ندين بشدة الهجمة الشرسة التي ينظمها جهاز الأمن على حرية الصحافة والصحافيين. نطالب بإيقاف هذه الحملة الشعواء فوراً مع تعويض المتضررين منها مادياً ومعنويا. معاً من أجل صحافة حرّة ومستقلة أو لا صحافة. لايُخفى عليكم أمر الهجمة الشرسة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية لخنق الكلمة من خلال مصادرة الصحف بعد طباعتها، والهدف من ذلك هو مضاعفة الخسائر بالنسبة لأصحاب الصحف (بغرض تتبيع الصحف أو إضعافها الذي يؤدي لإغلاقها). في اليوم الأول لاستقلال دولة الجنوب، تم تعليق إصدار خمسة صحف إنجليزية، إضافة إلى صحيفة أجراس الحرية وكان ذلك بمثابة الهدية الأولى للجمهورية الاسلامية المزعومة، والحصيلة تشريد أكثر من مائتي شخص من العاملين في هذه الصحف ومايترتب على ذلك بالنسبة لأسرهم، وبعدها تم سحب تراخيص هذه الصحف مما يعني إغلاقها نهائياً. وخلال الاسبوع الماضي تمت مصادرة صحيفة الصحافة، وصحيفة أخبار اليوم، وصحيفة الجريدة بذرائع منها أنها أصبحت نسخة جديدة من صحيفة أجراس الحرية! كما تمت مصادرة جريدة الميدان لأربع مرات متتاليات، وأول الأمس تم تعليق إصدار ستة صحف رياضية، بالأضافة للعديد من الصحف التي تنتاشها سهام الأجهزة الأمنية من وقتٍ لآخر، كل هذا يحدث في إنتهاك واضح للقوانين الدولية التي صادق عليها السودان، وفي تعّدٍ صريح على حرية التعبير التي كفلها الدستور الإنتقالي، والذي يقضي باللجوء للقضاء في حالة تضرر أجهزة الدولة من المواد المنشورة، ولكن تأبى السلطات إلا أن تستخدم القوة في إزاحة الرأي المخالف لرأيها. وقد صرّح رئيس البرلمان بأنهم يرصدون كلّ الصحافيين، وفي هذا إشارة واضحة للمزيد من التضييق على هامش الحريات (الضيِّق أصلا). إننا في حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)، ندين بشدة الهجمة الشرسة التي ينظمها جهاز الأمن على حرية الصحافة والصحافيين في السودان؛ وننوه إلى أنه مؤسسة قومية لجمع المعلومات وتحليلها بمقتضى الدستور وليس جهة تنفيذية، ونطالب بإيقاف هذه الحملة الشعواء فوراً مع تعويض المتضررين منها مادياً ومعنوياً، كما نناشد مجلس الصحافة والمطبوعات أن يقوم بالدور المنوط به، في السعي للإرتقاء بمهنة الصحافة بإتاحة المزيد من الفرص التدريبية للصحافيين داخلياً وخارجياً، وحمايتهم بوضع المزيد من القوانين التي تكفل حقوقهم، بدلاً عن إذلالهم وتشريدهم بل وضربهم كما حدث مع مراسل قناة الجزيرة الإخبارية أسامة سيدأحمد في الدمازين. كما نحيي الوقفة الشجاعة والجسورة للأخوة الصحافيين الذين يعملون بصبر في ظروف بالغة التعقيد، ونهيب بهم المزيد من التفاني والنضال فقد دنت ساعة الخلاص، ونطالب في ذات الوقت نقابتهم، بأن تتصدى للدفاع عن عضويتها بعيداً عن الإنتماءات الحزبية الضيّقة، وأن تعمل على طرح الأمر مع الجهات المختصه سعياً لحل هذه المشاكل بدلاً عن التطبيل للنظام الذي لايتورع في تكميم الأفواه. معاً من أجل صحافة حرّة ومستقلة أو لا صحافة المجلس القيادي لحركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) 14سبتمبر2011