السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا أحد طلب منك يا سلفا كير مساعدتنا ؛ فنحن لا نحتاجكم!! .. بقلم: د. أبوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 11 - 10 - 2011


بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:(هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية
هذا بلاغ للناس
توطئة:
 اليوم سأروي لكم المثل السوداني بحرفيته دون تحوير إذ يقول: ( شيّلو حمل ظرط قال متعود يشيل العجول)!!؛ هذا المثل ينطبق على ما أدلى به ممثل حكومة جمهورية جنوب السودان أول من أمس حين تمت استضافته والصحفي الدكتور خالد التيجاني النور – في برنامج إخباري بتلفزيون ل ((BBC حين أراد استطلاع رأيه في زيارة رئيس جمهورية الجنوب سلفا كير للخرطوم - والتي جاءت بناء على رغبة منه - أي أنها لم تكن بدعوة من حكومة السودان أو رئيسها عمر البشير !! ؛ إذ قال ممثل حكومة جمهورية جنوب السودان وبابتسامة باهتة تدل على الخطل والكذب الصُراح ل (BBC) أن سبب زيارة الرئيس سلفا كير هي مساعدة شعب وحكومة السودان على تجاوز أزمته الاقتصادية!! . سبحان الله هذا الافتئات والدجل السياسي لا ينطبق عليه إلا ما ذكرته من مثل سوداني ألحقه بمثل إخوتنا في شمال الوادي والذي يقول: "من إمتى الحداية ترمي كتاكيت "؟!. فمنطق العقل يقول: ا جرت العادة أن المحتاج يذهب إلى المحتاجٌ إليه لا العكس؛ ولكن يبدو أن الحركة الشعبية ورموزها عندما يتعاملون وفق مفاهيم معكوسة ؛ فعندما أدركوا ورطة تبعات الانفصال لم يستطيعوا تبرير أسباب تلك الضائقات التي يعيشها شعب الجنوب - بعد أن وعدوه بالجنة – فأطلقوا كذبة وصدقوها لمجرد حفظ ما وجوههم أمام شعبهم المكلوم وبعد أن أصبح الواقع مريراً على غير ما صوره له من أراد طمعاً أن يتربح ويغتني من عائدات النفط لتحقيق ثروات شخصية ؛ وقد تحقق لباقان أموم من رخصة تشغيل الموبايل وبعد أن استأثر بكامل الكعكة بعد أن اختلف مع " المجموعة" بعد اتفاق وتفاهم " جنتلمان بالتقاسم فدبّت الغيرة بين رفاق الأمس وبعد أن نال منها صديقه عرمان الفتات كما أشيع – والعهدة على من أشاع -؛ لذا كان لا بد من طرده خارج مسرح اللعبة وعزله من أي منصب حكومي بعد أن استأثر بما دفعته الشركة المشغلة تحت " التربيزة"!! عندئذٍ وفي محاولة بائسة ويائسة كان عليهم الاتجاه صوب الشمال الذي حذرهم من مغبة الانفصال وأضراره إلا أن البعض منهم أخذته العزة بالإثم وظنوا أننا نطمع في بترولهم كما قال الإمام الحبيب ضمنياً ذلك؛ فأراد سلفا كير أن لا يظهر هوانه و الوهن ألملم بالدولة الوليدة والتي لا تملك المقومات اللازمة لتعتمد على نفسها لا في الأمد القصير ولا المتوسط!!
المتن:
 دعوني أولاً أنقل لكم خبر الزيارة الآتي كما نقلته ال (BBC):[ وصل رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت إلى الخرطوم في أول زيارة إلى السودان منذ انفصال بلاده في يونيو/ حزيران الماضي ]؛ ونحن نعلم دقة النقل الخبري لهذه المحطة العريقة فهي لم تذكر أبداً أن الزيارة هي تلبية لدعوة من حكومة السودان ؛ إنما هي زيارة كان قد طلب سلفا كير كأجنبي سمة الدخول التي تطلب من رعايا دولة ما لزيارة دولة أخرى حتى تتم ؛ وبأريحية السودانيين وحيائهم قالوا له أنت لا تحتاجها حالياً لأنه لم يتم الاتفاق بين الدولتين على برتوكول ينظم تأشيرات الدخول وعلى كل حال تفضل وهات ما عندك.
 جاء سلفا كير إلى الخرطوم عاصمة وطنه السابق منكسراً ؛ غريباً أجنبياً ؛ وبدأ بأول القصيدة وكان أولها كفر، فقد صرح من في معيته بضرورة انسحاب القوات المسلحة من " ابيي" ظناً منه أنها ورقة ضغط يمكن أن يحقق بها مكاسب تمثل في حقيقتها أسباب الزيارة كإعادة فتح طرق المواصلات البرية والنهرية حتى تتدفق السلع التموينية حتى يسد رمق الذين انتفضوا عليه في أنحاء كثيرة من مقاطعات الجنوب!!.
 جاء سلفا كير قبل انتهاء فترة الثلاث أشهر التي تنتهي في أكتوبر الجاري؛ وهي المهلة التي أمهلها له السودان للتوصل إلى اتفاق بشأن تقاسم النفط أو دفع رسوم عبور, إيجار الأنبوب الناقل ورسوم الاستفادة من الموانئ والمصافي السودانية. فممثل حكومة جمهورية الجنوب أبدى اعتراضاً لمذيعة هيئة الإذاعة البريطانية عن أن حكومة السودان تطلب من حكومة الجنوب (32) دولاراً نظير هذه الخدمات وذلك في سعيٍ منه لكسب التعاطف ولكنه نسي أو تناسى حين لم ترد عليه أن الغرب كله لا يستطيع التعاطف معهم لأن الأمر ليس فيه نزاع ملكية ولكن كما يقول المثل " من حكم في ماله ما ظلم" ؛ وطالما هذا العرض مرفوض من قبلهم فليبحثوا عن مصدرٍ آخر لتصدير نفطهم وليبحثوا عن وسيلة جوية – بالطبع النقل الجوي مكلف - لتوفير المواد التموينية لشعبهم أو الاستعانة بدور جوارهم وهم في هذه الحالة كالمستجير من رمضاء أم عمر بالنار!! .ز فكلهم في الهم شرق!!
 مقتطفٌ آخر من موقع ال (BBC) نشر في 21/9/2011عنوانه : رئيس جنوب السودان يعلن الحرب على الفساد :[ أعلنت دولة جنوب السودان المستقلة حديثا سلسلة إجراءات لمكافحة الفساد. وحدد الرئيس سلفا كير في خطاب مفتوح "أربع خطوات حرجة".إذ سيتم مراجعة مبيعات الأراضي وإخضاع العقود الحكومية لقوانين جديدة وسيطلب من المسئولين إعلان أصولهم ودخولهم. ويأتي الإعلان قبل لقاء كير مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الأمم المتحدة وعقب ضغوط محلية ودولية لمواجهة المشكلة. واستقل جنوب السودان في يوليو/تموز إلا أن زعماءه يديرون المنطقة بشكل اقرب للحكم الذاتي وبميزانية كبيرة منذ ست سنوات قبل الاستقلال. وقال الرئيس كير إن الحالات التي سرقت فيها أموال على ما يبدو سيتم التحقيق فيها وستنشر النتائج علنا. وذكر بالتحديد فضيحة شهيرة تتعلق بصفقة ذرة، وهو الغذاء الرئيسي هناك. وقال الرئيس انه سيتم تعيين مستشارين من دول افريقية أخرى في المؤسسات الرئيسية وسيتم تعزيز مفوضية مكافحة الفاسد . وكانت منظمات المجتمع المدني والصحفيون في جنوب السودان والحكومات الغربية انتقدت بشدة ممارسات الفساد في جنوب السودان. ويقول مراسل بي بي سي جيمس كوبنول إن توقيت إعلان كير يعني انه يريد تقديم نواياه الحسنة قبل لقائه أوباما وهو اللقاء المهم بالنسبة لجنوب السودان. وجاء استقلال جنوب السودان بعد عقود من الصراع مع الشمال قتل فيها 1.5 مليون شخص. و جنوب السودان غني بالنفط لكنه من اقل دول العالم تنمية، ويموت فيه طفل من كل سبعة في سن دون الخامسة]. عندما كانوا شركاء في الحكم أبّان الفترة الانتقالية كان الأموميون والعرمانيون وزمرة أبنا قرنق يحملون لواء اتهامات المسئولين في حكومتنا بالفساد لتشويه صورة الحزب الشمالي شريكهم في الحكم ليس من أجل عيون أهل الشمال ولكن لحقدٍ دفين لحكومة تعلم ثانية بثانية ما يحيكون ؛ يتشدقون بمحاربتهم للفساد وكأنهم أياديهم طاهرة وذممهم ناصعة البياض وهم الوحيدون حملة مشاعل الفضيلة والنزاهة بينما الحقيقة أنهم أنجس من ذيل كلب أجرب ولصوص محترفون حاصلين على شهادة الجودة في الفساد (ISO Certified ) على وجه الخصوص عرمان وباقان؛ فها هي رائحة الفساد في الجنوب تزكم الأنوف ولم يتجرأ أحد ممن يتهم الآخرين في الشمال استطاع أن ينبث ببنت شفة ضد بعض من رموز الحركة الشعبية من اللصوص السَرَقَة الفاسدين وكما يقول المثل ( أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة)!!
 جاء الوفد الكريم برئاسة الرئيس سلفا كير للخرطوم طالباً " بعين قوية" فتح أبواب الجامعات لطلبتهم الذين شحنوهم في لمح البصر وبحركة ترحيل محمومة بين شهري يونيو ويوليو الماضي للجنوب " الجنة الموعودة" ليصلوا بالاستفتاء إلى نسبة 98.5%؛ وقلنا لهم ربنا يسهل عليكم وعلينا.. ألف مبروك ؛ وذهب الرئيس البشير وشاركهم احتفالهم بالدولة الوليدة وأبدى لهم حسن النوايا ونعن نعلم أنهم يضمرون لنا الشر ؛ احتفل معهم البشير هنأهم بالانفصال الذي أسبغوا عليه صفة " استقلال" ؛ والكل يعلم أن الاستقلال لا يتم إلا بعد استعمار ولكنهم لم يتعلموا الدرس من التشيك والسلوفاك ؛ ثم أصبح الصبح عليهم ولم يجدوا ما يأوي أعداد الطلبة الذين كانوا يتعلمون في جامعات ومدارس التعليم بمختلف مؤسساته في السودان الواحد وفوجئوا بأن هناك بطون خاوية تعاني من الجوع ؛ وهم لا يدركون أنهم اختاروا الانفصال بمحض إرادتهم وبالتالي أصبحوا رعايا دولة أجنبية يريدون أيضاً أن يستفيدوا من حقوق المواطنة في بلد اختاروا الانفصال عنه!! لم نتعجب ولم نشمت حينما هللوا لما أسموه “ الاستقلال" فكيف يستقيم عقلاً أنهم يريدون مساواتهم في الحقوق التي يمنحها السودان لمواطنيه دون يصدقوا أنهم أصبحوا رعايا لدولة أجنبية لا تتوجب ولا تحق لهم هذه الحقوق.
 هم يريدون أن يتمتعوا بذات حقوق المواطن السوداني " المندكورو" في التعليم والحصول على المواد التموينية التي نستوردها بالعملة الصعبة ويريدون استغلال طرق مواصلاتنا التي بنيناها بربط الأحزمة على البطون وذلك لنقل الزاد والدواء والعباد ؛ ويريدون أيضاً استغلال موانئنا وخطوط أنابيبنا لنقل النفط مقابل والحالة هذه فهم يعتقدون أنهم يتفضلون علينا وأنهم اليد العليا؛ أي أنهم سيعطوننا " حسنة" ليساعدوننا.!! وبصراحة وبالواضح المكشوف نحن لا نريد منهم منة ولا عطية وإن كانوا يعتقدون أنهم يمنون بذلك علينا فليوقفوه ويحرموننا منه ونحن راضون.!!
 جاؤوا يطلبون ما هو نكتة تدعو للسخرية والضحك ملء أشداقنا ؛ أتدرون ماذا يطلبون؟! يطالبون ويطالبون بعين قوية " بالجنسية المزدوجة وعندما يئسوا واستيأسوا وأدركوا استحالة مطلبهم ؛ انخفض سقف طلبهم ومطالبتهم إلى مستوى " الحريات الأربعة" التي اقترحها عليهم الإمام الحبيب الصادق المهدي تقرباً وزلفى فالحركة أياديها بيضاء على الجميع ممن هرولوا إلى مؤتمر جوبا!! وذلك أسوة بما بيننا وبين توأمنا في شمال الوادي. أتدرون لماذا انخفض سقف مطلبهم ؟!. الإجابة بسيطة ولا تحتاج لذكاء أو فهلوة أو إعمال عقل وهي: أنهم عندما رحّلوا الجنوبيين واستغلوهم في الاستفتاء وبعد أن احتفلوا " بالاستقلال" عن المستعمر السوداني " المندكورو" وابتهجوا بتأدية مختلف الرقصات الفلوكلورية وانفض السامر ؛ بعدها راحت السكرة وجاءت الفكرة وجاءت لحظة الحساب لعدم تنفيذ الوعود التي وعدوا بها شعب الجنوب الذي كانت أحد أهم أسباب الانفصال – حسب زعم الحركة الشعبية هو التهميش ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية؛ كانت شعارات سامية وُظِفَتْ لأهدافٍ غير أخلاقية وخدعوا بها الشارع الجنوبي لذا كان لا مفر إلا أن يطلب سلفا كير زيارة جمهورية السودان فلا مفر لديه ولا مهرب للخروج من مأزقه إلا بالقفز والتهرب من الواقع المرير الذي يواجهه ووضع فيه نفسه أمام شعبه ؛ إلا بمحاولة إيجاد وسيلة ما لعودة مواطنيه إلى جمهورية السودان طمعاً حتى في وظيفة (هامشية) توفر له ما يملأ بطنه بدلاً من التضور جوعاً في وطن مستقل عجز قادته عن توفير حتى أبسط مقومات الحياة لمواطنيه مثل الماء الصحي والطعام والمسكن والدواء والأمن ؛ وإن حدث - وتمت الموافقة على هذا الطلب المضحك - ولا أظن ذلك – فسيكون مواطن دولة الجنوب أجنياً لا يتمتع بأي حقوق حتى حقوق " مواطن درجة ثانية " حسب ما كانوا يزعمون قبل الانفصال؛ فلماذا يقبلون بأقل مما كان متاح لهم بعد أن أصبحوا أجانب !!.
حاشية:
 أستحلفكم بالله هل ترك لنا إخوتنا في جمهورية جنوب السودان أي فرصة للتعاطف معهم ومساعدتهم، أليس هم قتل التجار الشماليين حرقاً؛ أليس هم من حرق المساجد ويحولونها بعضها لمخازن؟! ، أليس هم من يمنعوا تعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية نكاية بالسودان ومداراة لإسرائيل وكسب ودها؟! أليس هم من دبر عملية انهيار العملة السودانية حينما أعلنوا فجأة التداول بعملتهم بغير ما اتفق عليه لأن يتم السحب تزامناً في الدولتين؟! أليس هم من آزر ودعم وموّل وسلح المتآمر المتمرد عبد العزيز الحلو في جنوب كردفان؟! أليس هم من حرض وآزر ودعم ومول المتمرد المتآمر مالك أقار ليقتل مواطنينا وأهلنا في جنوب النيل الأزرق؟! أليس هم من اعتدى على قافلة الأمم المتحدة في( ابيي ) وقتلوا أبنائنا في القوات المسلحة وهم يعيدون الانتشار حسب ما اتفق عليه؟! أليس هم من أتاح حرية الحركة لمناوي وخليل بعد هروبه من ليبيا؟! أليس هم من آوى عرمان ليعمل ضد وطنه الأصل ؟! فوق هذا وذاك أليس لوكا بيونق هو من حرّض الإدارة الأمريكية بعدم رفع الحصار عن السودان وتم رفعه عن جنوب السودان فقط؟!
هامش:
 حتى إن نسينا للحركة الشعبية التي تحكم جنوب السودان وكل رموزها بلا استثناء كل هذه المرارات والمآسي ؛ فهل ننسى أول خطاب للرئيس سلفا كير نفسه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي خصص 85% للتحريض ضد السودان ؛ تحريضه كان تصريحاً وتضميناً وكان يعتقد أن سيسجل أهدافاً في مرمى السودان وسيكسب تعاطف ما يسمى " بالمجتمع الدولي" معه ؛ فقد تساءل ذاك المجتمع : لماذا كل هذا الحقد وقد أوفى السودان معه بما وعد فأجرى الاستفتاء واعترف بالدولة الوليدة وشارك رئيس جمهورية السودان في احتفالاتها؟!
 ربما أن تنازل سلفا كير ومن ورائه أولاد قرنق لزيارة الخرطوم هو ما همس به الرئيس أوباما له عندما إلتقاه على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة طالباً منه إقالته العثرات التي يواجهها شعب الجنوب فكانت الإجابة : إن أمريكا تمر بظروفٍ صعبة وبأزمة مالية حادة وأنتم لديكم النفط فاجلسوا مع حكومة السودان واتفقوا على معادلة لتقاسمه!!. هذا يعني ضميناً أن أوباما أراد أن يقول له ضمناً " لقد ساعدتاكم في إقامة دولة خاصة بكم وقد آن الأوان لتعتمدوا على أنفسكم خاصة أن الفساد المستشري بين أعضاء حركتكم ونخبها أزكم الأنوف وعمّ القرى والحضر.أراد الرئيس أوباما أن يقول لسلفا كير انتهى الزمن الذي كنتم فيه "The Spoiled Rabbits" أي الأطفال المدللون.!!
 أليس من الأولى بالرئيس سلفا كير أن يهتم بحل مشكلة التمرد من القادة العسكريون المنشقون على الحركة الشعبية دون دعم التمرد في دولة مجاورة عضو في الاتحاد الأفريقي؟! .أليس من المفيد أن يعمل على حلحلة ما لديه من مشاكل مزمنة ومعقدة داخل البيت الجنوبي خاصة أن الأنباء تواترت عما حدث في رمبيك والرنك قبل أن يمد بصره لبيت الجيران؟!
هامش الهامش:
 الرئيس البشير يدرك المرارة التي يشعر بها شعب السودان من جراء ما قامت به نخب الحركة الشعبية ضد السودان وشعب السودان من قبل مؤامرات وبغض وحقد رموز حكومة جمهورية جنوب السودان فيما بعد ؛ ولا أظن أنه سيغامر بالثقة التي أولاها له الناخب والشارع السوداني . أرجوك أخي الرئيس لا تقدم لمن أراق الدماء الزكية في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ودنس قبور موتانا المغدور بهم شهداء 1955!! .
 ورجاء ملح أرجوك أخي الرئيس وجِّه الخارجية السودانية لتطلب من حكومة جمهورية جنوب السودان أن تكف وتغلق أبواقها عن مزاعم مساعدة جمهورية السودان فنحن لم نطلب منها ذلك؛ فليساعدوا أنفسهم أولاً قبل الزعم بمساعدة دول أعرق وليست وليدة ما زالت تبحث عن الطعام لشعبها.!!
 أخي الرئيس إن هؤلاء لآ أمان لهم فهم لا يصونون عهداً والتجارب أثبتت لنا ذلك .. ونحن لا نريد منهم ما يعتقدون أنهم يمنون به علينا فنحن الأغنى بحول الله وقوته
abubakr ibrahim [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.