خرج فريق الهلال كالعادة قبل أن يكمل خطوته الأخيرة نحو المباراة النهائية في كبري بطولات الأندية الأفريقية (الأندية الأبطال) ومؤكد أن هذا الخروج قتل حلم القاعدة الهلالية العريضة بتحقيق البطولة التي عمل لها بإجتهاد واضح خلال العشر سنوات الاخيرة ولكن كالعادة أيضا لعب غياب الإستقرار الإداري الدور الأكبر في عدم تحقيق هذا الحلم ويبدو أن الأزمة الإدارية ستظل مسمارا في خاصرة الكرة السودانية لسنوات قد تطول إن لم تتغير كثير من المفاهيم التي أقعدت بالكرة عندنا. إنتهت مباراة أمس الاول أمام فريق الترجي التونسي بالمغادرة من نصف النهائي ولكن لم تنته كرة القدم ولن تنتهي ولن تتوقف عند أي محطة من المحطات لأن كرة القدم كما نعلم لعبة مستمرة لاتعرف لغة اليأس والإحباط والبكائيات علي اللبن المسكوب خاصة وسط اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية بإفتراض العقلية الإحترافية التي تنظر دائما إلي الأمام وترفض الوقوف عند العاطفة وماأدراك ماالعاطفة وسيطرتها شبه الكاملة عندنا علي القرار وفي الفعل ورد الفعل .. ليبقي السؤال ماذا نتوقع من مجلس إدارة نادي الهلال في المرحلة القادمة بداية من المتبقي من الدوري الممتاز الذي أصبح بعيدا إلي حد من واقع فارق النقاط بينه والمتصدر فريق المريخ وماهي خططه للموسم القادم خاصة وأن التنافس علي البطولتين الأفريقية والمحلية ستبدآن بعد أشهر قليلة وقبل ذلك أمامه محطة مهمة وهي فترة الإنتقالات الرئيسية ولابد هنا من التذكير بأن مجلس الإدارة سقط سقوطا مدويا في إمتحان الشطب والتسجيل في الفترة التكملية للموسم الحالي بشطبه لعناصر ثبت إحتياج الفريق لها في مشواره الأفريقي مثل حمودة بشير وصدام الدروشاب اللذان لم يشاركا مع فريقهما الجديد لأنهما لعبا النصف الاول من الموسم مع فرقة الهلال وزاد المجلس (الطين بلا) بعدم تعاقده مع لاعبين في الوظائف الدفاعية سبب المعاناة التي إستمرت مع الفريق حتي المباراة الأخيرة سواء عن طريق الإعارة أو تسجيل لاعبين محليين لايعانون من إشكالات قانونية في المشاركة بالدوري الممتاز .. وكانت الكارثة أو القشة التي قصمت ظهر البعير التعاقد مع لاعبين أجانب في وظائف لايحتاجها الفريق في هذه المرحلة ليس هذا فقط ولكنها مكتظة باللاعبين بالتعاقد مع المهاجم الكاميروني أوتوبونج ولاعب الوسط المهاجم إبراهيما توريه واللذان لم يقدما للفريق أي أضافة تذكر في مرحلة دقيقة يفترض أنهما دعم لصفوف الفريق في منافسة هامة مثل أبطال أفريقيا للأندية هذا العنوان الكارثي في الشطب والتسجيل بالفترة التكميلية والعشوائية التي لازمت العمل الإداري في كثير من الجوانب التي أثرت علي الفريق بصورة مباشرة ومنها حالة الضغط والإختناق التي وضعوا فيها اللاعبين والجهاز الفني السابق طوال الفترة التي إستلموا فيها المسؤولية آخرها القرار المتخبط بإقالة المدرب الصربي (ميشو) في سابقة نادرة الحدوث بالإستغناء عن خدمات مدرب وصل مع فريقه لمربع الكبار وهذا لوحده يكشف العقلية الإدارية التي تتحكم في زمام الأمور الآن ويعني في المقابل أن الفريق سيعيش مواسم أكثر صعوبة إذا لم تتغير طريقة التفكير بداية من التعامل الهاديء مع أزمة الخروج من نصف النهائي يتجديد الثقة في اللاعبين والجهاز الفني ومرورا بفترة الإنتقالات الرئيسية التي يجب أن تخضع لتقييم فني حقيقي لإحتياجات الفريق الهامة بعيدا عن المكاسب الإدارية الإعلامية التي كلفت الفريق غاليا في البطولة الأفريقية وكلفت الند التقليدي المريخ مواسم طويلة ظل بعيدا بسببها عن منصات التتويج لأن التسجيلات تتم في المريخ من أجل الرئيس وليس الفريق ولازال المريخ رغم الإنتصار وتصدر المنافسة المحلية ضعيف فنيا وهو موضوع آخر سأتطرق إليه لاحقا .. لذا إذا أراد الهلال تجديد حلم التفوق الأفريقي في الموسم القادم فإن كلمة السر تبقي في يد مجلس الإدارة بالقدرة علي التعامل مع الملفات القادمة وإن كان من تحذير أخير فهو التفكير في مع أي مدرب مصري مهما كان وزنه للموسم القادم .. hassan faroog [[email protected]]