق بعضها أبوابه منذ زمن فارتفعت نسبة وفيات الأمهات حتى ارتبط اسم السودان بصدارة قائمة موت الأمهات واستُبدل صبر وحكمة وحنكة ومهارة القابلة المتفرغة بحداثة علم الطبيب العصري وبضجره وعجلته وقلة حنكته أحياناً! وبينما العالم كله يتجه اليوم نحو العودة الطوعية إلى الولادة في المنازل أصبح السودان في ذات الحاضر مسرحاً لمأساة وفيات الأمهات وبتنا لا نملك إلا ذكريات ريادته العتيقة في مهنة القبالة ومذكرات تاريخ الداية السودانية ذات المواصفات العالمية في وقت مضى! الداية السودانية أين هي اليوم من أمسها الزاهر؟! وإلى أين تسير مهنة القِبالة في مجتمعنا المترامي؟! وكيف السبيل إلى تذليل عقبات مسيرة الأمومة الآمنة في السودان، من خلال تفعيل دور القابلة وتأهيلها؟! أوليس من الطبيعي أن تبحث هذه الأسئلة عن إجابات نزيهة بين أروقة وفي أضابير وبنود وقرارات مؤسسات الطب والصحة والمجتمع في هذا البلد؟! عندما نتحدث عن الأمومة الآمنة فنحن نعني الأم الظاعنة قبل القروية وساكنة الأقاليم البعيدة قبل المدن القريبة نعني بالدرجة الأولى نساء المجتمعات التي تبعد كثيرًا عن نقاط الخدمات الصحية والإسعافات الأولية والتي ظلت معدلات وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة ترتفع فيها لسنوات طوال! أعيدوا للقابلة السودانية عهدها الزاه وارفعوا اسم السودان من صدارة قائمة موت المواليد والأمهات! التيار