لقد ظل الحركة الشعبية لتحرير السودان ومنذ تأسيسها فى 1983 تنادى بإيجاد حلول جذرية للمشكلة السودانية التى تعقدت وتعمقت فى ظل كل الحكومات المتعاقبة لحكم البلاد نتيجة لعدم وجود الارادة الوطنية والرغبة القوية فى بناء سودان متعدد ومتنوع يسعى الجميع ، لكن اكتفت تلك الحكومات بتصميم مشاريع ضيقة المساحة احادية التوجه دون مراعاة الخصوصية السودانية و منقادة وراء الكثير من البلدان العربية التى تجاور السودان رغم شكهم الدائم لعروبة السودان وتعاليهم الواضح لنا فى كثيرمن المواقف ، بل غامرت تلك الحكومات والتنظيمات التى نشأت انذاك بالهوية السودانية ومحاولة صبغها بالهويه العربية الاسلامية دون الالتفات للاغلبية الصامتة من المكونات السودانية والتى قطعا ليست لها ادنى خطوط التلاقى مع تلك التوجات العروبية بالاضافة للتهميش الاقتصادى والاختلال الواضح فى التنمية وابعاد الكثيرين من مطبخ صناعة القرار الوطنى ، فلذلك واجهت الدولة السودانية بالكثير من حركات الاحتجاج والغبن من كل الهامش ونتيجة لذلك تاسست كيانات مناطقية تنادى بالخقوق واثبات وجودها فى هذا السودان الكبير وتبلورت مطالب الهامش المشروعة الى بروز حركات مسلحة بعد ان اغلق المركز كل الطرق السلمية لنيل الخقوق وما كان الحركة الشعبية فى جبال النوبة الا امتداد طبيعى لمطالبات اتحاد عام جبال النوبة وبقية حركات الهامش فى الشرق والغرب والجنوب ولكن الحركة الشعبية لم تكن مجرد تنظيم مسلح بل كان يحمل مشروعا يرى الكثيرون بانه الداء الشافى لكل أمراض السودان المذمنة بغض النظر ان نختلف او نتفق حوله لان مشروع السودان الجديد قادر ولازال على بناء سودان يسعى الجميع يستصحب فيه التنوع والتعدد الذى يرفضه الاخرون من هم اسرى لهمسات السلفيين والمتطرفين الذين لاينظرون فى السودان الا العروبة والدين والقبيلة كانما هى الوجبات اليومية الثلاثة التى يستحقها الشعب السودانى، لكن فى ظل كل هذه الامور والحروب التى اشعلها المؤتمر الوطنى فى جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور نسبة لعدم سعة صدره وضيقه بنيفاشا لانه لم يقبض فية سوء الريح يخرج اليناء من كانوا بالامس يتصدرون قيادة الحركة الشعبية امثال دانيال كودى وهم يبررون حروب المؤتمر الوطنى ضد اهلهم هاربين من ارض المعركة يستنجدون بالمركز عسى ولعل ان ينتهزوا هذه الفرصة لاعادة الروح لاجسادهم الهالكة، وكما نعلم ان اكثر ما يسعد ويفرح به المؤتمر الوطنى عندما ينجح فى صناعة بوق مثل الهارب كودى لاخراج اللسان للاخرين لكن بوقهم هذا صداءه لم يتجاوز حتى جدران قاعة الشارقة مقر الموتمر الصحفى لدانيال كودى وهو الذى قال فى اخر زيارة له للقاهرة فى 2011 انه لن يضع سلاحه ارضا الا بعد ان يتاكد ان النوبه قد نالوا حقوقهم كاملة دون نقصان وهاهو اليوم مع اول طلقة يهرب من المعركة تاركا رفاقه يواجهون مليشيات الوطنى فى كراكير جبال النوبه بكل ثبات واصبح جنرالا من ورق وانا اكتب اليوم والحرب دخل شهرها الثالث والنوبه لم ولن يضعوا سلاحهم ارضا كما قذف كودى بسلاحه مستسلما فى اول اختبار بل يسعى بكل ما اغدقه به الموتمر الوطنى من عطايا للعمل على شق صفوف ابناء النوبه ومحاولته لنفخ الروح فى جسد هالك وتكوين ما يسمى الحركة الشعبية القيادة الجماعية مع مجموعة من الذين تسلقوا على جدار الحركة الشعبية فى وقت سابق وقد فضحهم ود عبيد عندما قال بان الذين رفضوا الحرب من القيادات يقاتلون مع القوات المسلحة فى خندق واحد ويا للخزى والعار يا كمريد، ومع اشتعال المعارك اتضح لنا جليا معدنهم الاصلى ولكن هيهات كم من القيادات الجماعية كونها الموتمر الوطنى لشق الاحزاب وما كان مصيرهم والسوال متروك لهؤلاء القيادة الجماعية ، كان على كودى ان يلزم فراشه بشقة الموتمر الوطنى الوثيرة بالخرطوم وان يكتفى بمشاهدة تلفزيون الخرطوم لان اصدقائه اهل التوجه الحضارى سيقومون بالمهمة فى تطهير اهله بجبال النوبه ، وكان الاجدر له البعد عن الاضواء وكيل الاتهامات الجوفاء ضد رفقاء الامس أعداء اليوم فى نظره لا لشئ فقط لانه سقط فى نظر كل النوبه الاحرار بهذه المواقف المخجلة التى لا تشبه شيم النوبه عند الشدائد وهم المحاربين الاقوياء لهم صولات وجولات فى كل الحروب السابقة والنوبه سيظلون اقوياء وسينتصرون غداء لمطالب شعبهم العادلة رغم أنف دانيال كودى والهاربين من امثاله ،ودماء الشهداء التي خانها كودي وزمرته ، سيكون شبحا يغض مضاجعهم اينما حلوا و عونا للمقاتلين الاشاوس وسنلتقى عند لحظة الحقيقة.