alrasheed ali [[email protected]] لأول مرة تطأ اقدامنا المملكة العربية السعودية في يناير 1981 ابان عهد مايو (النميري)، له الرحمة، كانت الأوضاع الاقتصادية مستقرة نوعا ما، وكنا تحت تأثير (الصدمة) الحضارية نعقد المقارنات خاصة بين اسعار السلع في المملكة والسودان وكان هناك في تلك الفترة شح واضح في السلع في السودان بعكس ماهو حاصل الأن حيث يمكن ان تجد (لبن الطير) وبالمناسبة اكتشف العلماء حقيقة أن للطير (لبن) مما سيفسد المقولة واستخدامتها، كانت الفلوس في الجيوب والسلع شحيحة على (الرفوف) والآن الرفوف (متروسة) والفلوس (مدسوسة) او صارت (نفيسة) وبخاصة (الكاش). وكنا آنذاك نقسم على أربعة أي أن الجنيه السوداني يساوي أربعة ريالات سعودية، يعني لو في سلعة بستة عشر ريالا سعودية فهذه بالسوداني تساوي اربعة جنيهات فقط، هذه من حيث قيمة الفلوس وليس سعرها في السودان. والآن انقلبت الآية واحسب كم جنيها في الريال السعودي؟؟؟؟؟؟؟؟ المغتربون العائدون من السودان بعد قضاء اجازاتهم (الممتعة) هناك يعودون ولسانهم لا يفتر من الاشارة الى الغلاء الفاحش في السودان، فالحياة في نظرهم سعيدة جزلة تسير بايقاع (منضبط ومرح) الا أن المعيشة وغلاء الاسعار والسلع (ينغص) عليهم (حلاوة) الحياة، فلكي تجاري (ناس) السودان لابد ان يرتفع ضغطك وتصاب بالدوار والدوخة احيانا، فالسلعة التي يشتريها المغترب في السعودية بدراهم معدودة لا بد ان (ينفق) عليها (رزمة) من الدراهم في السودان، ويقول صاحب سيوبر ماركت في السودان أهلنا المغتربين معروفين لدينا، ذلك لأنهم دائما يستنكرون بقولهم (ليه) سعرها كده، عندما يسألون عن سعر سلعة معينة، اما (الأهالي) فقد تعودوا على (التصخم) و (بهلوانية) الاسعار في السودان، فهي كل يوم في ازدياد مضطرد، فأصبحت اسعارهم (طيارة) بل بعض الأسعار (صاروخية). فالمغترب يدخل السيوبرماركت في السودان مبسوط للوفرة (الخرافية) ولكنه يخرج وعيونه يتطاير منها الشرر للأسعار (الجزافية) التي لا تخضع لأي قانون أو نظرية اقتصادية سوى قانون (الغاب) أي يعني (غاب) أب شنب ولعب أب ضنب، فغياب السلطات شجع (جشع) التجار الى ان يستفحل ويصبح (غولا) كبيرا هو (غول) الأسعار التي اخذت تتضخم بشكل كبير لا ضابط ولا رابط له. طبعا المغترب معه حق، فمن حقه ان يستفسر عن سبب ذلك الغلاء الفاحش ومن حقه ان يندهش لتلك النقلة (الواسعة) في اسعار السلع، فلماذا تتضاعف مثلا سلعة ما اضعاف واضعاف عن سعرها في السعودية التي يفصل بيننا وبينها سوى كيلومترات، ومن حقه ان يسأل لماذا تباع اللحوم السودانية في مدن المملكة بأقل من اسعارها التي تباع بها في مدن السودان بلد المنشأ الذي صدرها؟؟؟؟؟ بالله عليكم (موش) حاجة فعلا ترفع الضغط وتسبب الصداع. والأمر الذي يسبب (الضغط) ليس هو غلاء أسعار السلع فقط، بل ارتفاع وغلاء رسوم القبول في الجامعات والمعاهد العليا، فعند بلوغ الأبناء سن الجامعات يبدأ عند المغترب هم جديد هو (انشطار) الأسرة الى نصفين، احدهما (ينحت) و(يكد ويعرق) في بلاد الغربة والآخر (يصرف) ما لا (ينصرف) الا في بلاد السودان، مما يتطلب ايضا فرض تبعات اقتصادية ومالية جديدة حيث ستنشطر ميزانيته الى (شطرين) لكي يغذي كل شطر شطره، فبينما كان (الماعون) واحد و (الصرف) واحد تتعدد (المصارف) مما يترتب عليه استنزاف ميزانية المغترب فيوقف جميع اوجه الصرف الأخرى بما فيها الصرف على (أعمال) البناء وبيت العمر، لكي يواجه الظروف الاقتصادية (الضاغطة) الجديدة، ليسدد فاتورة التعليم (الباهظة)، حيث يتكلف الطالب/الطالبة الواحدة مبالغ (طائلة)، مصاريف الدراسة والمعيشة والسكن والمواصلات وتذاكر السفر في الاجازات من والى السودان، وتتكرر القائمة مع كل ابن أو ابنه تصل الي (سن) التعليم الجامعي (الاستنزافي)، وكان الله في عون المغترب ان كان أولاده قد اختاروا الكليات العلمية سيما الطب العام او الأسنان أو (الهندزة) كما يحلو لأهل السودان تسميتها، فالويل له من المصاريف الدراسية الباهظة ومصاريف كتب الطب الغالية. أليس من حق المغترب أن يتبرم من غلاء الأسعار؟؟؟؟؟ أليس من حقه الشكوى؟؟؟؟ ولكن لمن؟؟؟؟ لقد شكا وتواصلت شكواه ومعاناته جيل وراء جيل، فهل من مجيب؟؟؟؟ يامن بيدهم (الأمر) هذه مسألة مستعجلة لا تقبل التأجيل والتسويف، اتركوا ما في أيديكم من (سفاسف) واعكفوا على حلها، ودون شك هناك حل للمسألة.