بتاريخ 15/10/2011، وتحت شعارات "يا شعوب العالم انهضوا" ،"انزل إلى الشارع" ، "أنا لست صرافكم الآلي" ، "ضرائب على رؤوس الأموال" و"وظائف للعمال" شهدت حوالي ألف مدينة في أكثر من ثمانين دولة غربية منها الولاياتالمتحدة، إيطاليا، اليونان، فرنسا ، أسبانيا ، البرتغال واستراليا مظاهرات شعبية ضخمة تقودها حركة الغاضبين ، احتجاجاً على سياسات العولمة الاقتصادية التي تدعم جشع الشركات والبنوك متعددة الجنسيات وتكرس لاستغلال مليارات البشر في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة التي تضرب اقتصاد الدولار الأمريكي واقتصاديات اليورو الأوربي ووسط موجة من التعثرات المالية والافلاسات اكتسحت عدداً من الدول الغربية مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية، إيطاليا، اليونان ، البرتغال، إيرلندا وأسبانيا وإعلانات سياسية عن تخفيض الانفاق العام في فرنسا وانجلترا. من الملاحظ أن ثورات الربيع العالمي أو ثورات العولمة الانسانية قد اندلعت في الدول الغربية التي تحتضن نظرية العولمة الغربية القائمة على أكتاف الشركات والبنوك متعددة الجنسيات وعلى معطيات ثورة الاتصالات وثورة المعلومات أي أن هذه النظرية قد هُزمت في عقر دارها ولهذا يُمكن القول إن شعارات ثورة العولمة الانسانية تكشف أنها ثورة جديدة ضد نظرية العولمة التقليدية إذ أنها تطالب بأن يكون البشر العاديين مركزاً للعولمة وليس الشركات متعددة الجنسيات وترفض سياسات الحكومات الغربية المنافقة التي تتبنى الشيوعية حينما تأخذ أموال دافعي الضرائب من الطبقات الوسطى والفقيرة وتنفقها على الشركات والبنوك الخاسرة وتتبنى الرأسمالية حينما تمكن تلك الشركات من الاستفراد بالأرباح الرأسمالية! قد يقول قائل إن ثورة الربيع العالمي قد تأثرت بثورة الربيع العربي وأخذت منها أسلوب الاعتصامات الشعبية في الأماكن الحيوية لكن هناك فرق جوهري بينهما فثورات الربيع العربي قد اندلعت تحت شعارات سياسية تدعو لاسقاط رؤساء محليين فاسدين بينما تفجرت ثورات الربيع العالمي تحت شعارات اقتصادية عالمية تدعو إلى وقف الدعم غير المبرر للشركات متعددة الجنسيات وفرض الضرائب عليها ووقف المضاربات الضارة في البورصات وخلق فرص عمل جديدة للعمال. على الرغم من التعتيم الاعلامي والتجاهل السياسي المتعمد لحركات الغاضبين وإدعاءات بعض اساتذة الاقتصاد الدولي بأن ثورات العولمة الانسانية هي مجرد فقاعات عابرة ولن يكون لها أي تأثير عالمي قوي، إلا أنني اعتقد أن هذه الحركات العالمية ستقوى وتحقق أهدافها في نهاية المطاف وستحدث أكبر ثورة اقتصادية في التاريخ البشري لسبب ديمقراطي بسيط وهو أن حركة الغاضبين تمثل 99% من سكان العالم بينما لا تمثل العولمة التقليدية المتهاوية سوى 1% من سكان العالم . فيصل علي سليمان الدابي/المحامي /الدوحة/قطر